مؤسسات أيامنا الحلوة باقية
![حسن العيسى](https://www.aljarida.com/uploads/authors/25_1682522445.jpg)
فهد يذكركم "أنتم المتناسون بفضل الوظيفة العامة وبركاتها" بأنه حقق 30 مليار دينار خلال سنوات عمله "الطويلة" المضنية. طبعاً الخسائر لم تذكر هنا، فالاستثمار بأموال التأمينات والتدخل بثرواتها لإنقاذ مؤسسة فلان وشركة علان أو دعم هذا أو ذاك المرشح لتحميلهم فيما بعد الجمائل علهم يردون الجميل فيما لو ادلهمّ الزمن يعد عملاً تجارياً، وبالتالي هو معرض للربح والخسارة... وهذا أيضاً ليس مهماً عندنا في أعراف المال السائب بصحاري بني نفط، المهم أن مدير التأمينات السابق يتساءل بصيغة اتهام للظالمين بأنه وقف عدة مرات أمام مجالس الأمة، وكان النواب يصفقون بحماسة الجمهور الرياضي للهداف فهد و"غولاته" في تلك الأيام، أيام رحلت، وتغير الجمهور، لكن جمهور النواب مازالوا بفضل تركيبة الدولة هم جمهور المشجعين لم يتغيروا في مملكة "يا الله لا تغير علينا"، فما الذي حدث الآن حتى تكال كل تلك التهم عليه...؟!أعضاء مجالس أمة تعاقبوا على المجلس صفقوا وهللوا لبلايين أرباح استثمارات التأمينات، ديوان المحاسبة لم يقل كلمة واحدة تدين مدير التأمينات! هل هناك أي مؤسسة عامة اشتكت من إدارة التأمينات سابقاً أو تحركت ضدها؟! انسوا المشاغب د. فهد الراشد الذي قلب المواجع وتحرك منذ زمن طويل ضد إدارة التأمينات، وقدم الشكوى بعد الشكوى لنواب سابقين ومسؤولين غيرهم، ولم يجد أذناً صاغية له، ففهد الراشد هو مواطن فرد وليس مؤسسة عامة... قضيتنا هي المؤسسات الرقابية في الدولة كانت تصفق... أو لا تنتبه أو لا تكترث... إذن أين العلة وأين الخطأ...؟ هل توجد لدينا مؤسسات دولة فاعلة حقيقية تقوم بالمراقبة الجادة خارج نطاق تغطيات المحسوبيات وتقاليد "... هذا ولدنا" أم ماذا؟ وهل بمثل تلك المؤسسات سنواجه القادم بعد نهاية حلم "أيامنا الحلوة"...؟ هذا مجرد سؤال.