«دواعش سيناء» يترقبون هجمة «بلعة»
نعيم: القرية ذات ظهير صحراوي وتستخدم في الاختباء
في الوقت الذي تواصل قوات الجيش والشرطة فرض حصار خانق على البؤر الإرهابية الموجودة في محافظة شمال سيناء الحدودية مع إسرائيل، حذر تنظيم ما يعرف بـ"ولاية سيناء" الفرع المصري لتنظيم "داعش" أنصاره من هجمة وشيكة لقوات الجيش على قرية "بلعة"، وقال بيان تداولته مواقع تابعة للتنظيم، الخميس الماضي: "الجيش يستعد لعملية ضخمة في قرية بلعة برفح الحدودية".وطالب البيان الذي خلا من الإشارات والشعارات التي اعتاد التنظيم على استخدامها في بياناته السابقة، أنصاره بالحذر وأخذ الحيطة، حيث قال: "انتشروا على أوسع نطاق، ولتبلغوا الجميع بمن في ذلك المواطنون ليتخذوا التدابير اللازمة"، فيما استبعد مراقبون أن يكون التنظيم هو من بث البيان، إذ ليس معقولاً أن تكون البيانات العامة هي وسيلة المُراسلة بين قيادات التنظيم وأنصاره، وفسر مراقبون أن يكون البيان صادراً من مُريدين للتنظيم أو متعاطفين معه، بالتزامن مع إطلاق الجيش مرحلة جديدة من عملية "حق الشهيد" الأمنية.
مصدر مطلع -رفض ذكر اسمه لدواع أمنية- قال "قرية بلعة تقع جنوب مدينة رفح، وهي قرية حدودية بالغة الأهمية"، مشيراً في تصريحات لـ"الجريدة" إلى أن قوات الجيش تُنفذ كل حين وآخر عمليات ناجحة في تلك القرية ضد العناصر الإرهابية، مشيراً إلى أن القرية نظراً لكونها ذات ظهير صحراوي فهي تشهد وجوداً للعناصر الإرهابية، فضلاً عن استخدامها في تخزين المواد المتفجرة. القيادي السابق في تنظيم الجهاد، نبيل نعيم، أوضح أن "العناصر الإرهابية تنتشر في 14 قرية تابعة لمحافظة شمال سيناء، أبرزها قرى بلعة، ونخن، والقصيم، وزرعة، واللافتات"، وأشار إلى أن تلك القرى تمتد من ساحل البحر الأبيض المتوسط إلى داخل سيناء بعمق 10 كيلومترات، وأن معظم هذه القُرى ذات ظهير صحراوي.واستبعد نعيم أن يكون التنظيم المتطرف هو من بث البيان، ورجّح أن يكون المتعاطفون مع التنظيم هم من بثوا ذلك البيان لتحذير عناصر التنظيم من هجمة وشيكة للجيش، ولفت إلى أن عمليات القتل بالخطأ التي تقوم بها أجهزة الأمن في سيناء هي التي تدفع إلى التعاطف مع عناصر التنظيم. وأشار إلى أن ما يُعرقل عمليات الجيش الأمنية في سيناء، هو أن الجيش يواجه فعلياً ثلاث قوى فاعلة على الأرض هي عناصر تهريب المواد المُخدرة، والجماعات الإرهابية، وعناصر تهريب السلع إلى قطاع غزة.