د. يعقوب يوسف الحجي
لو بحثنا في معظم الدراسات الميدانية والموثقة التي قام بها مركز الدراسات الكويتية لوجدنا أن الرجل الذي قام بها هو الدكتور يعقوب الحجي، فهو الباحث الذي جاد بوقته وجهده وعلمه من أجل توثيق حقبة مهمة من تاريخ الكويت، واستطاع تسجيل ذكريات الكثير من نساء الكويت ورجالها الذين عاشوا فترة ما قبل النفط وما بعده، وسد نقصا واضحا في المعلومة الموثقة عن هذه الحقبة. لقد كان يجالس رجال الكويت ونساءها كل بمفرده أمام الكاميرا أو المسجلة ليتحدثوا له بإسهاب عن حياة الكويت، وكان يحاورهم ويحاول الحصول على كل ما بقي في ذاكرتهم قبل أن يمحوها الزمن، وقد أذيعت بعض المقابلات التي رضي أصحابها بعرضها، وبقي الكثير لدى الدكتور يعقوب يدونه في كتبه العديدة التي أصدرها.
الدكتور يعقوب الحجي هو الباحث المدقق الذي سافر إلى كثير من المواقع التي كانت تجوبها السفن الشراعية الكويتية، بل شارك في رحلة بحرية شراعية كتب عنها أحد كتبه، وتابع رحلة المرحوم الشيخ عبدالعزيز الرشيد إلى إندونيسيا ومكان إقامته وأصدقائه هناك، وتابع من خلال مريديه دوره في دعم الدعوة الإسلامية بإندونيسيا وتلامذته هناك وعائلة زوجته الإندونيسية، وأعاد كتابة سيرة الشيخ عبدالعزيز الرشيد، رحمه الله، مضيفا لها مشاهداته هناك ومتابعة لحالة عائلته في الكويت، وله في متحف العثمان في حولي ركن خاص بمقتنياته التي حصل عليها من خلال بحوثه الميدانية.الدكتور يعقوب لم يجلس على مكتب مريح ليدون كتبا من أبحاث يعدها غيره أو يحضرها له تلاميذه، إنما قام بنفسه بالمتابعة والملاحظة والمقابلة والكتابة والمراجعة حتى تصدر بحوثه في كتب، ويحسب له أنه الأغزر إنتاجا من كل الكتّاب المؤرخين الكويتيين، والمكتبة الكويتية غنية بكتبه وأبحاثه ودراساته ويستحق من كل كويتي كل التقدير والاحترام.