يتميز فن أديب فتّال بالأسلوب الفطري، فلا حدود للخيال في لوحاته التي تعكس عفوية الأفكار والمواضيع وبساطتها. في معرضه الراهن «أتذكّر فلسطين»، يجسّد نظرته المتفائلة إلى بلده فلسطين من خلال المناظر الخلابة والألوان، وتتألف كل لوحة لديه من مشاهد عدة تؤلف في مجملها عالماً معيناً، هكذا تتجاور الكنائس والجوامع ومحطات القطار ودور السينما والمباني التاريخية لإبراز تاريخ هذا البلد الذي طالما كان مكاناً للفرح والحياة.   

Ad

يرمي أديب فتال، من خلال معرضه الجديد، إلى نقل رسالة للمتلقي بأن فلسطين ليست بلداً محتضراً بل تعمل بجدّ على أن يكون لها مستقبل، وأن تستمر الحياة فيها رغم المحن التي تتعرّض لها، ومحاولات إزالتها من الوجود. ووسط الحروب الطائفية والمذهبية في أكثر من بلد في المنطقة العربية، أراد فتال التذكير بأن الشرق هو أرض التعايش، ومنه بالذات انبثقت الأديان السماوية، لذا ما يجري اليوم من حوادث لا يمت إلى هذه الأرض بصلة، بل هي مؤامرة تلعب على وتر النفوس الضيقة لتشعل من خلالها الفتن.

تتضمن لوحات أديب فتال ثورة لونية زاخرة بالحركة، فهو لا يرسم الجدران والمباني فحسب بل يغوص في أعماق الحياة وراء هذه الجدران وداخل هذه المباني التي تردد صدى الأجيال وترفض صمت الفراغ. أما قراه ومدنه التي رسمها فيتميّز سكانها بالفرح وحب الحياة، يتعلقون بحياتهم اليومية ويتناغمون بين بعضهم البعض، من هنا تحتضن لوحاته الصيادين والمزارعين والنساء والأطفال ومشاهد من قطف البرتقال المشهورة به فلسطين، وزرع الأشجار، والصلاة...

تتمرّد لوحات أديب فتال في معرضه الجديد على الواقع وتعيد رسم مسار أمة وشعب من خلال محطات مضيئة في مواجهة الحروب وأنهار الدم التي تراق هنا وهناك. ومن الملاحظ في هذا السياق أن البشاعة لا تجد طريقها إلى اللوحات، لأن الفنان عاشق الجمال ويبحث عنه اينما كان، في الطبيعة، في المدينة، في الإنسان، في الزوايا، حتى المظلمة منها... لا عجب في ذلك ما دام عاشقاً كبيراً للحياة. 

معارض في أنحاء العالم

ولد أديب فتال في واشنطن من أب فلسطيني وأم سورية، وبحكم عمل والده كدبلوماسي، أمضى طفولته ومراهقته متنقلاً بين أوروبا والولايات المتحدة الأميركية والشرق الأوسط.

تلقى تعليمه في سويسرا وسورية والولايات المتحدة. تخرج في جامعة نيويورك في التسويق الدولي وإدارة الأعمال، وبعدما أمضى أعواماً في حقل الأعمال، قرر التفرغ للفن التشكيلي، فكرّس موهبته لحبه الأصلي: «غرافيك آرت». يقيم فتّال اليوم في مزرعة على سفح جبل حرمون.

عرض فتال لوحاته في معارض فردية وشارك في معارض جماعية في عواصم ومدن عربية وعالمية، في الشرق الأوسط، باكستان، أوروبا وكندا والولايات المتحدة الأميركية.

أقام سلسلة من المعارض الفردية في: دمشق (2001 - 2002 - 2003 - 2004 — 2012)، الجامعة الأميركية في القاهرة لمناسبة سنة فلسطين (2003)، مونتريال في كندا (2004)، القاهرة (2005)، باكستان (2006)، بولندا (2007)، وارسو (2008)، بيروت (2009 و2010)، أمستردام (2009)، واشنطن (2011)، المملكة العربية السعودية (2011) بلجيكا (2012)، دبي ولندن وتركيا (2012)، النمسا (2013)، اسطنبول (2014)...