لو سارت المفاوضات، وكان قلب المتفاوضين على اليمن وشعبه، فلا بد أن تصل إلى حل يرضي كل الأطراف، لكن يجب على المتفاوضين والمساندين والمراقبين أن يضعوا هدفا للمفاوضات، وهو حل يرضي الشعب اليمني بكل فئاته، وأن النتيجة يجب ألا تكون لمصلحة طرف على حساب الآخر، أي كأي مفاوضات ناجحة يجب أن يخرج الجميع كاسبين. 

Ad

قبول الأطراف اليمنية المتقاتلة بالجلوس على طاولة المفاوضات هو اعتراف ضمني من الجميع أن الحرب لن تحقق لأي منهم شيئا غير الخراب والدمار وزيادة تعاسة اليمن، وأن الجميع قبل دعوة الأمم المتحدة ومحبي اليمن للحديث المباشر في مستقبل اليمن بدلا من حرق اليمن وخروج الجميع خاسرين، وهو اعتراف جيد يجب أن يدعم من الأطراف الدولية والمحلية كافة ليعود الهدوء لليمن ويعيش شعبه في أمان واطمئنان بعد أن طال الدمار كل ربوعه.

المفاوضات لو سارت، وكان قلب المتفاوضين على اليمن وشعبه، فلا بد أن تصل إلى حل يرضي كل الأطراف، لكن يجب على المتفاوضين والمساندين والمراقبين أن يضعوا هدفا للمفاوضات، وهو حل يرضي الشعب اليمني بكل فئاته، وأن النتيجة يجب ألا تكون لمصلحة طرف على حساب الآخر، أي كأي مفاوضات ناجحة يجب أن يخرج الجميع كاسبين.

هذا يتطلب من الجميع عدم المبالغة في المطالب وعدم المبالغة في طلب التنازل، فالمطلوب أن تخرج كل الأطراف راضية عن النتائج وداعمة لها، ولأن كل طرف يمسك جانبا من الأرض فإن الجميع يجب أن يدخلوا في إدارة اليمن الموحد الكامل، وأن تظهر جدية النوايا باشتراك الجميع في إدارة اليمن في مرحلة انتقالية حتى تجرى انتخابات عامة يختار فيها الشعب اليمني نوابه للبرلمان الذي يختار رئيسا للبلاد، أو تجرى انتخابات أخرى لاختيار رئيس جديد، وتشكيل وزارة تدير البلاد تمثل تكتلات البرلمان أو غالبيته، فالمطلوب أن يتفقوا على الخطوات الضرورية لإخراج البلاد من أزمتها وأن يدعم الجميع هذه الخطوات.

وقد سمعت من قال إنه لا أحد يضع شروطا لوقف القتال ويرى بالتسليم الكامل دون قيد أو شرط، وهذا قول مرفوض في أي مفاوضات تعقد ولأي موضوع، فما بالك بأطراف بلد تحارب بعضها منذ سنوات، والكل يرى أنه ممثل للشعب اليمني ويدعي سيطرته على أغلبية الأراضي اليمنية أو على الأقل أغلب مدنها الرئيسة؟

 فما دمنا بدأنا التفاوض فليضع كل من الأطراف شروطه وتناقش ويحاول كل طرف تقديم البديل المناسب الذي يرضي كل الأطراف، ووجود ممثل للأمين العام للأمم المتحدة كفيل بتقريب وجهات النظر التي على أساسها تسلم الأسلحة ومؤسسات الدولة، ويطلق سراح السجناء، ويعلن ميثاق توقع عليه كل الأطراف، يمنع عودة الصراع المسلح لليمن مرة أخرى.

إذا كان المتفاوضون يهمهم أمر بلدهم واستقراره وعودة السلام إلى ربوعه فإن عليهم البعد عن التعصب والتصلب بالرأي، وفي النهاية الخروج بحل متوازن يرى فيه الجميع الحل الأمثل لبلدهم.