«داعش» يضرب للمرة الثانية في المكلا ويقتل 31 مجنداً يمنياً

نشر في 16-05-2016 | 00:03
آخر تحديث 16-05-2016 | 00:03
No Image Caption
● نجاة مدير أمن حضرموت من الاغتيال

● ولد الشيخ: تقدم في لجنة المعتقلين والأيام المقبلة قد تحمل مفاجآت
شن ّ«داعش» هجوما انتحاريا داخل مقر لقوات الأمن التابعة للحكومة اليمنية في المكلا، أسفر عن مقتل 31 مجنداً في ثاني هجوم له بالمدينة في أقل من أسبوع، فيما طالب الوسيط الأممي بمشاورات السلام اليمنية، التي تعقد بالكويت، الأطراف المشاركة بتسريع وتيرة العمل للتوصل إلى حل سلمي.

في واحدة من أكبر ضربات تنظيم «الدولة الإسلامية» المعروف بـ»داعش» باليمن، قتل 31 مجنداً، عندما فجّر انتحاري نفسه في مقر لقوات الأمن الموالية للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً عند أطراف مدينة المكلا مركز محافظة حضرموت أمس.

وأفادت مصادر طبية بأن الهجوم أسفر أيضاً عن إصابة 62 بجروح.

وذكرت المصادر أن الانتحاري فجّر حزامه الناسف وسط تجمع لمتطوعين جدد في مقر للشرطة بمنطقة الفوة الواقعة عند الأطراف الجنوبية الغربية للمكلا، التي أعلن التحالف الذي تقوده السعودية استعادتها من قبضة تنظيم «القاعدة» أواخر أبريل الماضي.

في غضون ذلك، سارع «داعش» إلى إعلان مسؤوليته عن الهجوم، ونشرت وكالة «أعماق» التابعة له صورة للانتحاري ولقبته بـ»أبوالبراء الأنصاري»، وقالت إنه قام «بتفجير حزامه الناسف وسط تجمع لمرتادي عناصر الأمن داخل مبنى النجدة في منطقة فوة المكلا».

وهجوم أمس هو الثاني هذا الأسبوع لـ»داعش» ضد قوات الأمن في المكلا التي يتمتع تنظيم «القاعدة» منذ أعوام بنفوذ واسع فيها، كان من أهم مظاهره سيطرته على المدينة لزهاء عام.

وتبنى «داعش» الخميس الماضي هجوماً على معسكر للجيش في منطقة خلف عند الأطراف الشرقية للمكلا، أودى بـ15 جنديا.

إلى ذلك، بعد وقت قصير من الهجوم على مقر الشرطة، انفجرت عبوة ناسفة مزروعة قرب مكتب مدير أمن حضرموت العميد مبارك العوبثاني، ما أدى إلى إصابته ومقتل ستة من مرافقيه. وأشار مصدر إلى أن العوبثاني كان موجوداً في مقر الشرطة بالفوة لحظة وقوع التفجير الانتحاري، وغادره بعد ذلك متوجها إلى مكتبه، حيث انفجرت العبوة الناسفة لدى وصوله.

ولاحقاً، عززت القوات الأمنية من وجودها بشوارع المكلا، وأصدر قائد المنطقة العسكرية الثانية بالمكلا اللواء الركن فرج سالمين البحسني قراراً بمنع استخدام الدراجات النارية في المدينة وضواحيها.

مشاورات الكويت

في هذه الأثناء، أكد مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد في بيان مساء أمس الأول، أن التقدم في مشاورات السلام اليمنية في الكويت «مستمر إلا أنه بطيء نسبياً»، داعياً الأطراف المعنية إلى تسريع وتيرة المشاورات في ضوء الأوضاع الاقتصادية والإنسانية التي يمر بها اليمن.

وقال المبعوث الأممي: «اننا حريصون في الوقت ذاته على عدم التسرع، لكون القضايا المطروحة شائكة ومعقدة، ومن الضروري التطرق إليها بإمعان ودراية».

وأضاف أن مشاورات السلام تخللها اليوم أكثر من جلسة مع الوفد الرئاسي الرباعي من كل طرف، حيث ناقش المجتمعون أوراق عمل تهدف إلى تقريب وجهات النظر بالنسبة للقضايا الرئيسية المطروحة، أبرزها الترتيبات الأمنية والمسار السياسي والأطر المقترحة للاتفاق عليها.

وذكر ولد الشيخ أن الجلسات تضمنت اجماعاً على بعض النقاط فيما ظهر تفاوت في مواضيع أخرى.

وبين أن الجلسات ركزت على التصور العام للمرحلة المقبلة على الصعيدين السياسي والأمني، مؤكداً أن «الطرفين أمامهما قرارات واستحقاقات مفصلية في هذه المرحلة الحاسمة». ولفت إلى أنه عقد لقاءات موسعة مع عدد من السياسيين والدبلوماسيين الذين جددوا دعم المجتمع الدولي المتواصل لمسار السلام الذي تعمل عليه الأمم المتحدة.

سلام الشجعان

وفي وقت لاحق عقد ولد الشيخ مؤتمراً صحافياً، بعد ظهر أمس، تحدث خلاله عن سير المشاورات بشكل عام، وطالب وسائل الإعلام بعدم التسرع في حسم نتائج المفاوضات الصعبة. وقال ولد الشيخ، إن لجنة المعتقلين والأسرى، إحدى اللجان الفرعية الثلاث، تحقق تقدماً ملموساً عن لجنتي الأمن والسياسة، مضيفا أن العمل ينصب حالياً على وضع آليات تنفيذ اتفاق اطلاق نصف المعتقلين قبل شهر رمضان.

وبين أن المشاورات تمكنت من وضع هيكلية رئيسية للتوصل إلى حل سلمي للنزاع وفق نقاط محددة تم الاتفاق عليها، لكنه استدرك بالقول «لا شك أن التطبيق يتطلب وقتاً، ونحن اطلعنا المجتمع الدولي على تصورنا والكرة الآن في ملعب طرفي المشاورات، فالوضع حساس ولابد من اتخاذ قرارات حاسمة عبر إقرار تنازلات وصولا إلى سلام الشجعان».

من جانب آخر، حث ولد الشيخ طرفي المشاورات على «عدم استخدام وسائل الإعلام لإرسال رسائل مضللة، فالأيام المقبلة ستكون حاسمة وقد تحمل مفاجآت»، مضيفاً أن منظمته والمجتمع الدولي ودولة الكويت «يضعون كل الدعم السياسي واللوجيستي والدبلوماسي لمساعدة الاطراف اليمنية في مشاورات السلام على التوصل لاتفاق سلام يضع حدا للصراع».

عبدالسلام

من جهته، دان رئيس الوفد المشترك لـ»أنصار الله» وحزب «المؤتمر الشعبي» بمشاورات الكويت، محمد عبدالسلام، هجوم المكلا وعزى في «تغريدة» على «تويتر» أسر الضحايا، لكنه حمّل التحالف مسؤولية ما اعتبره «انفلاتاً أمنياً» تسبب به نتيجة احتلاله عبر أدواته المحلية.

وفي وقت سابق علّق عبدالسلام على مسار مشاورات الكويت بالقول، إن «الحل في اليمن يجب أن يكون توافقياً بالحوار السياسي، لا بفرض الإملاءات أو تقديم شروط الاستسلام، فهذا غير وارد وتأباه الفطرة الإنسانية السليمة».

سلسلة غارات

من جهة أخرى، شنّت مقاتلات التحالف سلسلة غارات جوية على معسكر العرقوب بمديرية خولان جنوب شرق صنعاء، واتهم التحالف قوات «أنصارالله» وقوات الرئيس السابق علي صالح بقصف قوات الرئيس عبدربه منصور هادي من داخل المعسكر.

كما أفادت مصادر بأن طيران التحالف شنّت غارات أخرى على تعزيزات تابعة للحوثيين بمديرية الغيل بمحافظة الجوف، كانت قادمة من محافظة عمران شمال صنعاء. وشنّت التحالف في الساعات الأولى من فجر أمس، سلسلة غارات على عدة مواقع للمتمردين في محافظة صعدة معقل «أنصارالله» على الحدود مع السعودية شمال اليمن.

وذكرت المصادر أن «الغارات استهدفت موقع كهلان العسكري بعد وصول تعزيزات كبيرة إلى الموقع فجر اليوم»، مشيرة إلى أن انفجارات عنيفة اندلعت داخل المعسكر بعد قصفه.

وأضافت أن طيران التحالف قصف أيضاً موقع بمنطقة الملاحيظ ومواقع جنوب شرق محافظة صعدة، وشنّت غارة على «شعب اللوم» بمنطقة دماج، مشيرة إلى استمرار تحليق الطيران فوق صعدة، بينما تشهد المناطق الحدودية توتر واشتباكات متقطعة وقصفا متبادلا بالمدفعية في حرض وميدي.

مساعدات إماراتية

على صعيد منفصل، خصصت الإمارات 20 مليون دولار لتنمية قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة في اليمن.

وذكرت وكالة أنباء (وام) أنه تنفيذا لتوجيهات رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد، أمر ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد بتخصيص مبلغ 20 مليون دولار أميركي لاستثمارها في دعم وتطوير قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة في الجمهورية اليمنية. وتشمل المبادرة التي سيتولى «صندوق خليفة لتطوير المشاريع» تنفيذها والإشراف عليها مدينتي عدن والمكلا كمرحلة أولى، على أن تمتد إلى باقي المحافظات والمدن اليمنية في مراحل لاحقة.

back to top