«الإخوان»... وتيران وصنافير وعَنْزة ولو طارت!
حتى هدى جمال عبدالناصر دخلت على الخط وقالت إنها عثرت على وثيقة في "الخارجية" المصرية مؤرخة في 20/5/1967 عنوانها "الملاحة في خليج العقبة منذ إنشاء دولة إسرائيل عام 1948"، تؤكد أن جزيرتي تيران وصنافير سعوديتان، وأن مصر تولت الدفاع عنهما عندما حاول الإسرائيليون احتلالهما، لكن الفئة التي تواصل استهداف الرئيس عبدالفتاح السيسي والمملكة العربية السعودية تصرُّ على أنَّ هاتين الجزيرتين "سليبتان" وأنه تم التفريط فيهما لقاء صفقة مالية!الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قال عندما اشتدت حملة الإخوان المسلمين عليه، وعلى المملكة وعندما سعوا، وحقيقة فإنهم لا يزالون يسعون، إلى إحداث عمليات شغب والقيام بتظاهرات في القاهرة وفي العديد من المدن المصرية، إنه تم التأكد من أن هاتين الجزيرتين سعوديتان قبل ستة وعشرين عاماً، وأن هذا التأكيد جاء من رئاسة الجمهورية، ومن الحكومة المصرية، ومن كل الدوائر والمؤسسات المعنية بهذه المسألة.
لا يوجد في مصر ولا خارجها، لا من المصريين ولا من غيرهم، من يعتبر "تيران" و"صنافير" جزيرتين مصريتين سليبتين إلا الإخوان المسلمون، الذين لم يلجأوا إلى إثارة ضجة هائلة حول هذه المشكلة المفتعلة التي شارك فيها تنظيمهم العالمي بحملات إعلامية مركزة إلا كوسيلة لاستهداف الرئيس السيسي واستهداف المملكة العربية السعودية، ويقيناً فإنه لو كان تم ترسيم الحدود المصرية ـ السعودية في عهد حكمهم، القصير العمر والحمد لله، لكانوا اعتبروه إنجازاً عظيماً عزز الأخوة بين دولتين إسلاميتين. والغريب فعلاً أنَّ الإخوان المسلمين لم يلجأوا إلى هذا الاستنفار العالمي الذي لجأوا إليه حباً في هاتين الجزيرتين، اللتين لم تعترض المملكة ولم تحرك ساكناً عندما انطلق الرئيس عبدالناصر، رحمه الله، في الهجوم من إحداهما (تيران) على إسرائيل عام 1967، وإنما كرهاً في السيسي وتشويهاً لنظامه وأيضاً مشاغبة للرياض، لأنها بادرت إلى دعم مصر، جزاها الله خيراً، في الوقت الذي أصبحت فيه بحاجة إلى الدعم والمساندة ومن الأشقاء السعوديين تحديداً الذين لم يبخلوا على أي دولة شقيقة واجهتها ظروف صعبة، إن سابقاً وإنْ لاحقاً... وحتى الآن.كان على "الإخوان المسلمين"، الذين لم يجدوا عندما اشتدت عليهم المحنة وساءت أوضاعهم في مصر في منتصف خمسينيات القرن الماضي وبعد ذلك إلاّ المملكة العربية السعودية، ألا يلجأوا إلى افتعال كل هذه الضجة وإثارة قضية لا ضرورة لإثارتها ماداموا يعلمون ويعرفون حقيقة أن هاتين الجزيرتين سعوديتان، وماداموا لم يثيروا كل هذه الضجة عندما كانت سيناء تحتلها إسرائيل قبل تحريرها في حرب أكتوبر العظيمة عام 1973 التي كانت إنجازاً عظيماً لشعب مصر وجيش مصر ورئيس مصر أنور السادات الذي يجب أن يكتب تاريخه البطولي بحروف من نور.لماذا إشغال مصر والشعب المصري، وأيضاً إشغال العرب الذين لم يمروا بظروفٍ أصعب من هذه الظروف، بمشكلة مفتعلة وبقضية من العيب أن يثيرها الإخوان المسلمون الذين يقولون إن ديار المسلمين واحدة، وإنَّ أي جزء من هذه الديار هو للمسلمين كلهم... وكل هذا وهم يعرفون أن هاتين الجزيرتين سعوديتان وأنهما حق للمملكة مادامت هذه المرحلة من التاريخ هي مرحلة الدول الوطنية المعروفة الحدود، وسواء أكانت عربية أم إسلامية.