أشار تقرير نشرته «الإيكونوميست» إلى أن البنوك المركزية قامت بجهود استثنائية، لتنشيط أداء الاقتصادات المتقدمة، من خلال خفض معدلات الفائدة للصفر أو النطاق السالب، مع شراء كميات كبيرة من الديون الحكومية، إلا أنها لم تسفر عن دعم النمو والتضخم.

Ad

تعاني الاقتصادات المتقدمة أزمات واضحة، تمثلت في انخفاض معدلات التضخم، وضعف النمو، رغم تدني أسعار الفائدة لمستويات قياسية.

أزمة الاقتصادات المتقدمة

- أشار تقرير نشرته "الإيكونوميست" إلى أن البنوك المركزية قامت بجهود استثنائية لتنشيط أداء الاقتصادات المتقدمة، من خلال خفض معدلات الفائدة للصفر أو النطاق السالب، مع شراء كميات كبيرة من الديون الحكومية، إلا أنها لم تسفر عن دعم النمو والتضخم.

- ظهرت مقترحات جديدة لتشيط الاقتصاد العالمي، تمثلت فيما أطلق عليه "هليكوبتر الأموال" أو "المروحية النقدية"، والتي تعني طبع النقود لتمويل الإنفاق الحكومي أو منح الأموال للمواطنين.

- قال رئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراغي إن "هليكوبتر الأموال" يعد "مفهوما مثيرا للاهتمام"، في حين استبعد محافظ البنك المركزي الياباني هاروهيكو كورودا هذا الاتجاه في الوقت الحالي.

- مع استمرار الركود الاقتصادي في الدول المتقدمة لفترات أطول من المتوقع أن تزداد احتمالات اتجاه الحكومات لهذا التوجه، وهو ما يطرح تساؤلات حول ماهية مصطلح "هليكوبتر الأموال"، وكيفية عمله، ومدى تأثيره على الاقتصاد.

ما هو «هليكوبتر الأموال»؟

- بدأ مصطلح "هليكوبتر الأموال" من مؤسس المدرسة النقدية ميلتون فريدمان عام 1969، حينما قال إن البنوك المركزية لا يمكنها الفشل في دعم زيادة المعروض من النقد، مع قدرتها على ضخ أموال جديدة في الاقتصادات التي تفتقر إلى الأموال.

- عاد الحديث مجددا عن هذا المصطلح في بدايات الألفية الثالثة، حينما ناقش الاقتصاديون كيفية خروج الاقتصاد الياباني من فخ الانكماش، قبل أن يذكر رئيس الاحتياطي الفيدرالي السابق بن برنانكي هذا المصطلح مع بداية توليه لرئاسة المركزي الأميركي.

- يدعو المدافعون عن هذا الاتجاه إلى التحفيز المالي، من خلال الإنفاق الحكومي، وخفض الضرائب أو المدفوعات المباشرة إلى المواطنين عبر أموال يتم طباعتها، وليس من خلال الاقتراض أو فرض الضرائب.

- يعد "هليكوبتر الأموال" نوعا من التيسير الكمي الذي تقوم فيه البنوك المركزية بشراء سندات حكومية والاحتفاظ بها حتى تاريخ الاستحقاق، لكنه يتمثل في طباعة أموال حديثة، ومنحها بشكل مباشر إلى المواطنين، وهو ما اعتبره زعيم حزب العمال البريطاني جيرمي كوربين تيسيرا كميا للشعب.

مزايا وحلول

- تعد مزايا "هليكوبتر الأموال" واضحة، حيث إنه لا يعتمد على زيادة الاقتراض، ما يقلص من مخاطر تضخيم البنوك المركزية لفقاعات جديدة في الأصول.

- يقدم التحفيز المالي الممول من الاقتراض مزايا مماثلة، لكنه قد يواجه أزمة، في حال اعتقد المستهلكون أن الضرائب قد ترتفع في المستقبل.

- من شان "هليكوبتر الأموال" أن يدعم الاقتصاد، من خلال تحفيز الإنفاق، والنمو الاقتصادي، وتوقعات التضخم في المستقبل، وهو ما قد يسمح للبنوك في النهاية برفع معدلات الفائدة أعلى مستوى "صفر".

مخاوف ومعوقات

- لا يمثل "هليكوبتر الأموال" حلا ورديا لأزمات الاقتصادات المتقدمة، حيث يخشى اقتصاديون من أن يقوض استقلالية البنوك المركزية، ويحد من قوتها للسيطرة على التضخم.

- يتمثل الخطر الأكبر فيما يخص هذا التوجه في أنه قد لا ينطلق بشكل فعلي، حيث إن الحكومات في الاقتصادات المتقدمة بدأت في التراجع عن التحفيز، من خلال تمويل مشروعات البنية التحتية الأكثر احتياجا عبر الاقتراض بفوائد قريبة من الصفر.

- اتجهت الحكومات في الاقتصادات الغنية إلى خفض العجز في الموازنة، ما يقوض جهود البنوك المركزية لتنشيط الاقتصاد.

- مع حقيقة أن سياسة "هليكوبتر الأموال" تعد واعدة رغم مخاطرها، فإنها تفتقد في الوقت الحالي الإجماع الذي يجعلها تنطلق بشكل فعلي لتنشيط الاقتصادات.