رفض خبراء وسياسيون ناصريون في مصر مقالا نشرته جريدة "الأهرام" المصرية، أمس، لابنة الزعيم جمال عبدالناصر، أستاذة العلوم السياسية في جامعة القاهرة، الدكتورة هدى عبدالناصر، تضمن وثائق قالت إنها تعتبر بموجبها جزيرتي "تيران" و"صنافير" سعوديتين، وسط جدل لا ينتهي، بشأن اتفاقية ترسيم الحدود بين القاهرة والرياض، التي وقعها الطرفان في التاسع من أبريل الجاري، والتي نصَّت على أن تؤول الجزيرتان إلى المملكة السعودية.

Ad

قالت نجلة الزعيم، في مقالها، إنها عثرت بالصدفة المحضة على وثيقة لوزارة الخارجية، بتاريخ 20 مايو 1967، قبل إغلاق "خليج العقبة" بيومين، صادرة عن إدارة شؤون فلسطين في وزارة الخارجية، تؤكد أن "تيران" و"صنافير" سعوديتان.  وأضافت أن "الوثيقة التي عثرت عليها مؤخرا مصنفة (سري جدا) ـ بتاريخ 20 مايو 1967، ومرسلة من إدارة شؤون فلسطين بوزارة الخارجية المصرية الى الرئيس عبدالناصر ـ بشأن الملاحة الإسرائيلية في خليج العقبة، والتي بناء عليها قرر عبد الناصر إغلاق مضيق العقبة أمام الملاحة الإسرائيلية، 22 مايو 1967". وأشارت إلى أن مصر كانت تقوم بحماية الجزيرتين من التهديدات الإسرائيلية باحتلالهما، مؤكدة أن السعودية خشيت أن تقوم إسرائيل بالتعرض للجزيرتين فتركت إدارتهما لمصر.

في المقابل، تساءل المفكر والنائب البرلماني السابق، أمين إسكندر، عن معنى أن تكون وثائق الزعيم جمال عبدالناصر، التي هي ملك للدولة المصرية في حوزة ابنته، قائلا: "أبناء المشروع الفكري النضالي للناصرية يختلفون عن أبناء الدم، ولا أعوِّل على وجهة نظرها، لأنّ المشروع السياسي والفكرة السياسية هي الفيصل في هذا الكلام، والدكتورة لا يجب أن تقع في مثل هذا الخطأ، ولو أرهقت نفسها لوجدت الكثير من الخرائط التي تؤكد صدق حديث الزعيم بشأن مصرية الجزيرتين".

من جانبه، قلل القيادي الناصري، حامد جبر، من أهمية ما تدعيه الدكتورة هدى، مشيرا إلى أن ملكية مصر للجزيرتين هو أمر يعتمد على مقومات السيادة والاتفاقيات الدولية وبالتاريخ القديم الذي يعود إلى بداية نشأة الخليقة.

وقال لـ"الجريدة": "فيما يتعلق بالأرض، سندنا الوحيد هو التاريخ والدم وأبناء عبدالناصر أو من ينتسبون إليه فكريا ليسوا حجَّة لإثبات ملكية الجزيرتين، أو دليل نفي على عدم الملكية، فما تقوله الدكتورة هدى رأي يدحضه التاريخ والجغرافيا والعقيدة القتالية للجيش المصري".

بدوره، قال الأمين العام لحزب "الكرامة" الناصري، محمد بسيوني لـ"الجريدة"، إن كلام الدكتورة غير منطقي، ليس من المعقول ظهور وثائق مصادفة بعد 46 عاماً على وفاة الزعيم، مضيفا: "كل الوثائق منشورة في كل المطبوعات خاصة في مطبوعة من أربعة أجزاء للدكتورة هدى نفسها، وتغيير الدكتورة لرأيها يأتي في سياق الضغوط التي مُورست على بعض الشخصيات العامة لتغيير آرائهم".

يذكر أن هدى عبد الناصر أدلت بتصريحات سابقة أكدت فيها أن الجزيرتين مصريتان وأن التصريحات التي أدلى بها والدها الزعيم الراحل حول تيران في عام 1967 لم تكن مجازيَّة.