رغم حماسة المعركة، فشلت الأحزاب ومنافسوها من المجتمع المدني في استنهاض الشارع البيروتي، للتوجه إلى صناديق الاقتراع، حيث سجلت نسبة مشاركة متدنية في بيروت، عكس منطقتي زحلة وبعلبك.

Ad

انطلقت في لبنان، أمس أول، جولة من الانتخابات البلدية والاختيارية في بيروت والبقاع، وهو أول اقتراع على المستوى الوطني منذ 6 سنوات.

وشهدت العاصمة (بيروت) نسبة مشاركة متدنية لم تتخطَ 18 في المئة، في حين شهدت مناطق أخرى نسبة مقبولة جدا، ولا سيما زحلة، حيث كانت هناك معركة حامية بين الأحزاب المسيحية في وجه لائحة ال سكاف، المتحالفة مع حزب الله والمستقبل، وفي بعلبك، حيث واجهت العائلات الثنائي الشيعي، حزب الله وحركة "أمل".

وتتجه الأنظار الى العاصمة وما يمكن أن تفعله القوى الحزبية التي تكتلت في "لائحة البيارتة" والتي يشكل تيار "المستقبل" رافعتها الأساسية، والذي عمل بتوجه من رئيس الحكومة السابق سعد الحريري على رفع نسبة المشاركة قدر الامكان، منعا من حصول أي خرق في صفوف اللائحة التي يقودها جمال عيتاني، إلا أنها فشلت في ذلك، بعد أن بقيت النسبة متدنية، وفي المقابل نشطت "بيروت مدينتي" في العاصمة، ونجحت في جذب الأنظار اليها بسسب دينامية مرشحيها، وتحدثت في مؤتمر صحافي عن حصول انتهاكات.

أما في البقاع فتبقى انتخابات زحلة محل ترقب القوى السياسية، نظرا إلى ما ستحمله أرقامها من إشارات للانتخابات النيبابية المقبلة. وثمة "اختبار" في البلدات المسيحية البقاعية لمعرفة حظوظ التقارب الأخير بين "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية"، وما اذا كان سينسحب على عرينهما الأكبر في جبل لبنان في جولة الاحد المقبل.

وشهدت بعلبك وبلدات بقاعية عدة سخونة انتخابية، ولا سيما ان مجموعات لا بأس بها من مرشحي العائلات تواجه ثنائي "حزب الله" وحركة "أمل".

زحلة

ويبدو أن حماوة المعركة الانتخابية في زحلة لم تنعكس فقط على نسبة الاقتراع التي كانت على قدر التوقعات، بل انعكست أيضا توترا على الشارع الزحلاوي.

فقد سجل إشكال كبير بين مناصري "القوات اللبنانية" ومناصري "الكتلة الشعبية" على خلفية تبادل اتهامات بدفع أموال وشراء أصوات، مما دفع الجيش اللبناني إلى التدخل بشكل كبير ووضع حد لهذا الإشكال.

كذلك تكاثرت الشائعات حول قيام مناصري النائب نقولا فتوش بشراء الأصوات في المدينة، الأمر الذي نفاه الأخير بعد إدلائه بصوته.

من جهتها، أفادت "الوكالة الوطنية للإعلام"، أن الإشكال حصل بين مناصري الوزير السابق نقولا فتوش ومناصري الكتلة الشعبية من جهة، مع مناصري "القوات اللبنانية" من جهة ثانية في حوش الأمراء على خلفية إبلاغ القوى الأمنية عن أماكن شراء الأصوات.

وكان نائب الأمين العام لـ "حزب الله"، الشيخ نعيم قاسم، قد أعلن أن "حزب الله شكل لائحته الخاصة في زحلة ودعم كل حلفائه، من التيار الوطني الحر إلى الكتلة الشعبية والوزير فتوش".

سلام

إلى ذلك، أكد رئيس الحكومة تمام سلام، أمس، بعد إدلائه بصوته "أننا اليوم أمام لحظة وطنية بامتياز تتيح للشعب البيروتي أن يقول كلمته لما فيه خير المدينة والوطن".

وإذ وجه تحية إلى وزارة الداخلية على الجهود التي تقوم بها، أشار إلى أنه في "هذا اليوم نؤكد وجود الدولة ودورها في احتضان جميع أبنائها".

وأضاف: "نأمل في أن يؤسس لاستحقاق ديمقراطي ينعش الحياة ويعطي المجال للبنانيين في إدارة بلدهم. الانتخابات البلدية هي مطلب شعبي بامتياز، وهي من صلب نظامنا الديمقراطي التي نأمل أن تنعكس على استحقاقات أخرى، وأبرزها انتخاب رئيس للجمهورية".

وأردف سلام: "انحيازي واضح وهو لبيروت وعلاقاتي واتصالاتي أمر طبيعي، وأنا والرئيس الحريري على تواصل دائم وعلى أهل بيروت ألا يفوتوا الفرصة".

المشنوق

في السياق، اعتبر وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق بعد إدلائه بصوته أمس أن "اليوم هو بمنزلة خطبة للديمقراطية". وقال إن "العملية الإنتخابية تسير بشكل سليم في بيروت والبقاع واليوم هو خطوة، أما العرس فعندما ننتخب رئيس جمهورية".

ووصف الوضع الأمني بالـ"ممتاز"، مضيفا: "ندعو الناخب في بيروت إلى عدم التخلي عن حقه في التصويت". وعن العبوة الناسفة التي وجدت في سعدنايل، أكد المشنوق أنها "جزء من الانتخابات ولا أهمية لها".

وبعد جولة في عرسال لتفقد مراكز الاقتراع والإطلاع على سير العملية الانتخابية من النواحي الأمنية والإدارية، أكد أن "أهالي عرسال خيرهم وجميلهم على كل لبنان، لأنهم يحملون أكبر الأثقال من النازحين السوريين ولا يشكون، بل إن طلباتهم عادية، وهذا يجعل أي وطني وأي لبناني يفرح لهم وبوطنيتهم وبإصراهم على التصويت، وهذا تأكيد على التزامهم بالديمقراطية".

وأضاف المشنوق ردا على سؤال أن "الجيش موجود داخل عرسال وموجود في كل منطقة عرسال، وهو سيد على الأرض، كلنا نعرف أن المشاكل الموجودة هي نتيجة النيران السورية، لكن الجيش والقوى الأمنية يقومون بأكثر من واجبهم. والدولة موجودة داخل عرسال، لكن هناك ظروفا أمنية تتطلب أحيانا الانسحاب في وقت ما والعودة بعده، والدولة موجودة. وتصرف الأهالي اتجاه الانتخابات والتصويت يلزم الدولة أكثر وأكثر أن تكون مسؤولة عن عرسال بكل المعاني".

جعجع

وأعرب رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، في مؤتمر صحافي عقده في معراب أمس عن ارتياحه لسير العملة الانتخابية للبلديات والمختارين في بيروت والبقاع، وقال:"أنا سعيد بغض النظر عن أي شيء آخر، وعلى الرغم مما يجري في المنطقة، أن تجري عملية انتخابية هو فخر يجب التنويه به". وقال: "نسبة الاقتراع في بيروت وزحلة غير مقبولة، وأدعو الجميع الى التوجه الى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم".

كما اعتبر رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب العماد ميشال عون، أمس، أن "عملية الاقتراع في الانتخابات البلدية في كل بيروت والبقاع سيئة جدا، نظرا الى تدني نسبة الاقتراع"، ودعا المواطنين إلى "التصويت بكثافة أيا كانت خياراتهم".

جنبلاط: حتى الشيخ سعد غير مقتنع بـ «البيارتة»

غرَّد رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط، عبر حسابه على "تويتر"، معلقاً على الانتخابات البلدية، قائلا: "متى سينتخب صديق خان في بيروت من أجل كل المواطنين دون تمييز، وبعيداً عن الإقصاء، مضيفاً: "تسمية إحدى اللوائح فيه إقصاء وتمييز للذين لا يحق لهم زورا التصويت، وكأننا غرباء".

وتابع: "لا تجعلوا من بيروت كهفاً، نعم للانفتاح"، مضيفا (تعليقا على خطأ الحريري بالاقتراع): "حتى الشيخ سعد غير مقتنع بلائحة البيارتة".

الحريري يقترع خطأ وصوته «غير محسوب»

ارتكب عراب لائحة «البيارتة» رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، خطأ خلال تصويته، أمس، بلائحة للانتخابات البلدية في صندوق الاختيارية.

وقال مسؤول قلم الاقتراع في متوسطة شكيب ارسلان في فردان (مكان إدلاء الحريري بصوته)، إن «صوت الرئيس سعد الحريري غير محسوب وأُلغي، بعد التصويت بلائحة للانتخابات البلدية في صندوق الاختيارية»، وكشف أن «هذا الخطأ لا يمكن تصحيحه». وأكد الحريري في تصريح له من قلم الاقتراع، أن «اليوم هو عرس لبيروت، وأنه يوم ديمقراطي بامتياز»، مضيفا أنه أدلى بصوته لـ«لائحة البيارتة»، التي اعتبر أن «لديها كل الكفاءات». وقال إن «هذه الانتخابات سياسية وإنمائية بامتياز، ونخوضها لمصلحة إثبات أن بيروت ما زالت في مسيرة تيار المستقبل والشهيد رفيق الحريري».

وعن غياب «حزب الله» عن لائحة «البيارتة»، قال الحريري إن هذا الغياب «إضافة لبيروت». وأردف: «المناصفة تهمني، لأن الرئيس الشهيد أرساها»، مشيراً إلى أن «العونيين مع المناصفة، ومع إنماء بيروت».

إشكال داخل «البيت العوني» في محلة الأشرفية

وقع إشكال في منطقة فسوح بمحلة الأشرفية في بيروت، بين مناصري "التيار الوطني الحر"، وتحديدا بين أنصار القيادي في التيار زياد عبس والوزير السابق نقولا الصحناوي، على خلفية شطب عدد من الأسماء في إحدى اللوائح. وعلى الفور تدخلت القوى الأمنية وعملت على حل الإشكال.

كما انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورة لعبس يتناول الطعام إلى جانب أحد المرشحين للانتخابات الاختيارية المحسوب على رجل الأعمال أنطوان الصحناوي (المقرب من "القوات" اللبنانية). وقد استخدم مناصرو الوزير السابق هذه الصورة للإشارة إلى أن عبس لم يعد بين أعضاء "التيار الوطني الحر".