السجن لـ 152... وحكم على 6 معتقلين في قضية «الفرنسي»

نشر في 16-05-2016 | 00:02
آخر تحديث 16-05-2016 | 00:02
No Image Caption
● وكيل «لجنة الشباب»: لا ترصُّد للشباب وقوانين لصالحهم

● وفد شعبي إلى روما لمناقشة ملف ريجيني
عقب حملة اعتقالات عشوائية وأحكام بالجملة على شباب المتظاهرين، تفجرت مخاوف حقوقيين وسياسيين من حملة تكميم أفواه تطول معارضي نظام الرئيس السيسي، الذي يحتفل بذكرى تنصيبه مطلع يونيو المقبل.

في ظل احتفالات مصر الرسمية بعام 2016، عاما للشباب، تفجرت مخاوف لدى قوى سياسية مصرية، من حملة منظمة لقمع أصوات المعارضة في الشارع المصري، على وقع أحكام بالسجن طالت 152 شابا على خلفية تظاهرهم ضد توقيع النظام المصري اتفاقية "ترسيم الحدود البحرية" بين مصر والسعودية، تنازلت بموجبها الأولى للثانية عن جزيرتي تيران وصنافير، ما فجّر أكبر موجة انتقادات لنظام الرئيس عبدالفتاح السيسي منذ توليه مقاليد الحكم في يونيو 2014.

وأعرب حقوقيون وقانونيون عن صدمتهم من حملة تكميم الأفواه عقب الأحكام الصادرة من محكمة جنح قصر النيل والدائرة 21 إرهاب، أمس الأول، التي تراوحت بين الحبس سنتين وخمس سنوات، وغرامات تصل لـ 100 ألف جنيه، ضد 152 من شباب المتظاهرين في أحداث "جمعة الأرض"، 25 أبريل الماضي، احتجاجا على ما اعتبروه تفريطا مصريا في جزيرتين - تقعان على مدخل خليج العقبة في البحر الأحمر - لمصلحة السعودية.

من جانبها قالت عضوة المجلس القومي لحقوق الإنسان راجية عمران إن "الأحكام مسيسة"، وأن المجلس سيقدم الدعم للشباب، سواء الدعم القانوني أو تقديم قوائم لطلب العفو الرئاسي، في حين قال عضو المجلس القومي جورج إسحاق: "الأحكام صادمة والقانون يكيل بمكيالين، كيف لم توجه تهم لأناس تظاهروا وسبوا الصحافيين أمام الأمن، في حين صدرت أحكام سريعة ضد شباب تظاهر ليقول إن الجزيرتين مصريتان".

من جانبه، أبدى رئيس لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، محمد أنورالسادات، تعجبه من سرعة إصدار الأحكام وأضاف في بيان له أمس: "سرعة إصدار الحكم تضرب الثقة في القضاء، والشباب المحكوم عليهم فخر لمصر".

تكريم الشباب    

بدوره، انتقد الفقيه الدستوري، عصام الإسلامبولي، الأحكام قائلا لـ "الجريدة": "صدرت وفقا لقانون التظاهر غير الدستوري، وكان من الأجدى تكريمهم على موقفهم الوطني لا معاقبتهم"، لافتا إلى أن الأحكام جريمة في حق الدستور والعدالة والوطن، وتؤشر على نية النظام لاتخاذ خطوات أخرى لتكميم الأفواه.

سياسيا، انتقد المرشح الرئاسي السابق، حمدين صباحي، الأحكام التي صدرت بحق الشباب، وكتب على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: "إنه يوم أسود في تاريخ العدالة... ‏الحرية لسجناء الرأي"، وعلق الكاتب والمحلل السياسي، عبدالله السناوي، على المشهد الحالي قائلا لـ "الجريدة": "منذ تفجر قضية الجزيرتين ونحن نواجه حملة لتكميم الأفواه، سيمتد أثرها لحقبة زمنية طويلة".

في المقابل، قال وكيل لجنة الشباب والرياضة بالبرلمان، محمود حسين إنه لا تعليق على أحكام القضاء، وأضاف: "البرلمان غير معني بالجدل الدائر على الأحكام القضائية، ولا ترصد للشباب، بل على العكس تعمل اللجنة على الانتهاء من عدة تشريعات ستصب في مصلحتهم".

في المقابل، أشاد الفقية القانوني، شوقي السيد، بما سماه العدالة الناجزة في الأحكام، وقال لـ"الجريدة": "المعترضون على الأحكام لم يطلعوا على أوراق القضية، ولا يعرفون حيثيات الحكم، والحكم عنوان للحقيقة".

تعليمات

معالم التحولات العميقة التي يشهدها المشهد الإعلامي واضحة، ففي حين واصلت الفضائيات المصرية الخاصة تبني خطاب إعلامي مهادن للسلطة، بدأت فضائية "أون تي في" ـ التي نشطت في أجواء ثورتي 25 يناير 2011 و30 يونيو 2013 ـ  في تغيير مسارها من فضائية إخبارية إلى فنية، مع مالكها الجديد رجل الأعمال أحمد

أبوهشيمة المقرب من دوائر صنع القرار، الذي اشترى أسهم القناة من رجل الأعمال نجيب ساويروس أمس، حيث أعلن أبوهشيمة أن القناة المعروفة بمواقفها السياسية ستدخل مجال الإنتاج الدرامي في الفترة المقبلة.

وكشف مصدر قضائي أن وزير العدل المستشار حسام عبدالرحيم، أصدر تعليمات إلى جميع القضاة بعدم نشر صور شخصية لهم على مواقع التواصل الاجتماعي، تتنافى مع الذوق العام، كما طالبهم بالتزام الحذر في التعليقات الاجتماعية، في حين تمت إحالة 10 قضاة للتحقيق بسبب نشرهم آراء سياسية على صفحاتهم الشخصية، تتعلق بعدد من الأزمات مثل سعر صرف الدولار أمام الجنيه، والجدل حول الجزيرتين.

حكم الفرنسي

وحكم أمس على 6 معتقلين بالسجن 7 أعوام في مصر بعد إدانتهم بضرب فرنسي حتى الموت في 2013 داخل زنزانة في أحد مراكز الشرطة، في حين كانت اسرة الضحية وهيئة الدفاع اتهموا شرطيين.

وقضى اريك لانغ (49 عاما) الذي كان يدرس "الفرنسية" في مصر بعدما ضرب بعنف في 13 سبتمبر 2013 بينما كان معتقلا منذ أسبوع في مركز للشرطة بالقاهرة، بعد توقيفه في الشارع، لأنه لم يكن يحمل بطاقة هوية وفق السلطات.

ملف ريجيني

وبينما راوحت أزمة نقابة الصحافيين المصريين ووزارة الداخلية مكانها، أمس، تواصل الأجهزة الأمنية المصرية تحقيقاتها لكشف غموض اختفاء الطالب الإيطالي جوليو ريجيني في وسط القاهرة، تم العثور على جثته وعليها آثار تعذيب غرب العاصمة المصرية خلال فبراير الماضي، أعلن تيار الاستقلال ووفد الدبلوماسية الشعبية، سفر وفد مصري مساء أمس، إلى إيطاليا والفاتيكان، لدعم تقارب وجهات النظر بين القاهرة وروما، في أعقاب حادث مقتل ريجيني.

وذكر تيار الاستقلال في بيان له أمس الأول أن من المشاركين في الوفد الشعبي، رئيس التيار، أحمد الفضالي، ووكيل الأزهر، عباس شومان، وعدد من ممثلي الكنائس المصرية، ومستشار رئيس الجمهورية السابق أحمد المسلماني، والإعلامي وائل الإبراشي.

مقتل مجند

في سيناء، قتل مجند وأصيب ضابط شرطة برتبة ملازم أول، إثر انفجار عبوة ناسفة في شمالي شبه الجزيرة، أمس، بينما أجرى وزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي، مباحثات عسكرية مع رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية السودانية، الفريق الركن علي سالم، في القاهرة أمس، وعلمت "الجريدة" أن المباحثات ناقشت أزمة مثلث حلايب وشلاتين المصري، الذي تدعي الخرطوم ملكيتها له، خاصة بعد إعلان ضمه إلى محافظة أسوان، ما يؤكد تمسك القاهرة بمصرية المثلث.

back to top