زار رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، قبل ظهر أمس، الصرح البطريركي في بكركي، واستقبله البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، في حضور مستشارَيه غطاس خوري وداوود الصايغ ومدير مكتبه نادر الحريري، وعقد معه اجتماعاً تناول الأوضاع العامة من مختلف جوانبها.

Ad

وعقب اللقاء، قال الحريري: «تحدثنا في أهمية المناصفة التي نحاول أن نحافظ عليها، سواء على صعيد بلدية بيروت أو في البلد ككل، وهي بالنسبة إلينا الأساس في قيام نظام الطائف، والعيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين، كذلك تحدثنا في موضوع الفراغ الرئاسي وضرورة ألا يطول، وعلينا جميعاً أن ننزل إلى مجلس النواب وننتخب أحد المرشحين، وأياً كان الرابح سأقول له مبروك فخامة الرئيس».

وسئل: هل من جديد بالنسبة للانتخابات الرئاسية من خلال الجولات الخارجية التي تقومون بها؟ فأجاب: «أنا شرحت لغبطته ما هي الأمور التي نقوم بها والخطوات والمشاورات التي نجريها، إن كان داخلياً أو خارجياً، وإن شاء الله نوفّق في ملء الفراغ الرئاسي».

كما سئل: ما الذي تسمعه خارجياً في موضوع الرئاسة؟ فأجاب: «الجميع يريد أن ينتخب لبنان رئيساً، لكن المشكلة أن اللبنانيين أنفسهم لا ينتخبون رئيساً».

وعما إذا كان البطريرك الماروني قد أفصح عن الرئيس الذي يريده؟، وهل هو مع تبنيك (أي الحريري) ترشيح رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية؟»، أجاب: «لم يفصح لي بشيء من هذا القبيل، وغبطته ديمقراطي، وقد حث الجميع على النزول إلى مجلس النواب، وهذا ما يجب أن يحصل، البعض يقول إن حقه الدستوري ألا ينزل إلى مجلس النواب، لكننا جميعناً نعرف أن هذا يشبه الضحك على الدستور وعدم تنفيذ واجبنا».

كما سئل: «لكن حتى مرشحكم لا ينزل إلى المجلس؟»، فأجاب: «صحيح، حتى لو كان مرشحنا، فمن واجبه الدستوري أن ينزل إلى مجلس النواب، وفي نهاية المطاف، كيف سنتمكن من انتخاب رئيس إذا حرد الجميع وقبع في بيته؟ بعدها سيحصل الأمر نفسه في مجلس النواب ومجلس الوزراء، إنه نظام مكتوب، والطائف موجود. لا يقولنّ أحد أن هذا حق دستوري، هذا ليس حقاً دستورياً، الحق الدستوري يجب ممارسته في مجلس النواب، ومن يعطل الانتخابات فعلياً هو فريق حزب الله».

كما زار الحريري دار الفتوى، والتقى مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان، وتناولا التطورات، وعقب  اللقاء قال الحريري: «تشرفت اليوم بزيارة سماحة مفتي الجمهورية، وتحدثنا عن الأمور التي تهم المسلمين، وأطلعته على ما نقوم به بالنسبة الانتخابات الرئاسية، التي نرى أنها تمثل المشكلة الأساسية والكبيرة في البلد، كما تطرقنا إلى الانتخابات البلدية، وما يهمنا نحن هو تكريس المناصفة، التي ندعو إليها، والتي لطالما دعا إليها الرئيس الشهيد رفيق الحريري. نحن سنستمر في هذه الوصية، وإن شاء الله يوم الأحد ننزل جميعنا إلى صناديق الاقتراع وننتخب، كما تحدثنا مع سماحته عن الأوضاع في المنطقة».

في موازاة ذلك، يغادر البطريرك الراعي بيروت اليوم، متوجهاً إلى فرنسا حيث سيحتفل بتبريك كابيلا لبنان، التي تحتضن ذخائر خمسة قديسين لبنانيين موارنة، في بازيليك القديسة تريزيا في ليزيو.

وستكون للراعي لقاءات رسمية ورعوية، أبرزها مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، رئيس مجلس الشيوخ جيرار لارشيه، رئيس مجلس النواب كلود بارتولون، وزير الخارجية جان مارك إيرولت والمديرة العامة لمنظمة «يونيسكو» إيرينا بوكوفا.