كنوع من التحدي والاستفزاز، أعلن مرشح الرئاسة الأميركية عن الحزب الجمهوري دونالد ترامب أنه سيزور إسرائيل قريباً، ربما ليأخذ نصائح من بنيامين نتنياهو في التطرف والمزيد من التطرف والمزيد من التعصب العرقي "الشوفينية" والديني، وخاصة ضد المسلمين والدين الإسلامي، نظراً لأن رئيس الوزراء الإسرائيلي يُعتبر رمزاً من رموز الكره للعرب والإسلام في العالم بأسره.

Ad

وحقيقة إن زيارة ترامب لأرضٍ محتلةٍ يمارس فيها الجيش الإسرائيلي ما مارسته جيوش الأنظمة البوليسية، التي عرفها العالم والتاريخ، ومنها بعض الدول الأوروبية، غير مستغربة من شخص يتفجر حقداً وكراهية، وحاول ولايزال يحاول أن "يُقلد" دكتاتور إيطاليا الشهير بينيتو موسيليني حتى بحركات الوجه البهلوانية وحركات الأيدي والصراخ الهستيري والحركات "الأكروباتية".

وبالطبع فإنه غير معروف ما إذا كان الإسرائيليون، الذين يعتبرون أنفسهم إنتاج المحرقة النازية، والذين عاش آباؤهم وأجدادهم تلك المآسي التي حلت بهم في عهد أدولف هتلر، سيستقبلون دونالد ترامب، الذي سيذكرهم ظهوره بينهم بتلك المراحل المرعبة والمظلمة من التاريخ، أم أنهم سيطردونه شر طردة، وسيجبرون رئيس وزرائهم، الذي لا يختلف في حقيقة الأمر عن ضيفه "المبجل العزيز"!، على عدم استقباله، وعلى الطلب منه ألا يأتي إلى إسرائيل التي تدعي أنها دولة ديمقراطية وإنسانية، وهي ترتكب كل هذه المجازر البدائية ضد الشعب الفلسطيني، صاحب الأرض المقدسة من البحر إلى النهر.

كل الذين رشحوا أنفسهم لانتخابات الرئاسة الأميركية منذ قيام الدولة الإسرائيلية بدأوا خطواتهم الأولى بزيارة إسرائيل، ليس للتمسح بـ"بركاتها"، وإنما لكسب عطف منظمة "أيْبك" اليهودية التي كانت، ويبدو أنها لا تزال، تتحكم في اختيار أي قادم إلى البيت الأبيض، وكل هذا مع أنني أعتقد أن هذا غير صحيح، وأنه ادعاء مفتعل من أجل ذر الرماد في العيون.

ولذلك فإنه غير مستغرب أن يزور ترامب إسرائيل، سواء في الأيام القليلة المقبلة أو عشية الانتخابات الإسرائيلية، ويتمسح بما يسمى "حائط المبكى"، ويأخذ النصائح بالتشدد والتطرف من بنيامين نتنياهو، ويشتم المسلمين والعرب حتى تتورم أوداجه... فالطيور على أشكالها تقع، والمثل يقول: "وافق شنٌّ طبقة"... لكن وفي كل الأحوال فإنه على هذا المهرج المعتوه أن يقرأ ولو بضع صفحات من تاريخ هذه المنطقة، قبل أن يقوم بزيارته الموعودة، ليعرف كم أنه مرّ على هذه المنطقة من المحتلين والغاصبين والغزاة، لكنها بقيت عربية... وبقيت فلسطين فلسطينية لأهلها، وبقيت هويتها هي الهوية نفسها منذ الكنعانيين وقبل ذلك.