الأسد يتلقى دعماً جزائرياً... و«داعش» يضرب في «السيدة زينب»

نشر في 26-04-2016 | 00:04
آخر تحديث 26-04-2016 | 00:04
No Image Caption
• أوباما يرسل 250 جندياً إضافياً
• طهران تحذر من التدخل دون تنسيق
• «جنيف 3» بمن حضر
مع استعار المعارك في حلب واستئناف مفاوضات "جنيف 3" بلا معارضة فعّالة، تلقى الرئيس السوري دعماً عربياً غير مسبوق منذ بدء الاحتجاجات ضده قبل 5 أعوام خلال استقباله وزير خارجية الجزائر في دمشق، التي استيقظ ريفها على تفجير دموي استهدف منطقة السيدة زينب، وأسفر عن مقتل 12 وإصابة أكثر من 40.

في زيارة نادرة لمسؤول عربي لدمشق منذ اندلاع النزاع الدامي قبل أكثر من خمس سنوات، استقبل الرئيس السوري بشار الأسد أمس عبدالقادر مساهل وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية في الجزائر، التي شهدت في التسعينيات حرباً أهلية استمرت عقداً، وتسببت في مقتل مئتي ألف شخص، وتعد حليفاً تاريخياً لدمشق، وتحفظت مراراً عن قرارات صادرة عن الجامعة العربية ضدها.

ووفق وكالة الأنباء الرسمية "سانا"، فإن الأسد عبّر "عن تقديره للموقف المبدئي للجزائر"، واعتبر أن "الإرهاب لم يعد محلياً وبات جزءاً من لعبة سياسية تهدف إلى ضرب وإضعاف الدول المتمسكة باستقلالية قرارها"، مؤكداً أن "الوضع أصبح أفضل مع استمرار الشعب السوري في صموده وتماسكه للدفاع عن أرضه".

وتأتي زيارة المسؤول الجزائري لدمشق بعد زيارة مماثلة أجراها قبل 6 أشهر وزير الشؤون الخارجية في سلطنة عمان يوسف بن علوي دمشق، وكلاهما جاء بعد زيارتين قام بهما وزير الخارجية السوري وليد المعلم للجزائر في مارس الماضي وعمان في أغسطس الماضي.

التجربة الجزائرية

وعرض مساهل خلال لقائه الأسد "التجربة الجزائرية في مواجهة الإرهاب والتطرف وتحقيق المصالحة الوطنية". وتطرق الاجتماع الثنائي إلى "خطر الإرهاب واهمية توحيد جهود جميع الدول في محاربته"، بالإضافة الى العلاقات الثنائية "وأهمية تعزيزها في كل المجالات، خصوصاً على المستوى الاقتصادي، وتوسيع آفاق التعاون والتكامل بين البلدين، بما يخدم الشعبين الشقيقين"، وفق الوكالة.

تفجير السيدة

وفي ظل تواصل التصعيد الميداني، تبنى «داعش» مقتل 12 على الأقل وإصابة أكثر من 40 أمس من جراء تفجير سيارة مفخخة عند مدخل الذيابية قرب ضريح السيدة زينب في ريف دمشق الجنوبي.

 واستهدف التنظيم نقطة تفتيش أمنية عند فندق صغير يؤوي نازحين من بلدتي الفوعة وكفريا بإدلب ومبنى سكنيا قيد الإنشاء، وفق أحد الجنود، الذي أوضح أن جهازاً لكشف المتفجرات أرسل إشارات عن وجود مواد متفجرة في السيارة ولدى تفتيشها يدوياً انفجرت.

وتضم بلدة الذيابية مقام السيدة زينب، الذي يعد مقصداً للطائفة الشيعية من إيران والعراق ولبنان، ويحاط بإجراءات أمنية مشددة تمنع دخول السيارات، إلا أن المنطقة شهدت تفجيرات عدة كان آخرها في فبراير وتبناها تنظيم "داعش"، وأسفرت عن مقتل 134 في حصيلة هي الأكثر دموية منذ اندلاع النزاع منتصف مارس 2011.

حلب وحماة

وفي حلب، أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس مقتل 82 شخصاً على الأقل في ثلاثة أيام من الاشتباكات العنيفة والقصف المتبادل بين قوات النظام وفصائل المعارضة.

وفي حماة، استهدفت قوات النظام المتمركزة في معسكر جورين بالريف الغربي، ليل الأحد- الاثنين، أحياء مدينة جسر الشغور بأكثر من 35 صاروخاً متفجراً، بعضها يحمل غاز الكلور السام، ما تسبب في إصابة ثلاثة مدنيين بحالات اختناق.

وفي حمص، دخلت أمس قافلة جديدة من المساعدات الإنسانية مدينة الرستن ومحيطها، في عملية هي الثانية من نوعها في خمسة أيام، أعلن المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر بافل كشيشيك أنها تضم "35 شاحنة محملة بمواد غذائية وطبية ومستلزمات النظافة الشخصية".

أوباما والأتراك

وبينما أفادت وكالة أنباء "الأناضول" التركية الرسمية بأن القوات التركية قتلت نحو 900 عنصر من "داعش" منذ يناير، 370 منهم في قصف مدفعي، و492 بغارات جوية على مواقعه في سورية، أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس عزمه إرسال 250 عسكرياً أميركياً إضافياً بينهم قوات خاصة لمساعدة فصائل المعارضة وتدريبها.

ورغم مطالبته بإعادة إحياء اتفاق وقف الأعمال القتالية، جدد أوباما، في خطاب ألقاه في هانوفر، على أنه سيكون من الصعب نجاح "المنطقة الآمنة في سورية" بدون التزام عسكري كبير".

ترحيب وتحذير

وفي حين رحبت الهيئة العليا للمفاوضات بخطط أوباما، وكذلك المتحدث باسم "قوات سورية الديمقراطية" طلال سيلو، الذي دعا إلى دعم أكبر يشمل صواريخ مضادة للمدرعات، اعتبر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية حسين جابري أنصاري، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، أن التدخل غير المنسق مع الحكومة السورية يزيد من تعقيدات الأزمة، محذراً من دول وقوى تريد تدويل أزمات المنطقة، وذلك من أجل تعميقها.

"جنيف 3"

وفي جنيف، واصل مبعوث الأمم المتحدة ستيفان ديميستورا المحادثات رغم تعليق وفد الهيئة العليا للمفاوضات مشاركتها، بلقاء الوفد الحكومي السوري برئاسة مندوب سورية لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، للمرة الخامسة.

وقال الجعفري للصحافيين، قبل بدء الاجتماع، "سنركز على دراسة تعديلاتنا على ورقة المبعوث الخاص التي تضمنت 12 نقطة، وتفجير السيدة زينب اليوم"، الذي اعتبره "دليلا على أن أولئك الذين كانوا يدعون أنهم يحاوروننا هنا بشكل دبلوماسي فى جنيف ثم قرروا الانسحاب ليسوا إلا إرهابيين ورعاة للارهاب، هم ومشغلوهم".

تهاوي المحادثات

وفي موسكو، أعرب المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف أمس عن قلق روسيا الشديد من تدهور محادثات جنيف، مشدداً على أنها "تفعل كل ما في وسعها للمساعدة في تطوير ودعم عملية التفاوض هذه وعدم السماح بتعطيل هذه العملية".

وفي وقت سابق، أعلن وزير الخارجية سيرغي لافروف أن مفاوضات "جنيف 3" مستمرة، مؤكداً أن الوضع كان يمكن أن يكون أفضل كثيراً في حال عدم مغادرة وفد هيئة المعارضة.

واتهم لافروف الولايات المتحدة بعدم تنفيذ اتفاق مع روسيا لسحب فصائل المعارضة المعتدلة من منطقة حلب، بما يسمح بتوجيه ضربات إلى "جبهة النصرة"، مشيراً إلى أن موسكو تقوم بجمع المعلومات حول التنظيمات المتعاونة معها ومع "داعش"، لتقديمها إلى مجلس الأمن وضمها للتنظيمات الإرهابية.

البنية التحتية

في غضون ذلك، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن رئيس الوزراء وائل الحلقي قوله أمس، إن دمشق وموسكو وقعتا اتفاقيات بقيمة 850 مليون يورو لإصلاح البنية التحتية، موضحاً أن "الجانب الروسي كان مرحباً بفكرة إصلاح البنية التحتية، ومن ثم جرى التوقيع على عدد من الاتفاقيات".

(دمشق، موسكو، جنيف، هانوفر- أ ف ب، رويترز، د ب أ، كونا)

علوش: نصف سورية في قبضة «داعش»

رفض كبير مفاوضي المعارضة السورية في «جنيف3» محمد علوش، تحميل الفصائل المسلحة مسؤولية انهيار الهدنة، واتهم النظام السوري بأنه هو من سعى لتدمير الهدنة بتعمده تكرار الخروقات.

وقال علوش، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية، إن «النظام ظاهرياً يسيطر على 16 في المئة من مساحة البلاد. وقيادات الألوية الشيعية هم فعلياً من يسيطرون على الأرض، وقد قسموا هذه المساحة فيما بينهم»، وقدر المساحة التي يسيطر عليها «داعش» بأكثر من 50 في المئة من مساحة البلاد.

وأضاف أن الأكراد «استطاعوا السيطرة على 10 في المئة من مساحة البلاد بمساعدة الروس والأميركيين تحت دعوى محاربة داعش»، أما النسبة المتبقية، وهي نحو 25 في المئة فقال إنها بيد فصائل المعارضة المسلحة.

وحول موقف فصائل الجيش الحر من «جبهة النصرة»، بعد تعليق المسار التفاوضي والعودة إلى ساحة القتال، قال علوش: «تجنيد الثورة لقتال النصرة وفتح معارك جانبية لن يصب إلا في صالح نظام بشار الأسد، وبعد الانتهاء من هذا المجرم الإرهابي ثم أبوبكر البغدادي (زعيم تنظيم داعش) سيتم النظر في أي إرهاب آخر».

back to top