عاشت العاصمة العراقية أمس يوماً دموياً أسفر عن وقوع أكثر من 80 قتيلاً، في 3 تفجيرات، وذلك في استمرار لمسلسل الخروقات الأمنية في العاصمة التي يقوم بها تنظيم «داعش»، الذي يتعرض لضغوط عسكرية في محافظة الأنبار الغربية التي تمتد الى حدود بغداد.

Ad

على وقع تبادل الاتهامات بين القوى السياسية العراقية، وبين "الحشد الشعبي" والقوى الأمنية، الذي ساد الاسبوع الماضي على خلفية تصاعد الاختراقات الأمنية في حزام بغداد وداخل العاصمة من قبل تنظيم "داعش"،  شهدت بغداد أمس ثلاثة تفجيرات "داعشية"، أوقعت أكثر من 80 قتيلاً.

وقالت مصادر في الشرطة أمس، إن انفجار سيارة مفخخة تلاه تفجير انتحارية نفسها في سوق بحي الشعب في شمال بغداد أوقعا 44 قتيلاً و90 جريحاً، في حين قتل 26 آخرون في تفجير بحي الرشيد جنوب العاصمة بالاضافة الى 60 جريحاً، كما انفجرت سيارة ثالثة في مدينة الصدر راح ضحيتها 14 شخصا، وأصيب العشرات. وقامت الإدارة الهندسية في وزارة الداخلية بتفكيك سيارة مفخخة رابعة في مدينة الصدر.

نقل القوات

في السياق، كشف المتحدث باسم الائتلاف الدولي ضد "داعش" بقيادة واشنطن الجنرال ستيف وارن في تصريح لصحيفة "واشنطن تايمز" الأميركية، إنه من المتوقع أن يتم نقل قرابة 50% من القوات العراقية الموجودة على عدة جبهات، وتحديداً جبهة الموصل، إلى العاصمة بغداد لحمايتها من هجمات "داعش"، لافتا إلى أنه إضافة إلى القوات العراقية التي كلفت بحماية العاصمة، يوجد عدد من المستشارين العسكريين الأميركيين الذين تم نقلهم مؤخراً إلى مركز عمليات الجيش العراقي في بغداد.

وأشار وارن إلى أن القادة العراقيين لديهم خطة لحماية أمن بغداد، وأن القوات الأميركية سوف تستمر في العمل معهم وتوفير المساعدة التي يمكن أن تقدمها لتلك القوات، مضيفا أن الحكومة العراقية تملك صلاحيات تحريك قواتها بما تراه مناسباً، إلا أنه ينبغي أيضاً أن تقوم الحكومة بعملية إعادة توزيع للقوات بما يمكن أن يحدث تغييراً يسهم في خطة الجهود الأمنية لحماية العاصمة.

تحرير الرطبة

على صعيد ميداني، أعلن قائد عمليات تحرير الرطبة اللواء هادي زريج أمس، أن القوات الأمنية وصلت إلى مسافة 20 كيلومترا شرق المدينة.

وقال رزيج، وهو قائد شرطة الأنبار، إن "القوات الأمنية ومقاتلي العشائر وأبناء الحشد تمكنوا من تحرير طريق طوله 60 كلم بين تقاطع الصكار ومدينة الرطبة غرب الرمادي"، مضيفا أن "تنظيم داعش الإرهابي قام بتفخيخ جميع المحطات والاستراحات والمطاعم على طول الطريق السريع الدولي شرق الرطبة".

إلى ذلك، أكدت إدارة قضاء الفلوجة في محافظة الأنبار أمس، أن تطهير قضاء الرطبة، من عناصر "داعش" سيساهم في الإسراع بتحرير الفلوجة وباقي مدن الأنبار، ومسك الحدود العراقية السورية وقطع إمدادات التنظيم من الرقة، مشيرة إلى أن "معركة اقتحام الفلوجة اقتربت وبشكل كبير جدا خلال الأيام القليلة المقبلة وبحسب المعلومات الاستخبارية التي كشفت عن أعداد التنظيم في الفلوجة بأقل من 800 عنصر، مع نقص كبير في الأسلحة والصواريخ التي كانوا يمتلكوها".

من جانبه قال آمر الفوج الأول في لواء كرمة الفلوجة في الحشد الشعبي العقيد محمود مرضي الجميلي، إن "القوات المشتركة وضعت خططا عسكرية مباغتة للعدو ولمعارك تطهير الرطبة والشريط الحدودي بين العراق وسورية"، مؤكدا "تأمين المنافذ الحدودية بين العراق والأردن من أهم المتطلبات العسكرية لقطع تحركات داعش في غرب الأنبار".

وأضاف الجميلي، أن "القوات الأمنية تستعد لتنفيذ عملية تحرير الفلوجة وما تبقى من مناطق قضاء الكرمة، خلال الساعات القليلة المقبلة"، لافتا إلى "أننا بانتظار ساعة الصفر من القيادات العسكرية العليا في بغداد".

إلى ذلك، قال وكيل وزارة النفط العراقية لشؤون صناعة الغاز حامد يونس أمس، إنه تم إصلاح جميع الأضرار التي لحقت في منشآت معمل التاجي في أقل من 48 ساعة، واستعاد طاقته الإنتاجية القصوى للغاز في ساعات الصباح الأولى، مضيفا أن الشاحنات بدأت بالتحميل لتجهيز المنازل بأسطوانات غاز الطبخ ولا توجد مشاكل في التجهيز.

جلسة البرلمان

ودعت المحكمة الاتحادية العليا في العراق أمس، أطراف دعوتي الطعن بجلستي البرلمان المنعقدتين في الشهر الماضي لتقديم دفوعاتهم خلال 15 يوماً.

وكان مجلس النواب انشق على نفسه بعد أن قام فريق من النواب بالاعتصام داخل مقر البرلمان، وعقد هؤلاء النواب جلسة اقالوا خلالها الجبوري، مؤكدين انهم قاموا بذلك وفق الاطر الدستورية ووفق النصاب المطلوب. وقدم نواب آخرون طعنا بهذه الجلسة مؤكدين انها غير دستورية.

في المقابل، تمسك الفريق الذي قام بإقالة الجبوري بدستورية قراره، ورفع دعوى ضد الجلسة التي تم خلالها التصويت على تمرير 5 وزراء اقترحهم رئيس الحكومة حيدر العبادي، وذلك كون الجلسة تمت برئاسة الجبوري.

وكان ائتلاف "دولة القانون" رجح في وقت سابق، أمس، إمكانية عقد جلسة للبرلمان بالنصف الأول من الأسبوع المقبل، إذا ما قبلت الأطراف الكردستانية و"كتلة الأحرار" حضورها لإكمال النصاب.

نزاعات «الحشد» إلى القضاء

قالت "فرقة العباس" القتالية التابعة للحشد الشعبي إن الانتقادات التي وجهتها الى إدارة هيئة الحشد من خلال الإعلام، جاءت بعد وصولها إلى "طريق مسدود" معها.

وأكدت عزمها مقاضاة القيادي في هيئة "الحشد" كريم النوري، لـ"تهجمه عليها من دون دليل".

وقال المتحدث الرسمي باسم "فرقة العباس" علي السبتي إن "الكل يعلم أن الفرقة بعيدة كل البعد عن أي مزايدات، كما ادعى عضو هيئة الرأي في هيئة الحشد الشعبي، كريم النوري، بحكم تبعيتها التأسيسية للعتبة العباسية المقدسة"، مشيراً إلى أن "جميع القادة العسكريين في الوزارات الأمنية العراقية وهيئة الحشد بالإضافة إلى القائد العام للقوات المسلحة، على علم ودراية بالتوجه الحيادي المستقل للفرقة".

وأشار السبتي إلى أن "الفرقة منذ أكثر من سنة كانت لها مخاطبات رسمية مع الهيئة ولم تجد آذاناً صاغية من قبل إدارتها بالتحديد، بل وحتى كتب رئيس مجلس الوزراء الخاصة بالفرقة، لم تعتمد ولم تنفذ من قبل الهيئة، كما هو موثق بكتب رسمية".