زاد الحديث في الآونة الأخيرة، عن ظاهرة تسمى «المواطنون الشرفاء»، وهم مجموعة من البلطجية والمسجلين خطر يدينون بالولاء لوزارة الداخلية المصرية، حيث يظهرون بكثافة، في الأحداث التي تريد فيها الشرطة تجنب الاتهام بالضلوع في فض تظاهرة، أو الاعتداء على متظاهرين، حيث تظهر تلك الفئة «المواطنون الشرفاء» لتقوم بهذا الدور نيابة عن جهاز الشرطة.
«المواطنون الشرفاء»، كانوا العنوان الأبرز في فعاليات «الجمعية العمومية للصحافيين»، الأربعاء الماضي، حيث احتمت أعداد منهم بالأمن خلف السياج المقام في شارع عبدالخالق ثروت، وواصلوا السباب وإلقاء الألفاظ الخارجة والإشارات البذيئة، وخرجوا على قواعد الآداب وقاموا بسب جموع الصحافيين على مسمع ومرأى من القوات، التي تتمركز حول النقابة.تتبعت «الجريدة» ظهور تلك المجموعات التي لازمت قوات الأمن، حيث كشفت عدة بحوث اجتماعية، قام بها باحثون في المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، «نشاطاً ملحوظاً» لمجموعات من البلطجية، يأخذ شكلاً أكثر منهجية، من مجرد كونهم عناصر فردية إلى مجموعات تقوم بمهام واضحة، وأن عددهم يقارب «نصف المليون بلطجي»، موزعين بطول البلاد وعرضها على عدة محافظات، تتركز أكبر نسبة منهم في العاصمة.ورصدت الدراسات تحوّل البلطجة من نشاط فردي إلى ظاهرة خلال عهد وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي، وتحديداً عام 2005، على يد جهاز «مباحث أمن الدولة»، وأن بدايات نشاطهم الملحوظ تمثلت في اعتداءاتهم على طلاب أحد الاتحادات في جامعة «عين شمس»، وأعضاء حركتي «6 أبريل» و«كفاية» في عامي 2006 - 2007.وزير العدل المصري السابق محمد عبدالعزيز الجندي، قال في أحد تصريحاته، إن نصف مليون «بلطجي محترف» يعيشون في مصر، يتم تأجيرهم لليوم الواحد بـ5000 جنيه، وأن التجلي الأكبر لمجهودات «المواطنين الشرفاء» ظهر في الثاني من فبراير 2011، خلال «موقعة الجمل»، حينما تم استدعاؤهم من أطراف يعتقد في انتمائهم إلى فلول نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، لإخلاء ميدان التحرير من متظاهري «ثورة يناير».الخبير الأمني خالد عكاشة، اعتبر الظاهرة مسيئة لوزارة الداخلية معتبرا أن مجرد وقوفهم في الجهة المقابلة لـ»نقابة الصحافيين» هو أمر يسيء لضباط وزارة الداخلية، وأضاف عكاشة لـ«الجريدة»: «لا أعرف لماذا يتظاهرون في ذلك التوقيت، والمشهد بالكامل سيئ لأن على وزارة الداخلية أن تنأى بنفسها بعيداً عن هذه المشاهد حتى لا يتم الزج باسمها بأنها تقف وراء هؤلاء».الباحث في المرصد العربي لحرية الإعلام الحقوقي أحمد أبوزيد اعتبرها ظاهرة تفشت قبل ثورة 25 يناير 2011، ومرت بعدة تحولات وتطورات، وقال: «تمت الاستعانة بهم لقمع الحراك الطلابي دون أن تتورط قوات الأمن النظامية في ذلك، مروراً باعتدائهم على الناخبين المعارضين لنظام مبارك، وصولاً إلى ظهورهم في ميدان التحرير وموقعة الجمل».
دوليات
«المواطنون الشرفاء»... نصف مليون «مُسجّل» في خدمة النظام
07-05-2016