كيري في القاهرة للاطلاع على مبادرة سلام مصرية

نشر في 19-05-2016 | 00:02
آخر تحديث 19-05-2016 | 00:02
No Image Caption
● نتنياهو وعباس يرحبان بتصريحات السيسي
● «أسد الجبال» الأميركية تدخل الخدمة في سيناء
بينما استقبل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وزير الخارجية الأميركي جون كيري، الذي يزور القاهرة للمرة الثانية في أقل من شهر، لاتزال تصريحات السيسي حول الأزمة الفلسطينية تلقي بظلالها على المشهد العربي، إذ علمت "الجريدة" أن القاهرة تعكف على إعداد مبادرة جديدة للسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، على أن يسبقها تدخل مصر لإنهاء الانقسام الفلسطيني ــ الفلسطيني.

غداة وعد من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بعلاقات أكثر دفئاً مع إسرائيل، إذا ما تم إيجاد حل للقضية الفلسطينية، استقبل السيسي وزير الخارجية الأميركي جون كيري، في مقر الرئاسة المصرية، أمس، في زيارة هي الثانية للأخير في أقل من شهر، حيث زار القاهرة 20 أبريل الماضي، كما التقى نظيره المصري سامح شكري في واشنطن الجمعة الماضي.

مصدر مصري مسؤول قال لـ"الجريدة"، إن "المباحثات بين السيسي وكيري تناولت جميع ملفات التعاون المشترك، بجانب آخر تطورات الأوضاع بالمنطقة، إذ ركزت المباحثات بشكل أساسي على الأزمتين السورية والليبية، بجانب عدد من القضايا الإقليمية الأخرى، لاسيما القضية الفلسطينية في ضوء الدعوة، التي أطلقها السيسي بخصوص حلحلة الموقف بين الإسرائيليين والفلسطينيين، منذ تعثر العلاقات في 2014".

الحديث عن مساعٍ مصرية لإنهاء الجمود في القضية الفلسطينية، ومناقشة السيسي وكيري لمسار القضية ذاتها، أمس، جاء بالتوازي مع كشف مصدر رفيع المستوى لـ"الجريدة"، أن حديث الرئيس المصري، أمس الأول، عن مصالحة بين فلسطين وإسرائيل، مرتبط بنية القاهرة طرح مبادرة سلام جديدة بين الإسرائيليين والفلسطينيين خلال الفترة المقبلة، على أن تكون تحت رعاية مصرية خالصة، بما في ذلك رعاية مصالحة شاملة بين فرقاء المشهد الفلسطيني، تكلل بإعلان حكومة وحدة وطنية.

حراك دبلوماسي

وأشار المصدر، الذي رفض نشر اسمه لحساسية منصبه، إلى أن القاهرة ستشهد حراكاً دبلوماسياً خلال الفترة المقبلة، باستقبال وفدي حركة "فتح" و"حماس"، نهاية مايو الجاري، لمناقشة المبادرة المصرية لإنهاء الانقسام الفلسطيني، وإتمام المصالحة بين الحركتين، كما يصل وفد إسرائيلي إلى القاهرة قريباً، لمناقشة التصور العام لمبادرة السلام المصرية.

وأضاف المصدر، أن "القاهرة ستضغط على الجانب الإسرائيلي من أجل إتمام لقاء بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، والرئيس الفلسطيني محمود عباس في القاهرة".

وستتضمن الضغوط المصرية على حكومة تل أبيب وقف الاستيطان، ورفع الحصار عن قطاع غزة، والموافقة على بناء ميناء بحري في القطاع يساعد على عودة الحياة إلى طبيعتها مرة أخرى، ورغم إقرار المصدر المصري بتحسن العلاقات المصرية الإسرائيلية، فإنه استبعد زيارة نتنياهو للقاهرة قريباً، نافياً أن تكون السلطات المصرية وجهت إليه دعوة لزيارة مصر ولقاء الرئيس السيسي.

الحراك المصري تزامن مع ترحيب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالرسالة، التي أطلقها الرئيس السيسي بشأن عملية السلام، معرباً عن استعداده لمشاركة مصر والدول العربية في تحقيق الأمن والاستقرار بالمنطقة، وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي للإعلام العربي، أوفير جندلمان، إن نتنياهو رحب بتصريحات السيسي، معرباً عن استعداده لبذل أي جهد مستطاع من أجل دفع عملية السلام.

جاء ذلك بعد ساعات من إعلان الرئيس الفلسطيني محمود عباس ترحيبه "بجهود ومواقف الرئيس السيسي، واستعداده لبذل الجهود من أجل تحقيق السلام العادل وإقامة دولة فلسطينية، وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية"، وهو نفس ما أعلنته حركة "حماس"، التي رحبت عبر الناطق باسمها سامي أبو زهري، بتصريحات السيسي، وأنها جاهزة للتعاطي مع كل الجهود لإنجاز المصالحة.

وكان السيسي دعا في سبتمبر الماضي إلى توسيع اتفاقية كامب ديفيد الموقعة بين مصر وإسرائيل عام 1978، والتي مهدت لتوقيع معاهدة السلام بين الجانبين في العام التالي، وأشار في حوار لوكالة "أسوشتيد برس" وقتها، إلى إمكانية توسيع المعاهدة لتشمل عدة دول عربية.

المبادرة العربية

سفير مصر الأسبق في واشنطن، عبدالرؤوف الريدي، اعتبر أن تصريحات السيسي حول القضية الفلسطينية، تعكس توجها مصرياً للعودة إلى طاولة المفاوضات، وصولاً إلى إقرار السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين على أسس عادلة تضمن حقوق الشعب الفلسطيني، مضيفاً لـ"الجريدة": "نجاح التحرك المصري سيفضي إلى تفعيل المبادرة العربية المعلنة في 2002، من قبل ولي عهد السعودية –حينذاك- عبدالله بن عبدالعزيز، والقائمة على مبدأ الأرض مقابل السلام".

على صعيد العلاقات العسكرية الثنائية بين القاهرة وواشنطن، دخلت المدرعة المقاومة للألغام، الأميركية المعروفة باسم "أسد الجبال"، الخدمة في سيناء، أمس الأربعاء، عقب تسلم الجيش المصري الدفعة الأولى من المدرعات الأميركية الخميس الماضي.

مصدر عسكري قال لـ"الجريدة" إن المدرعات شاركت في العمليات العسكرية لملاحقة العناصر الإرهابية لتنظيم "أنصار بيت المقدس"، وأن المدرعة الجديدة ستمثل نقلة كبيرة في سير المواجهات في سيناء، لما تحققه من حماية من استهداف الإرهابيين بواسطة العبوات الناسفة، والتي يتم زرعها على طريق القوات أثناء تنفيذ عمليات المداهمة للبؤر الإرهابية في شبه الجزيرة المصرية، وتسلمت القاهرة 120 مدرعة أميركية، من إجمالي 762 مركبة من المقرر منحها لمصر.

وقال الخبير العسكري اللواء طلعت مسلم، لـ"الجريدة"، إن المدرعات الجديدة تم اختيارها للتصدي إلى سلسلة استهداف ناسفات الإرهابيين لمدرعات الجيش في سيناء، بينما أكد الخبير الاستراتيجي، اللواء حسام سويلم، أن المدرعات مجهزة بتصميم خاص، يجعلها قادرة على مواجهة التضاريس الصعبة، واختراق مناطق الصراعات، وتمشيط الطرق للقوات بواسطة ماسح أمامي.

أزمة الصحافيين

وفي ظل تواجد أمني مشدد، عقدت نقابة الصحافيين اجتماعها العام، أمس، بمشاركة المئات من الصحافيين، لمناقشة تداعيات أزمة النقابة مع وزارة الداخلية، عقب اقتحام قوات الشرطة لمقر النقابة مطلع الشهر الجاري، ومناقشة الحلول التي تحفظ وحدة الكيان النقابي وكرامة الصحافيين، وقال نقيب الصحافيين يحيى قلاش، خلال كلمته للاجتماع العام، إن النقابة ماضية في محاسبة المسؤول عن اقتحام النقابة ومن انتهك القانون والدستور، مضيفاً: "ليس أمامنا إلا استكمال معركة الكرامة، ونحن منفتحون على كل الحلول والمبادرات".

back to top