طلال الفهد «المتناقض» يواصل تحوير الحقائق!

نشر في 28-04-2016
آخر تحديث 28-04-2016 | 00:05
No Image Caption
مجدداً، واصل رئيس مجلس إدارة اتحاد كرة القدم الشيخ طلال الفهد، كلامه الغريب والعجيب، والذي يحوِّر فيه الحقائق بشكل مثير للدهشة، وذلك خلال ندوة نظمتها حملة الرياضة للجميع، مساء الاثنين الماضي في ديوان مختار منطقة الرقعي سالم القرني، ويبدو أن الفهد يفترض أن الرياضيين يمتلكون ذاكرة تشبه تماماً ذاكرة السمك!

طلال الفهد "وقع في شر أعماله"، بعد أن أكد - دون قصد بالطبع - أنه أحد المحرضين على قرار تعليق النشاط الكروي والرياضي على المستوى الخارجي، بإشارته إلى أنه يفضل السجن على إرسال كتاب غير حقيقي للجنة الأولمبية الدولية، وكلامه يعني بما لا يدع مجالاً للشك مرة أخرى أنه أرسل كتباً تحريضية إلى الهيئات الرياضية الدولية، ومن بينها "الأولمبية الدولية"، تفيد بأن القوانين الوطنية لا تتماشى مع الميثاق الأولمبي الدولي، وهي القوانين التي لم تَرُق له وللمنتفعين من الرياضة، لتعارضها مع مصالحهم الشخصية.

المقترح الأبدي الأزلي

وعاد طلال إلى الحديث عن مقترحه "الأبدي الأزلي"، بإرسال الحكومة تعهداً إلى اللجنة الأولمبية الدولية، يفيد بتجميد القوانين الوطنية التي يتم تطبيقها حالياً، ليواصل مجدداً تحريضه على القوانين، من دون أن يأتي بجديد هذه المرة.

الغريب والمثير في الأمر، هو نفي طلال بأنه وشقيقه أحمد لم يتسببا في تعليق النشاط، ليلقي بالتهمة على المتسببين في تفعيل تنفيذ القوانين الوطنية.

ولأنه لا يكلُّ ولا يملُّ من تبرئة نفسه، وتوجيه الاتهام للآخرين، فإن طلال أكد أن الحكومة طالبته بإرسال كتب إلى اللجنة الأولمبية الدولية تتضمن القوانين الوطنية، وهي الكتب التي تسببت في تعليق النشاط، ونسي أو تناسى أن اللجنة الأولمبية الكويتية، التي يترأسها، أرسلت الكتب المزعومة في مايو الماضي، لتبدأ "الأولمبية الدولية" مسلسل تهديدها ووعيدها بتعليق النشاط، في حين جاء طلب الحكومة في أغسطس، والهدف من وراء طلبها، هو نقل ترجمة صحيحة وغير مغلوطة للقوانين، وهو ما لم يحدث بالطبع، خصوصاً أن "الأولمبية الكويتية" لم ترسل يوماً ما كتاباً للهيئات الدولية لم يتضمن تحريضاً أو نقل معلومات لا تمت للحقيقة بصلة.

مواقف متباينة

ويواصل طلال الفهد مغالطاته، بالتأكيد على أن الكويتيين الذين يتواجدون في مناصب مرموقة بالهيئات الدولية يمثلون هذه الهيئات وليس الدولة، ليناقض نفسه مرة أخرى، حيث إن موقفه كان مخالفاً تماماً حينما تعرَّض القادسية للظلم أمام السد القطري في دوري أبطال آسيا، فقد طالب نائب رئيس الاتحاد الآسيوي وقتها أسد تقي، بضرورة الدفاع عن حقوق "الأصفر"، والتقدم باستقالته من منصبه القاري، والتناقض في المواقف لدى الفهد ليس بجديد، إذ إنه يبحث عن مصلحته في المقام الأول، ليعمل بقوة على "تطويع" المواقف لخدمة هذه المصالح!

العودة لأسلوبه "القديم - الجديد"

وعاد الفهد لأسلوبه "القديم - الجديد"، بدغدغة مشاعر الجماهير، بالحديث عن خروج المنتخب من تصفيات كأس العالم 2018، واقتراب خروجه من تصفيات كأس آسيا.

المثير أنه يردد كلمة "الجيل" على اللاعبين الحاليين، ليوحي للجميع بأنه هو مَن صنعه، رغم أن هذا الجيل لم يحقق إلا بطولة "خليجي 20" باليمن، وبطولة غرب آسيا "الهامشية" بالأردن، فيما أخفق هذا الجيل تحت إدارته وبعهده الميمون في الوصول إلى كأس العالم مرتين، والأولمبياد مثلهما، وخرج بخفي حنين من الدور الأول للبطولة العربية بالسعودية، وكذلك من بطولة "خليجي 22" بالسعودية بهزيمة نكراء غير مسبوقة في تاريخ "الأزرق" أمام عمان بالخمسة أطاحت به خارج المنافسات من الدور الأول، كما أن هذا الجيل خرج من الدور الأول لبطولتي كأس آسيا 2011 بقطر و2015 بأستراليا، دون حصد نقطة واحدة، ولقي 6 خسائر مذلة، ليودع البطولتين من الدور الأول.

تبرير الإخفاقات

ومن أجل تبرير إخفاقاته، وما أكثرها، يحاول الفهد تصوير أن المتسبب فيها هي الأزمة المالية التي يعانيها الاتحاد وقلة الدعم الحكومي، دون أن يتطرق إلى المنظومة الإدارية، وهي المتسبب الحقيقي في هذه الإخفاقات، بتعيين الأصدقاء والمحسوبين عليه في مناصب تحتاج إلى أصحاب الخبرة لتحقيق النجاح.

وعاد طلال لتصوير الأزمة الرياضية بأنها صراع بين أبناء عمومته، الذين دسوا أنوفهم في السياسة والرياضة دون امتلاكهم الخبرات التي تؤهلهم لذلك. فعلى طلال الفهد حل مشاكله وصراعاته مع أفراد الأسرة بعيداً عن الساحة الرياضة، التي وصلت إلى مرحلة في غاية السوء، بسبب هذه الصراعات والمشاكل.

ويواصل عزفه المنفرد في الندوة، مهدداً ومتوعداً الجميع، بعدم "السكوت" مرة أخرى، بعد مقاضاته بصفته وشخصه في المحاكم، ولا نعلم متى التزم طلال الصمت، والذي يقوم بعقد العديد من المؤتمرات الصحافية عقب كل أزمة رياضية، من أجل إلقاء التهم على الآخرين، وتوجيه النقد اللاذع للحكومة ومجلس الأمة والقوانين الوطنية وكل من يختلف معه في الرأي.

أسئلة نوجهها لطلال

وثمة أسئلة نوجهها لطلال، مفادها: إلى متى تستمر في تصدير الأزمات والمشاكل وقلب الحقائق وتوجيه الاتهامات للآخرين؟ وإلى متى تتمسك بمناصبك الرياضية، رغم تسببك بشكل مباشر في جميع الأزمات الرياضية، ولعل أبرزها تعليق النشاط الرياضي؟ ولماذا لم ترتقِ الرياضة في عهدك؟ وما سبب تراجعها بهذا الشكل المخيف؟!

ربما إجابة طلال عن هذه الأسئلة قد تعيده إلى رشده، من ثم تحكيم عقله، لا مصالحه الشخصية، للخروج من النفق المعتم والخطير الذي دخلته الرياضة.

تناقضات بالجملة

من المضحكات المبكيات في آن واحد، تأكيد الشيخ طلال الفهد أنه طالب الحكومة برفع شكوى ضد الفيفا أمام محكمة "كاس"، وهو بذلك يفترض في الجميع الغباء، حيث إنه ضد التدخل الحكومي، ومتمسك باستقلالية الرياضة، وفقا لتصريحاته خلال اجتماعه مع الأندية والاتحادات في اللجنة الأولمبية، فكيف سيحصل الفهد على أموال من الحكومة لمقاضاة "الفيفا" على تعليق النشاط، الذي تسبب فيه التدخل الحكومي؟!

وما الضمانات التي سيقدمها طلال للحكومة بأنه سيرفع القضية وفقا لما تريده الحكومة، وليس وفقا لما يريده هو في ظل رفضه التدخل الحكومي؟

طلال الفهد يواصل تناقضه الشديد في الكلام، حيث يؤكد أنه يفضل السجن على عدم إرسال كتاب غير حقيقي للجنة الأولمبية الدولية، فكيف سيرفع قضية على "الفيفا" أمام "كاس" بالتأكيد على عدم التدخل الحكومي؟

السهو على خطى رئيسه!

يسير سكرتير عام اتحاد كرة القدم سهو السهو على خطى رئيسه الشيخ طلال الفهد، حين أدلى بتصريحات على هامش اجتماع اللجنة الدائمة لأمناء سر الاتحادات الخليجية واتحادي العراق واليمن، بالتأكيد على أن الاتحاد يعمل بقوة على رفع تعليق النشاط الكروي.

تصريحات السهو حق يراد به باطل، لاسيما أن الاتحاد موقفه سلبي جدا منذ تعليق النشاط حتى الآن، والدليل عدم مساندته الوفد الشعبي، وعدم سعيه خلال كونغرس الفيفا الأخير، الذي أجري على هامشه انتخابات رئيس الفيفا.

ويتضح من خلال تصريح السهو أن الاتحاد شعر بقوة التحركات الحكومية والشعبية لرفع تعليق النشاط في الكونغرس، الذي سيعقده الفيفا في المكسيك 12 و13 مايو المقبل، لذلك أراد القائمون على الاتحاد الظهور بمظهر البطل المغوار الذي يدافع عن الكرة الكويتية وهو أمر لا يمت للحقيقة بصلة!

back to top