عقدت الأطراف اليمنية في قصر بيان بالكويت، أمس، جلسات ثنائية مع المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، إلا أن اجتماعات اللجان  الثلاث  المختصة التي تم تشكيلها فشلت في الانعقاد.

Ad

أكد مبعوث الامم المتحدة الى اليمن، اسماعيل ولد الشيخ احمد، استمرار مشاورات السلام اليمنية التي تستضيفها الكويت برعاية الامم المتحدة من خلال مجموعة جديدة من الجلسات ستعقدها الاطراف اليمنية.

ودعا المبعوث الاممي، في بيان صحافي صادر أمس الأول، الأطراف المعنية الى «التحلي بالهدوء والاحتكام للعقل ووضع مصلحة الشعب اليمني فوق كل اعتبار»، مضيفا أن «الجلسات المشتركة ضرورية لطرح القضايا العامة وإشراك الجميع في معالجتها».

وأشار إلى أن «الامم المتحدة تبذل قصارى جهودها للم الشمل اليمني، ومساعدة اليمنيين على التوصل الى حل توافقي، ويبقى على الأطراف أنفسهم ان يسمعوا نداء الشعب ويتحملوا مسؤولياتهم».

مشاورات ثنائية

وقال المتحدث باسم الموفد الدولي، شربل راجي، إن ولد الشيخ احمد أجرى مشاورات «ثنائية» مع المفاوضين صباح أمس، وإن اجتماعا مشتركا أو للجان المختصة قد يعقد لاحقا إلا أنه فشل في الانعقاد.

وذكر مصدر في الوفد الحكومي أن المتمردين «تراجعوا (عن مواقفهم) الى نقطة البداية»، وأن ذلك «عقّد الوضع».

وكان مصدر في الوفد الحكومي قد أفاد بأن المتمردين «لم يلتزموا تعهداتهم» المتعلقة بمناقشة المسائل الأساسية في إطار ثلاث لجان عمل مشتركة تم تشكيلها برعاية الامم المتحدة.

وكلفت اللجان درس سبل حل المسائل ذات الطابع السياسي والامني والافراج عن المعتقلين بموجب القرار 2216 الصادر عن مجلس الامن الدولي، وينص على انسحاب المتمردين من المدن التي سيطروا عليها منذ عام 2014، وتسليم الاسلحة الثقيلة التي استولوا عليها.

وأضاف ان المتمردين يشترطون «الاتفاق اولا على إنشاء هيئة تنفيذية انتقالية».

شكل الدولة والسلطة الانتقالية

 

وقالت وكالة «سبأ» التابعة للحوثيين، أمس الأول، إن اللجان المشتركة «لا يمكنها احراز تقدم الا بعد اتفاق على شكل الدولة والسلطة الانتقالية»، بحسب تصريح لأحد أعضاء الوفد المفاوض.

ورأى المصدر أن «الذهاب الى اللجان بدون وضوح وعدم توافق هو دوران في حلقة مفرغة وتضييع للوقت»، مشيرا الى ان «وفد الحكومة هو طرف حرب وخصم وليس من المقبول أن يكون هو الدولة».

إلغاء الإعلان الدستوري

من ناحيته، قال مستشار الرئيس اليمني رئيس الفريق الاستشاري لوفد الحكومة بمشاورات الكويت، نصر مصطفى، إن «على الانقلابيين الاعتراف بشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي كأساس للعودة إلى المسار السياسي».

وأضاف مصطفى، في تغريدة له على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر» امس، أن «العودة للمسار السياسي تتطلب أيضا إلغاء الإعلان الدستوري وكل ما ترتب عليه من قرارات باطلة».

وأعلن الحوثيون بداية عام 2015 إعلانا دستورياً يشرعن لسلطتهم بعد استقالة الرئيس عبدربه منصور هادي وحكومة خالد بحاح وسيطرتهم على العاصمة صنعاء.

لا تعليق وسجلات بالمختطفين

 

ونفى ولد الشيخ أحمد تعليق المفاوضات، وأشار الى أن الأطراف اليمنية عقدت أمس الأول جلسات عامة تناول المجتمعون خلالها جملة من القضايا تتعلق بالتطورات الميدانية وبحث كيفية تثبيت وقف الأعمال القتالية وتفعيل دور اللجان المحلية.

وأوضح أنه تسلم من وفد الحكومة اليمنية لائحة بأسماء الأسرى والمحتجزين قسريا بهدف مناقشتها مع اللجان الفرعية، مؤكدا أهمية عامل الوقت وضرورة التوصل إلى حل سياسي شامل باعتباره المدخل الحقيقي للوقف الكامل والشامل للأعمال القتالية.

وأعلن وفد الحكومة الشرعية بمشاورات الكويت أنه سلم المبعوث الأممي سجلات بأسماء المختطفين اليمنيين لدى ميليشيا الحوثي وصالح.

وقال محمد ناجي علاو، عضو الفريق الاستشاري للوفد الحكومي، إن المبعوث الأممي تسلّم كشوفات تضم 8007 اسماء للمختطفين، بناء على اللجان المشكلة بهذا الخصوص.

ترحيل

في سياق آخر، أثار ترحيل نحو 800 يمني شمالي من مدينة عدن الجنوبية أمس الأول ردود فعل متناقضة، تراوحت بين الترحيب والادانة.

وكانت مصادر محلية قد كشفت أن مسلحين بمحافظة عدن اعتقلوا مئات المنحدرين من المحافظات الشمالية ورحلوا أعدادا منهم باتجاه محافظة تعز، بحجة عدم امتلاكهم أوراق هوية.

وطالب ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي رئيس البلاد عبدربه منصور هادي بوضع حد لمثل هذه التصرفات، كونه يتحدر من الجنوب.

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يوثق عملية ترحيل المواطنين الشماليين، ويظهر الفيديو العشرات من العمال، وهم على حافلات في محطة لسيارات الأجرة.

وعلق عمر البيض، نجل القيادي الجنوبي علي البيض، على ما جرى بتغريدة على حسابه بـ»تويتر» قال فيها: «اللي يزعل على الجماعة يلحقهم للبعرارة».

وختم البيض تغريدته بهاشتاغ (#جنوبنا_بأيدي_امنية).

في غضون ذلك، قام مسلحون يعتقد أنهم ينتمون الى السلطات الأمنية في مدينة عدن، باقتحام مقر صحيفة «أخبار اليوم» اليومية، ومنزل ناشرها، سيف الحاضري، في منطقة المدينة الخضراء.

(الكويت، صنعاء، عدن ـــ وكالات)

7 قياديات يمنيات يشجعن على السلام

حملت سبع يمنيات قياديات الأطراف اليمنية المتفاوضة في مشاورات السلام، التي تستضيفها الكويت برعاية الأمم المتحدة، المسؤولية عن التوصل الى اتفاقية سلام تغلب مصلحة كل فئات الشعب اليمني، داعيات الأطراف الى التحلي بروح المسؤولية الوطنية لعودة الأمن والسلام لليمن.

وشددت الباحثة في علم الاجتماع والحماية الاجتماعية رشا جرهوم في بيان تلته نيابة عن النساء اليمنيات خلال مؤتمر صحافي على «ضرورة التزام الاطراف اليمنية بالمرجعيات الدولية المتمثلة في مخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية وقرارات مجلس الامن الدولي ذات الصلة».

وجددت جرهوم الدعوة الى «أهمية مشاركة النساء والشباب ومكونات المجتمع المدني في صنع سلام شامل وعادل في اليمن بدءا من الالتزام بوقف الاعمال القتالية وفتح الممرات الآمنة للاغاثة الانسانية والاستجابة لمطالب الامهات في الافراج عن السجناء والمعتقلين والاسرى وحماية النساء والاطفال بما في ذلك وقف تجنيد الاطفال واعادة تأهيلهم وضمان استمرار العملية التعليمية وتأمين الخدمات الصحية».