أضحت قناة السويس المصرية، في دائرة الممرات الملاحية القديمة التي تمسها تهديدات، بسبب طرق أخرى دخلت حيز المنافسة، وإن لم يبد، حتى الآن، حجم التنافس ومدى قوته، لكن حديثاً متواتراً عن طريق "رأس الرجاء الصالح"، و"طريق الشمال"، وضع الممر المائي المصري، الذي يشكل أحد أهم مصدر العملة الصعبة لخزانة الدولة في مأزق، ربما تتجلى أبعاده خلال السنوات المقبلة.

Ad

كانت تقارير اقتصادية رصدت خلال الأشهر الأخيرة زيادة إقبال السفن على طريق رأس الرجاء الصالح، الذي يدور حول قارة إفريقيا، نظراً لانخفاض أسعار البترول عالمياً، في حين يتجدد الحديث بين حين وآخر عن مساعٍ إسرائيلية لربط البحر الميت بخليج العقبة، ما من شأنه التأثير نسبياً -حال تنفيذه- على أعداد السفن العابرة لقناة السويس سنوياً.

أما الجديد فهو ما تردد خلال الأيام الماضية، بأن الصين تحث سفنها على استخدام طريق القطب الشمالي بديلاً عن السويس، حيث قال رئيس هيئة القناة مهاب مميش، إن "ما يتردد من أنباء حول استخدام ممرات بحرية بديلة للقنال جزء من مخطط المؤامرة على مصر"، مضيفاً في تصريحات له السبت الماضي: "القنال تبقى خارج منافسة أي قنال أو طرق أخرى بديلة".

وتردد أخيراً أن الصين دعت دولاً عدة إلى استخدام "طريق الشمال" في رحلات الشحن كبديل عن السويس، توفيراً للوقت والمال، وهو الطريق الذي يقع في مياه القطب الشمالي، ويربط بين المحيطين الهادئ والأطلسي، على طول ساحل القطب الشمالي الروسي من بحر بارنتس، بمحاذاة سيبيريا، إلى الشرق الأقصى، ولا يصل إلى المحيط الأطلنطي.

رئيس الجمعية العربية للملاحة البحرية رفعت رشاد، قال إن "الصين تعمل على تطوير طريق الشمال منذ نحو 10 سنوات"، مؤكداً أن شركات الملاحة لديها الحق في اختيار الطريق المناسب لها من حيث السعر والوقت والخدمات، وعدم سير السفن الصينية عبر السويس سيؤثر على إيرادات القناة المصرية.

وقال الخبير الاقتصادي رشاد عبده، إن الصين ثاني أكبر قوة اقتصادية في العالم، وإذا خسرت مصر السفن الصينية فإن إيرادات قناة السويس ستنخفض، مما يضر بالاقتصاد المصري، لذا يجب تطوير القناة، وخفض أسعار مرور السفن عبرها.