وسط صيحات "الموت لأميركا"، صادق البرلمان الايراني المنتهية ولايته، والذي يهيمن عليه المحافظون، أمس، على الخطوط العامة لمشروع قانون يكلف الحكومة مطالبة الولايات المتحدة بـ "تعويضات عن الأعمال العدائية والجرائم المرتكبة بحق إيران والرعايا الإيرانيين منذ 63 عاما"، وذلك بغالبية 174 صوتاً مقابل 7 معارضين و4 ممتنعين، من مجموع 210 نواب حضروا الجلسة.

Ad

وكان النواب قد صوتوا يوم الأحد الماضي لمصلحة دراسة مشروع القانون بصفة عاجلة. وينص القانون على أنه "من واجب الحكومة اتخاذ التدابير الضرورية لتعويض الأضرار (المادية والمعنوية) التي سببتها الولايات المتحدة" لإيران أو لمواطنيها.

ويتطرق القانون الى "الأضرار المادية والمعنوية التي تسببت بها الولايات المتحدة من انقلاب 1953 على حكومة محمد مصدق، والتي ارتكبت خلال الحرب مع العراق من 1980 الى 1988 وتلك الناجمة عن تدمير منصات النفط في الخليج أو التجسس الذي قام به أميركيون ضد إيران".

ولم يحدد النواب قيمة التعويضات المطلوبة، لكن نائب الرئيس الإيراني المكلف الشؤون البرلمانية مجيد أنصاري، قال خلال النقاش إن "المحاكم الإيرانية حكمت على الولايات المتحدة بدفع 50 مليار دولار كتعويضات عن أعمالها العدائية".

وأقر البرلمان هذا القانون ردا على قرار المحكمة العليا الأميركية في نهاية أبريل المنصرم، بالاستحواذ على ملياري دولار من الأموال الإيرانية المجمدة في نيويورك، وهو مبلغ يوازي التعويضات التي تطالب بها عائلات نحو ألف أميركي هم ضحايا هجمات تتهم واشنطن إيران بتدبيرها أو الوقوف وراءها. وتعتزم إيران ملاحقة الولايات المتحدة أمام محكمة العدل الدولية بشأن مصادرة هذه الأموال التي وصفها الرئيس حسن روحاني بأنها "سرقة فاضحة".

«الخارجية» تدعم

وأكد مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون القانونية والدولية، عباس عراقجي، دعم الوزارة مشروع القانون الذي أقره النواب، معربا عقب لقائه أعضاء لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى، عن ثقته في أن "تشكل هذه الخطوة رسالة حازمة لأميركا ومن يريد ممارسة القرصنة على أصول إيران".

وحيدي

في سياق آخر، أعرب رئيس مركز الأبحاث الاستراتيجية الدفاعية العميد أحمد وحيدي، أمس، عن تخوف بلاده من مخطط  لنشر "مجموعات إرهابية" في منطقة شرق إيران. وقال وحيدي في كلمة أمس:"إذا كانت التهديدات ضدنا على مستوى خارج المنطقة في السابق، فاليوم أضيفت اليها حالات على مستوى المنطقة"، وأضاف: "لدينا معلومات دقيقة عن المساعدات الأميركية للجماعات الإرهابية في العراق وسورية"، مضيفا أن "منطقة شرق إيران هي المكان الذي يريدون أن ينقلوا هذه الجماعات الإرهابية اليه". ولفت وحيدي الى "وجود قواعد لأميركا وسائر أعداء إيران في الدول الجارة الشرقية"، وأضاف أن "سواحل عمان أيضا يمكنها أن تكون إحدى النقاط الأولية لأي تهديد ضد إيران".

وكان مساعد قائد القوة البرية في الحرس الثوري الإيراني في الشؤون التنسيقية، العميد أبوالقاسم فروتن، قال أمس الأول إن "قواتنا المسلحة على أهبة الاستعداد للدفاع بكل قوتها عن البلاد عند بروز أي مخاطر".