اعتبر المفكر السياسي، القيادي في حزب «الكرامة» الناصري، أمين إسكندر، أن إجراءات حصار المقر الرئيسي لحزب «الكرامة»، يوم 25 أبريل هو عودة لممارسات النظام الأسبق للرئيس حسني مبارك والرئيس المعزول محمد مرسي، مضيفاً في حوار مع «الجريدة» أن الناس تشعر بخيبة الأمل، وعلى المعارضة أن تلعب دوراً في الوقت الحالي، وفيما يلي نص الحوار:

Ad

• كيف رأيت أداء السلطة الحالية في ملف جزيرتي تيران وصنافير؟

- الرئيس الرئيس عبدالفتاح السيسي هو من اتخد القرار باعتباره رأس السلطة التنفيذية، وما حدث يكشف عن فقر في إدارة الدولة وهشاشة في طريقة اتخاذ القرار، وهذه ليست المرة الأولى، فهناك ملفات أخرى كثيرة منها أزمة القتيل الإيطالي جوليو ريجيني و«سد النهضة»، وأيضا التمسك بإنشاء عاصمة إدارية، وهذا التوجه لا يصنع تنمية بل نموا اقتصاديا يستفيد منه بعض الأفراد فقط من الرأسماليين ورجال الأعمال، وغياب قضية العدالة الاجتماعية، فهناك انفراد بالقرارات وادعاء للحكمة بأثر رجعي، وأن بيده جميع الملفات، وهذا كلام غير حقيقي بالمرة.

• هل ترى أن شعبية الرئيس تراجعت؟

- السيسي نال شعبية كاسحة نتيجة لرسم صورة غير دقيقة له وسط الجماهير، مثل الحديث عن كونه المرشح الضرورة والرجل الذي تقف خلفه مؤسسة قوية، فيكتشف الناس أنه غير مؤمن بقضية الحريات وانحيازاته الاجتماعية هي للأغنياء والطبقة المستأثرة بالثروة والسلطة، وكل هذا كان عبر خطة مرسومة لترويجه وسط المصريين، شارك فيها مثقفون وساسة، تبين أنها تنطوي على نوع من التزييف لوعي الناس.

• كيف انعكس ذلك على أداء الحكومة؟

- طبعا انعكس في شعور الناس بخيبة الأمل، نتيجة لممارسات حكومية فاشلة مثل الغلاء وعودة الممارسات القديمة والشاذة لأجهزة الأمن في التعامل مع المواطنين والفشل الذريع في محاسبة المسؤولين الذين أهدروا ثروات البلاد، فضلا عن الفشل في معالجة ملفات «ريجيني وسد النهضة والجزيرتين»، ولا توجد معالجة ولكن معاندة.

• ما الدور الذي يجب على المعارضة أن تقوم به؟

- المعارضة لها دور مهم لابد أن تقوم به وتنجزه وإلا فستعاني البلاد من افتقاد البديل، لتجاوز ما حدث عقب ثورتي 25 يناير و30 يونيو، حيث لم تكن قوى الثورة جاهزة ومهيأة وليس لديها رؤية للعرض على الشارع، والمعارضة في حالة تشتت وتتعرض لاختراقات أمنية واسعة، ويجب أن تكون هناك وقفة جادة من جانب صفوف المعارضة، خاصة القوى الشبابية، لكي تلتئم الصفوف وتتقدم بالبديل.

• كيف رأيت حصار حزب «الكرامة» من قبل أفراد الشرطة بالتزامن مع تظاهرات 25 أبريل؟

- ما حدث لحزب «الكرامة» كان متوقعاً، لأن الحزب موقفه واضح من أول لحظة، فقد دعم مرشحاً آخر غير السيسي في الانتخابات الرئاسية، وكان مسانداً للسيسي في بداية حكمه عله يكون بداية للخير، لكن اتضح أنه غير منحاز للجماهير الواسعة من الفقراء، ومميز في علاقاته بالإسرائيليين وملف الجزيرتين دليل على خصوصية العلاقة مع إسرائيل من قبل الرئيس السيسي، وحصار حزب «الكرامة» هو استمرار لسياسات الرئيسين السابقين، مبارك ومرسي.

• هل تتوقع رفض البرلمان بتركيبته الحالية اتفاقية ترسيم الحدود مع السعودية؟

- البرلمان سيوافق على الاتفاقية، فأغلبيته جاءت عبر أجهزة الأمن التي اختارت عناصر كثيرة ترشحت ضمن قوائم تحالف «دعم مصر» وحزب «مستقبل وطن».

• كيف ترى أوضاع الحريات؟

- للأسف، هناك مزيد من التضييق، لأنه لا يوجد إيمان كامل وحقيقي بالحريات والديمقراطية، والنظام يريد العودة بنا إلى الخلف.

• هل استطاعت الدولة مواجهة الإرهاب بعد عامين من محاولات تطهير سيناء من المتشددين؟

- ربما نجحت في بعض المعارك، لكنها تفتقد الرؤية الشاملة لمواجهة الإرهاب واجتثاث الأفكار المتطرفة وإصلاح التعليم والصحة وتقديم مشروع تنموي شامل، يكون بديلاً لما نعيش فيه الآن.