نجحت قوات الأمن المصرية في السيطرة على الأوضاع الميدانية في محافظة الأقصر، عقب اندلاع اشتباكات بين الأهالي وقوات الأمن، أمس الأول، على خلفية صراع بين قبيلة «بني هلال» وقرية «الدابودية»، في وقت علمت «الجريدة» أن أجهزة الدولة المصرية بدأت دراسة اقتراحات، لتوسيع صلاحيات الرئيس السيسي.

Ad

بعد نحو عامين ونصف العام من استفتاء المصريين على الدستور الحالي للبلاد، بدا أن أجهزة في الدولة تتجه إلى إدخال تعديلات عليه، بغية توسيع صلاحيات الرئيس عبدالفتاح السيسي، وقال مصدر مُطلع لـ"الجريدة": إن اتجاهاً عاماً في الدولة لإجراء تعديلات على الدستور، لكن ليس قبل أشهر من الآن، لافتاً إلى أنه كان من المُقرر مناقشة الأمر خلال تلك الفترة، لكن تم إرجاء تلك المناقشات منعاً لإثارة المزيد من البلبلة.

المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه، أشار إلى أن مجلس الدولة قدم رأيه بشأن التعديلات المقترحة على الدستور، وأنه تم تشكيل لجنة من عدد من مستشاري مجلس الدولة وهيئة قضايا الدولة، لبحث تلك التعديلات، موضحاً أن من المقرر إعادة دمج بعد المواد من دستور 1971 إلى الدستور الحالي، لتوسيع صلاحيات رئيس الجمهورية.

وأضاف: "سيتم إلغاء المادة التي تعطي البرلمان صلاحية سحب الثقة من الرئيس، وسيتم منح الرئيس صلاحية اتخاذ قرار الحرب وإرسال قوات إلى الخارج".

مصادر من داخل ائتلاف "دعم مصر" البرلماني، قالت إن الائتلاف يدرس إمكانية إدخال تعديلات دستورية تمنح الرئيس صلاحيات أوسع تحت مزاعم منحه القدرة على الإدارة بشكل أكبر، وألمحت المصادر إلى احتمال فتح حوار مجتمعي قبل إدخال تعديلات على الدستور، وتمهيد الرأي العام للأمر تجنباً لحدوث أزمات.

القيادي اليساري، نائب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان، عبدالغفار شكر، انتقد دعوات تعديل الدستور، وقال لـ"الجريدة": "هذه الدعوات سلبية وتستهدف الانتقاص من سلطة البرلمان، وإعادة السلطوية التي ثار عليها الشعب في 25 يناير 2011".

على صعيد آخر، استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي، أمس، سكرتير عام الاتحاد الدولي للاتصالات، هولين زاو، وقال الناطق الرئاسي علاء يوسف، إن الرئيس أكد حرص مصر على تعزيز التعاون مع الاتحاد الدولي للاتصالات والمشاركة بفاعلية في أعماله وأنشطته، فيما ثمن هولين مساهمات مصر الممتدة في أعمال الاتحاد الدولي للاتصالات، واستضافتها للمكتب الإقليمي للاتحاد للدول العربية.

أزمة الأقصر

على الأرض، شهدت مدينة الأقصر "جنوب مصر" مظاهرة لمواطنين ضد قوات الشرطة، بعد إلقاء أجهزة الأمن القبض على اثنين من المواطنين أثناء استقلالهما دراجة نارية دون ترخيص، وقالت الداخلية، أمس:"أثناء قيام قوة أمنية من وحدة مباحث مركز شرطة طيبة بالأقصر، تلاحظ للقوة مرور إحدى الدراجات النارية دون أن تحمل لوحات معدنية يستقلها شخصان، فقامت القوة بضبطهما الأمر، الذي تبعه تجمع لعدد من الأهالي، وقاموا برشق القوات بالحجارة وإضرام النيران في سيارتي شرطة".

وفي أول رد فعل على الواقعة، ألقت قوات الأمن في الأقصر القبض على 50 شخصاً على خلفية الاشتباكات، التي أسفرت عن إصابة 4 ضباط بينهم مدير المباحث الجنائية في المحافظة، فيما فرضت الشرطة طوقاً أمنياً حول القرية، ونشرت فرقاً من قوات مكافحة الشغب في محيطها، واتهم مصدر أمني عناصر من حركة 6 أبريل والإخوان بالتورط في الأحداث، وقال شهود عيان، إن بعض الشباب كانوا يرفضون دعوات شيوخ القرية للعودة إلى منازلهم، وكانوا يقولون "قابضين ومش ماشيين".

في السياق، فضَّت قوات أمن أسوان، "جنوب مصر" وقفة احتجاجية سلمية نظمتها عدد من سيدات قرية الدابودية النوبية، أمس الأول، احتجاجاً على الحكم الصادر بإحالة أوراق 25 للمفتي، في قضية اشتباكات قبيلتي بني هلال والدابودية منذ عامين والتي راح ضحيتها 28 شخصاً.

كان العشرات من سيدات قبيلة الدابودية، قاموا بالتجمع بمنطقة السيل الريفي مرددين هتافات تطالب بالعدول عن حكم الإعدام، فيما انتقلت قوات الأمن إلى مكان الوقفة، تحسباً لحدوث أية أعمال شغب.

مؤتمر أسوان

إلى ذلك، وبمشاركة أكثر من 50 شخصية دينية، ووزراء ومفتين وعلماء من 35 دولة، انطلقت، أمس، في محافظة أسوان "جنوب مصر" اجتماعات المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الـ26، تحت رعاية الرئيس السيسي بعنوان "دور المؤسسات الدينية في العالمين العربي والإسلامي في مواجهة التحديات... نقد ذاتي ودراسة موضوعية".

وزير الأوقاف المصري محمد مختار جمعة، أكد في افتتاح المؤتمر، على ضرورة مراجعة الذات والآليات المستخدمة في تناول الخطاب الديني سواء أفراد أو مؤسسات، وقال:"المراجعة تأتي للوقوف على الجوانب الإيجابية لتعزيزها وتنميتها، وكذلك المشكلات لحلها، والسلبيات لتلافيها دون تهويل أو تهوين"، وأشار إلى أن توصيات المؤتمر الـ24 للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية ترجمت إلى 5 لغات.

ميدانياً، وعلى صعيد الحرائق الغامضة، التي ضربت في مصر، خلال الأيام الماضية، تمكنت قوات الحماية المدنية في القليوبية، من السيطرة على حريق شب في مصنع لإنتاج البلاستيك في المنطقة الصناعية في مدينة العبور.

وقال المتحدث باسم حزب "التجمع" نبيل زكي، إن "موجة الحرائق التي وقعت طوال الأسبوع الماضي تعود إلى سببين، أحدهما إهمال توفير عوامل الأمان في المحافظات، ما تسبب في صعوبة إخماد الكثير من الحرائق خاصة في منطقتي الرويعي والعتبة، والسبب الآخر هو وجود يد خفية وراء هذه الحرائق".

ميدانياً، وفي إطار العمليات الأمنية في سيناء، نفذت مقاتلات حربية غارات جوية في نطاقات مدينتي الشيخ زويد ورفح، فيما وعد قائد القيادة الموحدة لمنطقة "شرق القنال"، الفريق أسامة عسكر باجتثاث الإرهاب من جذوره، وأن القوات المسلحة ستبدأ قريباً عملية تنمية سيناء، مضيفاً أنه تم رصد 13 مليار جنيه لتلك المشروعات.

وثمَّن عسكر ـ خلال كلمته التي ألقاها في افتتاح موسم الصيد في بحيرة البردويل، أمس الأول ـ دور الشيوخ والعواقل في التعاون مع القوات المسلحة للقضاء على الإرهاب.