بعد ساعات من تعليق مهام الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف؛ إثر اتهامها بالتلاعب في الحسابات العامة، تسلم السلطة نائبها، اللبناني الأصل ورجل الظل ميشال تامر، الذي بدأ على الفور إجراءات تشكيل الحكومة لتواجه تبعات أول زلزال سياسي أنهى 13 عاماً من حكم اليسار في أكبر دولة من أميركا اللاتينية..
بدأت الحكومة البرازيلية الجديدة برئاسة ميشال تامر العمل، أمس، محاولة إصلاح الوضع في البلاد، التي تشهد أزمة اقتصادية عميقة، ويتوقع أن تعلن إجراءاتها الطارئة الأولى.وفي مراسم تسلم مهامه، أمس الأول، في قصر بلانالتو الرئاسي، قال تامرن المنتمي إلى حزب الحركة البرازيلية الديمقراطية الكبير: «أمامنا القليل من الوقت. لكننا سنجهد لإرساء إصلاحات تحتاج إليها البرازيل».وأضاف تامر:» أثق في قيم شعبنا وقدرتنا على تحقيق التعافي الاقتصادي»، مشيراً إلى أن دورة الألعاب الأولمبية، التي تستضيفها ريو دي جانيرو، في أغسطس، ستمنح البرازيل فرصة نادرة لتكشف للعالم وضعها السياسي والاقتصادي.وأنهى تصويت تاريخي في مجلس الشيوخ البرازيلي، أمس الأول، مهام الرئيسة ديلما روسيف الممثلة لحزب العمال، وبات نائبها تامر رئيساً، في زلزال سياسي أنهى 13 عاماً من حكم اليسار، في أكبر دولة في أميركا اللاتينية.وصوت أعضاء مجلس الشيوخ بغالبية كبرى «55 من أصل 81» لمصلحة بدء إجراء إقالة روسيف، المتهمة بالتلاعب بأموال الدولة.واستبعدت روسيف «68 عاماً» تلقائياً من السلطة لمدة أقصاها 180 يوماً، في انتظار صدور الحكم النهائي لمجلس الشيوخ، الذي يفترض أن يصوت بغالبية الثلثين «54 صوتاً من أصل 81»، من أجل إقالة نهائية، وفي وقت سابق وصفت هذا القرار بالمهزلة.إصلاح اقتصاديووجه تامر خطاباً إلى الأمة ألقاه محاطاً بحكومته للإصلاح الاقتصادي الليبرالية المنحى، وأكد فيه أنه «من الملحّ استعادة مصداقية البرازيل على الساحة الوطنية والدولية».وشكل تامر «75 عاماً»، المحامي المتخصص بالدستور، والسياسي المحنك والمتكتم، حكومته منذ ظهر أمس الأول، مع خطة للنهوض الاقتصادي تشمل اقتطاعات في الميزانية، وتحفيز الاستثمارات لوقف التضخم المرتفع وتزايد البطالة.وعين تامر، الحاكم السابق للمصرف المركزي إنريكي ميرييس وزيراً للمالية، والحاكم السابق لولاية ساو باولو خوسيه سيرا وزيراً للخارجية.لكن وبالكاد أعلنت تشكيلة الحكومة، حتى انهالت عليها الانتقادات، لاسيما أن الصيغة المؤلفة من 24 وزيراً لا تشمل أي إمراة، أو أي عضو من اثنية غير البيض. لكن بالنسبة إلى تامر تبدو الصعوبات جمة، فعليه التعامل مع معارضة يسارية قوية، ناهيك عن المشاكل، التي أضرت بروسيف، ومنها التدهور الاقتصادي.بالإضافة إلى ذلك، يخضع عدد من وزرائه وحلفائه لمراقبة القضاء في قضايا فساد، ما يضعف مصداقية الرئيس الجديد، الذي سيكون تحت المجهر بسبب طريقة وصوله إلى سدة الرئاسة، أي بلا صناديق الاقتراع، لاسيما أنه لا يتمتع بشعبية واسعة.جريمة روسيفوتتهم المعارضة اليمينية روسيف بارتكاب جريمة مسؤولية من خلال التلاعب عمداً بمالية الدولة، لإخفاء حجم العجز في 2014، عندما أُعيد انتخابها في اقتراع موضع جدل.وتقول روسيف، المناضلة السابقة التي تعرضت للتعذيب أثناء الحكم الديكتاتوري (1964-1985)، إن جميع أسلافها لجأوا إلى هذه الأساليب، من دون أن يتعرض أحد لهم.وعلقت مهام روسيف، التي لا تتجاوز شعبيتها 10 في المئة، في خضم فضيحة فساد متعلقة بمجموعة بتروبراس النفطية الحكومية. وتشمل الفضيحة جزءاً لا بأس به من النخبة السياسية البرازيلية، التي ورد اسم تامر فيها.حوار سلميمن جانبه، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى الهدوء وحوار سلمي في البرازيل، عقب وقف روسيف عن أداء مهامها كرئيسة ومحاكمتها بتهمة التقصير.وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم بان كي مون أمس الأول: «يدعو الأمين العام إلى الهدوء والحوار بين جميع قطاعات المجتمع».وأضاف دوجاريك: إنه واثق في أن السلطات ستحترم العملية الديمقراطية في البرازيل، وتلتزم بحكم القانون والدستور.من جهته، أكد البيت الأبيض، أمس الأول، إن الرئيس الأميركي باراك أوباما لا يزال واثقاً في «متانة المؤسسات الديمقراطية البرازيلية، وقدرتها على الصمود في وجه الاضطرابات هناك».النجمة الباهتةمن جانبه، بدأ وهج النجمة الحمراء رمز حزب العمال، الذي ينتمي إليه الرئيسان لولا دا سيلفا وديلما روسيف، يبهت لأنها باتت مرتبطة بالفساد لكنه لم ينطفئ بعد على الرغم من ذلك، كما يؤكد خبراء.وبعد 13 عاماً من انتخابه على رأس السلطة، وفي أطول ولاية لحزب حاكم بعد سقوط الدكتاتورية (1964-1985) شهد «حزب الأخلاق» مسيرته تُقطع بقسوة من قبل مجلس الشيوخ، الذي وافق على بدء إجراءات إقالة روسيف، وإقصائها من منصبها بتهمة التلاعب بأموال الدولة.تامر يخلط بين رئيس وصحافي... وزوجته تتعرض للابتزازأخطأ القائم بأعمال رئيس البرازيل ميشال تامر في التعرف على صحافي، وظنه رئيس الأرجنتين ماوريسيو ماكري خلال مقابلة مع برنامج إذاعي.وقال تامر للصحافي، الذي يعمل بمحطة إذاعة إلموندو الأرجنتينية قبل قليل من توليه مهام الرئاسة، «كيف حالك أيها الرئيس؟... أود زيارتك قريبا».وخلال المقابلة الإذاعية الوجيزة لم يوضح الصحافي لتامر أنه ليس رئيس الأرجنتين.من جهة أخرى، ذكرت صحيفة «فولها دي ساو باولو» أمس الأول، أن الشرطة ألقت القبض على ثلاثة بتهمة اختراق حسابات إلكترونية لزوجة الرئيس المؤقت مارسيلا تامر، ملكة الجمال السابقة، ومحاولة ابتزازها ماليا بعد سرقة صور خاصة.
دوليات
حكومة البرازيل تباشر عملها وتامر يجهِّز إجراءات اقتصادية
14-05-2016