مع بدء الانتخابات البلدية يوم الأحد الماضي ومرورها دون أي حادث أمني يذكر، عاد الكلام همساً عن الانتخابات الرئاسية من باب عدم وجود عذر لإجرائها. وأكد رئيس مجلس الوزراء تمام سلام أن «الانتخابات البلدية والاختيارية أسقطت كل الذرائع عن عجز اللبنانيين عن خوض غمار الانتخابات بطريقة سلمية وحضارية، وأثبتت أن الدولة ومؤسساتها وقواها الأمنية قادرة على إدارة وحماية أكثر التحديات الانتخابية صعوبة وتعقيدا، وبين أنه ليس مستحيلا البناء على هذا الإنجاز، للتقدم نحو إعادة بناء هيكلنا الدستوري، وأولى ركائزه رئاسة الجمهورية ووضع قانون انتخاب عصري».

Ad

وأضاف «بعد أسبوعين، ننهي للأسف عامين كاملين من الشغور الرئاسي، الذي يشكل إساءة بالغة للبنان واللبنانيين، ويعكس عجزاً مخجلاً للطبقة السياسية عن الخروج من أسر المصالح الداخلية والارتباطات الخارجية، وعن حفظ الأمانة التي أعطاها إياها الناس، لتدبير شؤونهم ورعاية مصالحهم. إن هذا التقصير المتمادي هو السبب الأساس لما تعانيه المؤسسات من شلل وتعثر، مع ما يعنيه ذلك من تعطيل لعدد كبير من القضايا المتعلقة بحاجات اللبنانيين المباشرة والبعيدة الأمد».

وتابع «إنها أيضا تعكس أسوأ صورة ممكنة عن البلد، في وقت يحتاج لبنان -كما نعرف جميعا والاقتصاديون في مقدمتنا- إلى صورة توحي للمستثمر بالثقة التي لا وجود لها من دون استقرار سياسي. إن هذا الواقع أحد الأسباب الرئيسية لغياب النمو والتراجع الكبير في النشاط الاقتصادي، بالإضافة إلى الأسباب الخارجية الأخرى، وأولها التطورات المأساوية الجارية في سورية، والتي تركت تأثيرات سلبية هائلة على الاقتصاد اللبناني، لعل أبرزها الأعباء الكبيرة لملف النزوح السوري».

وقال سلام «شكلت المرحلة الأولى من الانتخابات البلدية التي جرت يوم الأحد الماضي فسحة مضيئة، وسط الأجواء الملبّدة المحيطة بنا، ومتنفسا للبنانيين المحرومين منذ سنوات طويلة من ممارسة حقهم الديمقراطي. إن هذه الانتخابات، التي نأمل أن تنجز بنفس السلاسة والنجاح في محطاتها الثلاث المقبلة، بثت بعض الروح في الحياة السياسية، وأعادت للمواطن حقه الطبيعي في اختيار من يمثله. والأهم من كل ذلك، أن هذه الانتخابات، التي تمثل إنجازا لوزارة الداخلية وأجهزتها، أثبتت أن الدولة ومؤسساتها وقواها الأمنية، قادرة على إدارة وحماية أكثر التحديات الانتخابية صعوبة وتعقيداً، في حال توافر النية السياسية لدى الأطراف والقوى الوطنية».

إلى ذلك، قال رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، ظهر أمس خلال مأدبة غداء لمناسبة «يوم أوروبا»: «لبنان اليوم واحة أمل وسط منطقة مضطربة. قبل بضعة أيام أثبت الشعب اللبناني، الكبير والصغير من جميع مناحي الحياة، أن الديمقراطية مازالت قوية. وآمل أن يدفع الزخم الحاصل في الانتخابات البلدية مختلف الكتل النيابية إلى الإدراك بأن الشعب اللبناني ومؤسسات الدولة والرئاسة لا ينبغي أن تؤخذ رهينة بعد الآن. ومثلكم تماما، نحن نقدر ديمقراطيتنا ونصبو إلى دولة قوية ومستقرة. خلال الخمس سنوات الأخيرة أظهرت لنا الأزمة السورية أننا نواجه نفس التحديات، فتهديد الإرهاب بجميع وجوهه يجتاح مجتمعاتنا، ونحن بحاجة الى التعاون لنفهم جذور أسبابه ومعالجتها لا مجرد إظهار عوارضها».

في موازاة ذلك، دعا رئيس حزب «التوحيد العربي» الوزير السابق وئام وهاب إلى «إعادة الانتخابات في بيروت، لأن النتيجة التي وصلت تؤكّد أن النتائج غير شرعية».

ووجّه وهاب التحية إلى «أبناء بيروت الذين انتخبوا لائحة بيروت مدينتي، وكانوا منحازين ضد الفساد وكل الإهمال الذي ألحق بالمواطن اللبناني بشكل عام، والبيروتي بشكل خاص».

وأكّد وهاب أن «بعضا من قوى 8 آذار أخطأ في تقدير هذه المعركة، لأنه لو تأمن لهذه المعركة الدعم لكان هناك كلام آخر في بيروت».