استفاد الملياردير دونالد ترامب من تفوقه في مخاطبة وسائل الإعلام وموجة الغضب من النخبة في الولايات المتحدة، ليصبح أول سياسي "مبتدئ" يفوز بترشيح الحزب الجمهوري، بعد الجنرال دوايت اينزنهاور في 1952.

Ad

وبدأ المرشح الجمهوري إلى البيت الأبيض محاولات توحيد صفوف معسكره لخوض معركة الرئاسة في مواجهة هيلاري كلينتون، المرشحة الأوفر حظا للديمقراطيين، في حين يواجه معارضة قسم كبير من المحافظين. وفي عام 2010، برزت في أوساط الحزب الجمهوري حركة "حزب الشاي"، التي كان هدفها التخلص من الطبقة السياسية التقليدية، الجمهورية والديمقراطية، وانتخاب سياسيين جدد. وانتهى الحزب إلى تقبل رسالة الرفض، لكن دونالد ترامب كان المرشح الأمهر في استمالة اصوات المحتجين واستقطابها. وساهمت الآلة الجمهورية نفسها مباشرة في صعود ترامب خلال الولاية الاولى لباراك اوباما عندما كان على رأس المشككين في ولادته بالولايات المتحدة، للتشكيك في انتخابه رئيساً.

ويمثل الأميركيون البيض من غير حملة الشهادات والذين يشعرون بالتهميش نواة مؤيدي ترامب. ورغم أن عددا كبيرا من المحافظين يعادونه، ولا سيما من حملة الشهادات العليا، فقد نجح رجل الاعمال في استقطاب اكثر من نصف الناخبين الجمهوريين.

وتتخطى شعبيته التصنيفات الأيديولوجية، فهو تارة محافظ، وتارة معتدل. فعاشق رأس المال يدين في الوقت نفسه التبادل الحر، وفي حين يتبنى خطا متشددا حول الحق في حيازة الاسلحة النارية، يعد الاميركيين بحماية اجتماعية.

وتلعب كراهية الاجانب الكامنة لدى اليمين الاميركي دورا في نجاحه، إذ شهدت تجمعاته الانتخابية صدامات عنيفة بين انصاره البيض ومتظاهرين من السود أو ذوي الاصول اللاتينية، وكان المرشح يؤيد ضمنا هذه المناوشات. وحقق ترامب كذلك انتصارا من خلال سيطرته المطلقة على وسائل الاعلام، إذ يجري كل يوم تقريبا مقابلة تلفزيونية. وبفضله كانت المناظرات التمهيدية الاكثر مشاهدة في تاريخ محطات الكابل الأميركية، بعد البرامج الرياضية. وعبر الجمع بين إثارة الجدال والمواقف المثيرة، تمكن من اثارة انتباه وسائل الاعلام، سواء عبر اهانة بطل حرب مثل جون ماكين، او اقتراح اغلاق الحدود امام المسلمين. وسرعان ما تلقفت التفزيونات توعده ببناء جدار مع المكسيك، كونه شعارا بسيطا ومناسبا. وهو المرشح الوحيد الذي كان يتم بث اجتماعاته من البداية إلى النهاية. هذه التغطية المجانية اتاحت له توفير عشرات الملايين من الدولارات من النفقات الإعلانية.

خلال عشرة اشهر انتقل دونالد ترامب من دور المهرج إلى المرشح الرئاسي، وعندما بدأ حملته في يونيو 2015 أقسم ثلثا الجمهوريين بأنهم لن يصوتوا له.

(واشنطن- أ ف ب)