عبارة «المرأة نصف المجتمع»، أصبحت شعاراً نتسلح به في كل مهرجان ثقافي دون إدراك أنه كغيره من الشعارات يفتقر إلى الصفة أو الإرادة التنفيذية، بعدها أدركنا كنساء خليجيات أن المسألة تتعلق بعوامل اجتماعية معقدة منها الموروث الاجتماعي وعامل الثقة.

Ad

منذ نعومة أظفارنا ونحن نقرأ ضمن مناهجنا الدراسية عبارة "المرأة نصف المجتمع"، حتى أصبحت شعاراً نتسلح به في كل مهرجان ثقافي غير مدركين أنه كغيره من الشعارات يفتقر إلى الصفة أو الإرادة التنفيذية، بعدها أدركنا كنساء خليجيات أن المسألة تتعلق بعوامل اجتماعية معقدة منها الموروث الاجتماعي وعامل الثقة، فالمرأة في دولنا إما أن تكتسب ثقة المجتمع والقبول فتنجح جهود تمكينها من الوظائف الإدارية العليا، أو تواجه الرفض والتهميش والإقصاء الوظيفي نتيجة التردد في اتخاذ القرار.

وأذكر أيضاً أننا كحديثي العهد بالنشاط السياسي عام 2005 وأثناء الترويج لإقرار الحقوق السياسية للمرأة وتقليص الدوائر الانتخابية إلى خمس دوائر، تابعنا آنذاك تصريحات الحكومة، وعلى لسان وزرائها، بتبنيها الجهد الأكبر للترويج للحقوق السياسية للمرأة غير عابئة بانتشار الفتاوى بأنواعها حول المرأة والانتخاب والترشح، وغير متأثرة بمواقف النواب من معارضي التغيير عبر الاقتراح أو مرسوم الضرورة.

وأذكر أيضا متابعتنا لاستطلاعات الرأي العام آنذاك في المناطق ضمن الدوائر الانتخابية المقترحة التي أدت إلى تفكير بعض النواب بمقاطعة الانتخابات، ولكن خشية البعض من العزلة بسبب المقاطعة (طبقا لأحاديث صحافية لمعارضي دخول المرأة للبرلمان) دفعت البعض إلى العدول عن المقاطعة وخوض الانتخابات، فأسقطوا المرسوم، ثم أعادت الحكومة ومؤيدو المرأة الكرّة فنجحوا ونجحت المرأة بحصولها على حقوقها السياسية؛ لذا فالسادس عشر من مايو يوم تاريخي للمرأة. ولمن يتساءل عن دور وسائل التواصل الاجتماعي آنذاك، فالإجابة: نعم، كان للمدونات الإلكترونية والمنتديات دور في تشكيل الرأي العام الشبابي من مستخدمي الوسائل التكنولوجية، وأبرز تلك المدونات مدونة "ساحة الصفاة" التي تفاعل أعضاؤها مع المسيرة الشبابية للترويج للحقوق السياسية للمرأة الكويتية وإصلاح النظام الانتخابي، أي إقرار تعديل الدوائر إلى خمس دوائر، ولم تكن وسيلة "الهاشتاق" آنذاك موجودة، أي لم تتعرض حملة دعم الحقوق السياسية للمرأة إلى خلق "هاشتاق" للتشتيت والتلاعب ونشر الشائعات كما يحدث في يومنا هذا، قد يكون السبب هو النضج الشبابي الداعم للحقوق، وقد يكون أيضا عدم ارتباط المدونات الإلكترونية بما يسمى "بالفولورز" وهو العدد الذي ارتبط بالوسائل الحديثة للتواصل، وأصبح مقياسا لنجاح الموقع، ورغم ذلك هناك من يخالفني الرأي من المتفائلين باستمرار، فيعتقدون أنه لو كان "تويتر" قائما عام 2005 لتحولت حملة الحقوق السياسية للمرأة إلى ربيع خليجي حقوقي ونسائي أيضاً... وللحديث بقية.

كلمة أخيرة:

 في الماضي اعتمدنا على اللؤلؤ الطبيعي، واعتقدنا أنه المصدر الوحيد الدائم للدخل حتى جاء اللؤلؤ الصناعي من اليابان فقضى عليه، وكل ما يمتّ له بصلة من وظائف ورحلات غوص وتجارة... بعدها اعتمدنا على النفط أيضا كمصدر أساسي، واليوم ومع هبوط سعر النفط واكتفاء الدول كالولايات المتحدة وكندا بنفطها الصخري وبدائلها من المشتقات الطبيعية، نقف أيضاً في حيرة من أمرنا أمام المصدر الوحيد للدخل... فما نحن بفاعلين؟!!