حولت قوات الشرطة المصرية شوارع القاهرة والجيزة إلى ثكنة عسكرية، أمس، لإفشال دعوات التظاهر اعتراضا على تنازل مصر للسعودية عن جزيرتي تيران وصنافير، واستخدمت قوات الأمن القنابل المسيلة للدموع والخرطوش لفض التظاهرات المحدودة التي نجحت في فك حصار الشرطة بالجيزة.

Ad

بينما احتفلت السلطات المصرية بالذكرى الـ34 لتحرير سيناء من الاحتلال الإسرائيلي أمس، تحولت العاصمة إلى ثكنة عسكرية مع فرض قوات الأمن إيقاعها على الشوارع والميادين الرئيسية بالقاهرة والمحافظات، محبطة دعوات التظاهر تحت شعار "مصر مش للبيع"، اعتراضا على تنازل مصر للسعودية عن جزيرتي تيران وصنافير، ضمن اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين البلدين الموقعة 9 الجاري.

وفي حين قدمت مقاتلات مصرية عروضا جوية في سماء العاصمة، ضمن احتفالات ذكرى التحرير، فرضت القوات الأمنية حصارا حول مقر نقابة الصحافيين وسط القاهرة، وأغلقت جميع الشوارع المؤدية إليها، وسمحت فقط لأنصار الرئيس عبدالفتاح السيسي بالتواجد أمام مقر النقابة، للاحتفال بذكرى التحرير، وإظهار الدعم له برفع أعلام السعودية، كما سمحت لهم بالاحتفال بذكرى تحرير سيناء في ميدان عابدين.

وطوقت قوات الأمن مقر نقابة الأطباء "دار الحكمة" بشارع قصر العيني وسط القاهرة، فيما شهد ميدان التحرير تواجدا أمنيا مكثفا منذ الساعات الأولى لصباح أمس، حيث تمركزت مدرعات الشرطة على أطراف الميدان، كما انتشرت قوات في محيط مقر وزارة الداخلية، وتم إغلاق البوابة الحديدية المؤدية إلى مقر الوزارة، كما كثفت قوات الأمن وجودها في محيط ميدان رابعة العدوية بحي مدينة نصر، وقصر الاتحادية الرئاسي بحي مصر الجديدة.

ورغم الإجراءات الأمنية المشددة والاعتقالات العشوائية خرج المئات في 6 تظاهرات بالقاهرة والجيزة، إلا أن قوات الأمن فضت التظاهرات بعنف مستخدمة قنابل الغاز المسيل للدموع والخرطوش، وألقت القبض على عدد من المشاركين فيها، خاصة في ميدان المساحة بحي الدقي، ومنطقة ناهيا بمحافظة الجيزة، وتم فض 5 تظاهرات باستخدام القنابل المسيلة للدموع في القاهرة.

وقالت غرفة عمليات نقابة الصحافيين إنه تم القبض على ثلاثة صحافيين، فيما منعت قوات الأمن، التي حاصرت مقر النقابة، عددا من أعضائها من الوصول إليها، بينهم الصحافي محمد عبدالقدوس، واعتبرت الغرفة أن ما جرى في محيط النقابة جريمة بحق الصحافيين المصريين، مطالبة الأجهزة الأمنية بالإفراج عن جميع الصحافيين المعتقلين.

اعتقالات

وفيما قالت مصادر أمنية إنه تم إلقاء القبض على 50 متظاهرا خلال أحداث أمس، تم إلقاء القبض ايضا على عدد من الشباب والصحافيين في محيط ميدان التحرير، منهم الصحافية بسمة مصطفى، التي تم الإفراج عنها بعد ساعات من توقيفها.

وبينما قررت نيابة شرق القاهرة الكلية حبس 7 شباب، مساء الأربعاء الماضي، 15 يوما على ذمة التحقيقات، لاتهامهم بالتحريض على استخدام القوة لقلب نظام الحكم ضمن تهم أخرى، قررت نيابة الأحداث الطارئة، التابعة لنيابات جنوب الجيزة الكلية، حبس المتحدث باسم حركة 6 أبريل، شريف الروبي وثلاثة آخرين، 4 أيام على ذمة التحقيقات الجارية معهم في اتهامهم بالانضمام الى جماعة ثورية غرضها الدعوة للتظاهر.

تقييد التظاهر

وفيما يبدو أنه إشارة قوية على رغبة السلطات المصرية في مزيد من إجراءات قمع المعارضين، قال مصدر رفيع المستوى لـ"الجريدة" إن "وزارة الداخلية تستعد خلال الأيام المقبلة للتوجه إلى البرلمان لتقديم مشروع تعديلات جذرية على قانون التظاهر المثير للجدل، بهدف زيادة الإجراءات ضد المتظاهرين، رغم مطالبات قوى مدنية بإعادة النظر في القانون الصادر في نوفمبر 2013، والذي قلص الحق في التظاهر وقيده".

المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه لحساسية منصبه، قال إن "الداخلية" تهدف من التعديلات المقترحة الى أن يتاح لها القبض على دعاة التظاهر دون الحصول على إذن من النيابة، خاصة إذا كانت التظاهرات تمثل تهديدا للأمن القومي، إضافة إلى النص على فرض عقوبة مادية تتراوح بين 20 و50 ألف جنيه على الأشخاص الذين يتظاهرون دون الحصول على تصريح أمني.

وأضاف المصدر أن الداخلية ستتقدم بمشروع التعديلات على القانون إلى البرلمان، على أن يناقشه الأخير خلال الأسبوعين المقبلين، في محاولة لفرض مزيد من القيود على التظاهرات خلال المرحلة المقبلة.

وبحسب التعديلات المقترحة ستكون الجهة المخولة بإصدار تصاريح التظاهر هي جهاز الأمن الوطني، كما ستتم إضافة مادة جديدة تتيح لقوات الأمن فض أي تظاهرة مخالفة حتى لو احتمى أفرادها بمقر إحدى النقابات.

زيارة بحرينية

في سياق منفصل، يبدأ العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى زيارة للقاهرة اليوم، تستمر يومين، يجري خلالها مباحثات قمة مع الرئيس المصري، وتأتي الزيارة في ختام سلسلة من زيارات حكام الخليج لمصر، بدأت بزيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، 8 الجاري، ثم ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، الأسبوع الماضي.

وقال سفير البحرين بالقاهرة راشد آل خلیفة إن زيارة الملك حمد لمصر تشكل نقلة نوعية جديدة في مسيرة العلاقات الثنائية المتنامية والمتميزة، وزخما كبيرا في فتح آفاق متجددة وواعدة لما فيه خير ورخاء البلدين والشعبين الشقيقين والأمة العربية.