بالعربي المشرمح: استعجلتم بإعلان المشاركة!
أعلن "ثوابت الأمة" إنهاء مقاطعتهم للانتخابات والمشاركة إبراءً للذمة ولمصلحة الأمة غير مكترثين في تشكيك المشككين أو طعن الطاعنين، هكذا قالها النائب السابق محمد هايف في مؤتمر صحافي ولسان حاله يقول: "بلا أغلبية بلا بطيخ"، حيث اتخذوا قرارهم منفردين، وقبل موعد الانتخابات بعام كامل قد تتغير الظروف، وقد تتراجع السلطة عن مرسومها الذي تسبب في المقاطعة. ما أعرفه عن كتلة الأغلبية أنهم اتفقوا على أن يكون قرارهم بالأغلبية، حيث يتم التصويت عليه ومن ثم يعلن، وإعلان "ثوابت الأمة" جاء فردياً، حيث اتخذه أعضاؤه دون مشاورة كتلة الأغلبية، وبهذا الإعلان غير المدروس يعتبر "ثوابت الأمة" خارج منظومة كتلة الأغلبية، بل هو إعلان موالاة ورضوخ لما حدث وإضفاء للشرعية على كل المخالفات الدستورية التي تلت مرسوم الصوت الواحد. أخطاء الأغلبية كثيرة بل كارثية، وهذا الإعلان بمنزلة خطأ سياسي آخر، وإن كان من "ثوابت الأمة"، فالاستعجال بإعلان المشاركة عبارة عن رسالة إلى السلطة برضوخ المعارضة وقبولها بالأمر الواقع، علماً أن الانتخابات مازالت بعيدة، وقد تتراجع السلطة مختارة أو مرغمة حسب الأوضاع الإقليمية والمحلية، وهذا ما يخبرنا به التاريخ، فالسلطة بحاجة إلى معارضة تساندها وتقف معها لمواجهة المخاطر الخارجية.الغريب ليس مشاركة "ثوابت الأمة" في الانتخابات المقبلة، فهناك مؤشرات عديدة توحي بأن الكثير من أعضاء الأغلبية سيشاركون فيها، الغريب الاستعجال في إعلانهم في هذا الوقت المبكر، وكأنهم يقولون للسلطة إنهم تراجعوا وخضعوا للأمر الواقع، فلا حاجة إلى المصالحة أو التراجع عن مرسوم الصوت الواحد.
يعني بالعربي المشرمح:"ثوابت الأمة" استعجلوا بإعلانهم إنهاء المقاطعة وبعثوا برسالة إلى السلطة دون أن يشعروا بقبولهم بالواقع وتنازلهم عن موقفهم من المرسوم، وبهذا الإعلان نجحت السلطة في تفكيك كتلة الأغلبية والقضاء على المعارضة، خصوصاً أن بعض أعضائها قد باركوا لـ"ثوابت الأمة" خطوتهم، فلمَ الاستعجال يا "ثوابت الأمة"؟!