جدد الجارالله موقف الكويت الداعم للوضع الانساني في سورية، مؤكداً أن القمة الإنسانية المزمع عقدها بإسطنبول 23 الجاري تشكل فرصة للدول المشاركة لبحث آليات جديدة ووضع أسس وأفكار خلاقة للعمل الإنساني.

Ad

قال نائب وزير الخارجية خالد الجارالله «إن المساعدات الكويتية موجودة ومستمرة والبرامج الإغاثية موضوعة، وهناك التزامات سابقة والتزامات مستقبلية، والبرامج التي تلتزم بها الكويت لتقديم المساعدات للشعب السوري الشقيق مستمرة».

وأضاف الجارالله، عقب مشاركته في الاجتماع التنسيقي لمجموعة كبار المانحين لدعم الشعب السوري برعاية النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد وحضور المفوض السامي للامم المتحدة لشؤون اللاجئين فيلبو غراندي ومساعد الأمين العام للشراكات الانسانية مع الشرق الأوسط وآسيا رشيد كاليكوف، أن «المتابع للمفاوضات السورية في جنيف يجد أن هناك جهودا لتحريك عملية السلام والمفاوضات ووجود أكثر من وزير خارجية وجهود متواصلة في جنيف لتفعيلها والوصول إلى بلورة موقف وأفكار تسهم في الوصول إلى حل، ووقف نزيف الدم السوري».

وعن القمة الإنسانية المزمع عقدها في اسطنبول أواخر مايو الجاري أكد أنها تشكل فرصة للدول المشاركة لبحث آليات جديدة ووضع اسس وافكار خلاقة للعمل الانساني، وأن «المجتمع الدولي بات في امس الحاجة لتنظيم العمل الانساني وتوفير المساعدات الانسانية اللازمة للدول والشعوب التي تحتاج الى مثل هذه المساعدات».

استمرار الاجتماعات

وأوضح الجارالله أن الاجتماع يعد آلية فعالة لمتابعة تعهدات الدول في المؤتمرات السابقة للمانحين والتي تحتاج الى متابعة، مضيفاً «نظرا لكبر حجم تلك المساعدات واحتياجها الى متابعة ستستمر هذه الاجتماعات مادامت هناك التزامات أُعلنت والتزامات ستعلن مستقبلا».

وقال إن «الاجتماع يعقد في ظل ظروف دقيقة وتطورات متسارعة شهدت اشتعال أزمات وكوارث إنسانية غير مسبوقة على مستوى العدد والامتداد الزمني، وأرقام الضحايا ضاعفت من وتيرة التحديات، وأكدت أهمية وحتمية التعاون الدولي للتصدي لإنهائها ووضع الحلول المناسبة للوقاية في المستقبل من مثيلاتها».

وأوضح أن «العالم شهد خلال السنوات الخمس الماضية كارثة إنسانية تلو الاخرى ألقت بملايين البشر خارج مساكنهم وأوطانهم حيث تجاوزت أعدادهم 60 مليون لاجئ ومشرد نتيجة انتشار النزاعات والحروب الأهلية».

ولفت الجارالله إلى متابعته «بقلق شديد» الآثار المفزعة والمشاهد المروعة التي خلفتها الهجمات الوحشية المدمرة لقوات النظام السوري على مدينة حلب، مستهدفة المدارس والمراكز الصحية والمستشفيات، تاركة وراءها مئات القتلى والمصابين من الاطفال والنساء والمدنيين الأبرياء.

وأضاف «إدراكا لحجم هذه الكارثة الإنسانية ولضرورة حشد الجهود الدولية لمواجهتها والتخفيف من آثارها ومن شعور نابع بمسؤولياتها الانسانية تجاه معاناة أبناء الشعب السوري وبتوجيه سامٍ من سمو الأمير فقد استجابت الكويت لطلب الأمين العام للأمم المتحدة لاستضافة المؤتمرات الثلاثة الأولى الدولية للمانحين».

 وذكر أن قيمة التبرعات المعلنة خلال المؤاتمرات بلغ ما يفوق 7 مليارات دولار أسهمت بوضع أسس بعيدة المدى للدعم الدولي الإنساني لهذه الأزمة، ممهدة الطريق نحو انعقاد مؤتمر «دعم سوريا والأقاليم المجاورة» في العاصمة البريطانية في فبراير الماضي والذي قامت الكويت بالمشاركة في ترؤسه وتنظيمه.

تفعيل الخطط

بدوره، قال رئيس الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية ومبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية المستشار عبدالله المعتوق إن اجتماع كبار المانحين لدعم الشعب السوري يهدف الى بحث الأوضاع الإنسانية في سورية والعمل على تفعيل خطط الاستجابة الانسانية وحشد الطاقات.

وأوضح المعتوق أن الاجتماع يهدف أيضا الى متابعة آخر مستجدات تعهدات الدول والجهات المانحة خلال المؤتمر الدولي الرابع الذي عقد بلندن في فبراير الماضي وبلغت تعهداته أكثر من 10 مليارات دولار «ما يعد نقطة تحول مهمة في العمل الاغاثي من أجل الشعب السوري».

وأضاف أن الأزمة السورية التي تدخل عامها السادس في ظل أعمال القتل والفتك والتهجير والتدمير «تزداد حدة ووطأة رغم الهدنة التي أعلنت لوقف الأعمال القتالية وإيصال المساعدات الإنسانية للمحاصرين».

وأشار المعتوق إلى ما شهدناه خلال الأيام القليلة الماضية من انتقال المعركة إلى مدينة حلب حيث «حول القصف المجنون بالبراميل المتفجرة بياض التربة إلى مشاهد دامية، فيما استهدفت آلة القتل والتخريب الأسواق والمستشفيات».

وشدد «إننا لن نكف عن المطالبة بضرورة وضع نهاية لأعمال القتل والتشريد والتفجير التي ترعاها بعض الدول للأسف الشديد. إننا بصدد أكبر جريمة إنسانية في التاريخ راح ضحيتها أكثر من 300 ألف قتيل».

وأوضح أن «العمل الانساني ليس بديلا عن العمل السياسي»، داعيا المجتمع الدولي لأن «يدفع باتجاه الحلول السياسية الحقيقية للأزمة وتفعيل جميع الأوراق القانونية لحقن الدماء».

وأشار إلى ضرورة «طي صفحة الحصار الجائر للمدنيين وتأمين وصول عمال الإغاثة إلى مئات الآلاف من المحاصرين من دون قيود أو عوائق»، مبينا أن «استمرار محاصرتهم يعد انتهاكا صارخا لقرارات الأمم المتحدة واعتداء آثماً على القانون الانساني الدولي وكل الاعراف الانسانية والشرائع السماوية».

وذكر المعتوق أن «الوضع الإنساني في سورية يزداد سوءا فهناك 13.5 مليون شخص من المشردين وهؤلاء نصف الشعب السوري، وعلى صعيد الأمن الغذائي فهناك 9.8 ملايين شخص يعانون نقصا حادا في الغذاء ونحو نصف سكان سورية لديهم الحد الأدنى المقبول من الاستهلاك الغذائي، فيما ارتفعت أسعار الغذاء بنسبة 40 في المئة».

وساطة للإفراج عن القطريين بالعراق

رداً على سؤال حول الجهود الكويتية في الوساطة للإفراج عن المحتجزين القطريين في العراق أكد الجارالله أن «الجهود الكويتية مستمرة منذ بداية احتجازهم ولن نتوانى عن اي جهد يسهم في الافراج عن الاشقاء القطريين وبذل المزيد من الجهد مع جميع الاطراف المعنية لاطلاق سراحهم»، معربا عن الامل في ان يتم ذلك «في القريب العاجل».