استبقت الرياض وواشنطن الاجتماع المرتقب غداً لمجموعة الدعم الدولية لسورية، التي تضم 17 دولة، بتنسيق المواقف الهادفة لتسريع الانتقال السياسي في سورية وفق مقررات "جنيف 1"، وتثبيت الهدنة المتداعية، وتأمين المساعدات الإنسانية، في وقت تحدث إعلام النظام عن مواقف متشددة ستتخذها روسيا خصوصاً لجهة تصنيف الجماعات المسلحة وإعادة عدد من مستشاريها وطائراتها لحسم معركة حلب.
اجتمع وزير الخارجية الأميركي جون كيري مع عاهل السعودية الملك سلمان بن عبدالعزيز في جدة، أمس، لبحث الهدنة الهشة في سورية قبيل انطلاق المحادثات الأوسع نطاقاً في فيينا غداً الثلاثاء مع مجموعة الدعم الدولية لسورية التي تضم 17 دولة ومنظمة في مقدمتها روسيا وإيران والأمم المتحدة والجامعة العربية.واستقبل الملك سلمان كيري في قصره على البحر الأحمر، في حضور وزير الخارجية عادل الجبير ومسؤولين آخرين يرافقونه. وفي بداية اللقاء، شكر كيري العاهل السعودي على التعاون مع الولايات المتحدة في ملفات عدة، متحدثاً عن مبادرات جديدة.وغداة إجرائه محادثات مع الجبير تناولت أزمة سورية وعدداً من القضايا الإقليمية والدولية، التقى كيري لاحقاً ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف، وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لبحث العلاقات الثنائية وسبل تطويرها والتطورات الأخيرة والمستجدات على الساحة السورية.ويوم الجمعة، أكد كيري أن الاجتماعات مع الملك ووزيري الداخلية والدفاع السعوديين ستحاول "ضمان تدعيم الهدنة في سورية وصراحة ضمان الالتزام بها وتنفيذها في مختلف أرجاء البلاد"، آملا أن تساهم كذلك في زيادة إمدادات المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة.اجتماع فييناومع احتدام القتال في معظم المناطق، تتجه الأنظار إلى فيينا حيث يترأس كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف غداً اجتماعا مهما لمجموعة "دعم سورية"، لبحث سعي المجموعة لتثبيت الهدنة بين نظام الرئيس بشار الأسد المدعوم من روسيا وايران، والمعارضة المسلحة المدعومة من دول عدة منها الولايات المتحدة والسعودية.كما تأمل المجموعة، التي تضم 17 دولة، "ضمان وصول المساعدات الانسانية الى كل انحاء البلاد وتسريع العملية الانتقالية السياسية"، حسبما أفادت الخارجية الأميركية هذا الأسبوع.تشدد روسيإلى ذلك، أكدت صحيفة "الوطن" الموالية للأسد، أمس، أن موقف موسكو سيكون أكثر تشدداً في اجتماع مجموعة الدعم، مشيرة إلى أن المهلة التي منحتها موسكو لواشنطن لتحييد الفصائل المعتدلة" في معارك حلب والشروع في تسوية سياسية جادة انتهت، وانتهت معها التهدئة، وعاد الطيران الروسي ليشارك بفاعلية في معارك خان طومان ومخيم حندرات ليفتح الباب واسعا أمام معركة حلب الكبرى.«جنيف» وحلبورجحت الصحيفة أن يستمر زخم دعم عملية جنيف من خلال استئناف جلسات الحوار بعد فيينا مباشرة، وقد يتم ذلك في 23 من الشهر ذاته مع منح المبعوث الأممي ستيفان ديميستورا صلاحيات أكبر من حيث طرح الأفكار على الوفود كافة، وعدم الاكتفاء بتسيير الجلسات.ونقلت "الوطن" عن مصادر دبلوماسية لم تكشف هويتها، أن واشنطن مرتاحة لما يحصل في حلب ولم تضغط على حلفائها، وذهبت إلى أبعد من ذلك، حين منعت إدراج "أحرار الشام" و"جيش الإسلام" على لوائح الإرهاب الدولية، مشيرة إلى أن روسيا استفزتها معركة خان طومان غير المتوقعة ومجزرة الزارة ولم يعد بإمكانها السكوت.وعلى الأرض، أوقعت المعارك العنيفة، المستمرة منذ 20 يوما نتيجة صراع على النفوذ في الغوطة الشرقية بريف دمشق، بين "جيش الإسلام" من جهة و"فيلق الرحمن" و"جيش الفسطاط" وهو عبارة عن تحالف تقوده "جبهة النصرة"، 300 قتيل على الأقل.وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن، أمس، أنه برغم والوساطات والتظاهرات المطالبة بوقف الاقتتال، واصل شرعيو "النصرة" التحريض على "جيش الإسلام"، مع استمرار الاشتباكات، وتعمل الأطراف المتناحرة على وضع سواتر ترابية وتثبيت نقاط تمركز في بلدات ومدن الغوطة الشرقية.وتمخض اجتماع عُقد أمس الأول في الغوطة ضم كلا من "فيلق الرحمن" وجميع المؤسسات والهيئات، عن تشكيل "خلية الأزمة" لإسعاف القطاع الجنوبي عسكرياً وإغاثياً وإنسانياً، وذلك عقب سحب "جيش الإسلام" 800 مقاتل من المنطقة وتركه فراغاً على الجبهات، إضافة إلى تركهم أكثر من 2700 عائلة من الممكن أن تتم محاصرتهم بأي وقت.داريا ودير الزوروفي داريا، خسرت قوات النظام 15 جندياً في محاولة اقتحام المدينة التي بدأت مساء أمس الأول، في حين تصاعدت التقارير عن نية النظام استعادة داريا بأي ثمن لتأمين مطار المزة العسكري.وفي دير الزور، استعادت قوات النظام المجمع الطبي، الذي يحمل اسم "مستشفى الأسد" من أيدي مسلحي "داعش"، بعد استيلائهم عليه أمس الأول بساعات في إطار هجوم واسع ، وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن النظام خسر فيه العشرات من قواته والمقاتلين الموالين له، كما اُحتجز فيه عدد من العاملين في المستشفى كرهائن. نجاة الجولانيوفي غضون ذلك، أفاد ناشطون بنجاة زعيم "النصرة" أبو محمد الجولاني من غارات مجهولة استهدفت الجمعة اجتماعاً لقيادات الصف الأول للجبهة في مطار أبو الظهور العسكري بريف إدلب، وقتل فيها تسعة قياديين بينهم أبو هاجر الأردني والأمير الإداري العام أبو النصر تلمنس، وأمير مطار "أبو الضهور" أبو أسامة، والأمير العسكري العام في البادية أبو تراب الحموي، إضافة إلى القيادي أبي تقى الشوحة.ووفقاً لمعلومات كشفتها تقارير صحافية، فإن الجولاني غادر الاجتماع قبل نصف ساعة فقط من الضربة الجوية.
دوليات
كيري ينسق مع الملك سلمان... و300 قتيلاً في الغوطة
16-05-2016