الجارالله: مطلوب استراتيجية شاملة لمواجهة الإرهاب

نشر في 26-04-2016 | 00:00
آخر تحديث 26-04-2016 | 00:00
No Image Caption
خلال افتتاح اجتماع مجموعة العمل الخاصة بالاتصالات التابعة للتحالف الدولي ضد «داعش»
قال الجارالله إن الخطة الاستراتيجية الشاملة المطلوبة لمواجهة الإرهاب تشمل الأسرة، ودور العبادة، ومراكز التعليم بمناهجها، ووسائل الإعلام عبر منظومة إعلامية وإلكترونية تلبي متطلبات الفكر الوسطي المعتدل، وبث برامج تشيع روح التسامح وتنبذ الكراهية والتعصب.

دعا نائب وزير الخارجية خالد الجارالله المجتمع الدولي إلى العمل معاً من أجل تنفيذ خطة استراتيجية شاملة، لمواجهة ما يسمى تنظيم الدولة (داعش)، والتنظيمات الإرهابية الأخرى، مشدداً على ضرورة التصدي لأفكار هذه التنظيمات وأيديولوجياتها، التي تهدد الأمن والسلم الدوليين.

جاء ذلك في كلمة الجارالله أمس أثناء الجلسة الافتتاحية للاجتماع السادس للمجموعة المعنية بالاتصالات التابعة لدول التحالف الدولي، ضد ما يسمى «داعش» برئاسة الإمارات والولايات المتحدة وبريطانيا.

وقال إن «هذه الخطة الاستراتيجية الشاملة تشمل الأسرة، ودور العبادة، ومراكز التعليم بمناهجها، ووسائل الإعلام عبر تطوير وتصميم منظومة اعلامية والكترونية تلبي متطلبات الفكر الوسطي المعتدل، وبث برامج تشيع روح التسامح وتنبذ الكراهية والتعصب، وتعلم النشء تعاليم الدين الاسلامي الحنيف التي تحث على المحبة والسلام».

صيانة أمن الدولة

وأضاف أن عقد هذا الاجتماع الذي تترأسه كل من الامارات العربية المتحدة، والولايات المتحدة الأميركية، والمملكة المتحدة يعد دلالة واضحة على عزم المجتمع الدولي المضي قدماً في صيانة أمنه واستقراره وتخليصه من شرور الإرهاب. وأوضح أن الاجتماع يعقد في ظل استمرار الظروف الدولية المضطربة والنزاعات الإقليمية التي ساهمت في خلق ارضية لاحتضان المنظمات الإرهابية وقواعد للانطلاق منها، لتهديد الأمن والاستقرار، ليس في المنطقة فحسب إنما في العالم أجمع.

وأفاد الجارالله بأن هذه التنظيمات الإرهابية استطاعت استغلال التكنولوجيا المتطورة وبرامج التواصل الاجتماعي في أسوأ أشكالها من خلال بث أفكار هدامة، وتجنيد مقاتلين وجمع اموال، الأمر الذي ساهم في مد امد بقائها واستمرارها.

وبيّن أن الجهود الدولية وما يقوم به التحالف الدولي ضد «داعش» يؤكدان اهمية المواجهة الشمولية في التصدي لهذا التنظيم وغيره من التنظيمات الإرهابية المتطرفة، ويؤكد أيضاً عزم العالم على الوقوف في وجه الإرهاب واجتثاثه.

وأكد الجارالله أهمية توحيد وتنسيق الجهود الدولية للتعاون مع شركات التواصل الاجتماعي، للحد من استغلال «داعش» وغيره من التنظيمات الإرهابية للتكنولوجيا، وذلك من خلال مساندة المراكز الدولية كمركز «صواب»، و»هداية»، ومركز محمد بن نايف للمناصحة، وحملة «سكينة» للتصدي لأعلام «داعش».

وأوضح أن دولة الكويت شرعت من خلال اللجنة العليا لتعزيز الوسطية في إعداد استراتيجية عملية لنشر الوسطية والاعتدال، ومواجهة التطرف والكراهية والعنف وفق ثلاثة مستويات، «الأول توجيهي معني بالتوجيه الديني، والأخلاقي، والاجتماعي وفق أساليب ومنهجيات دينية وعلمية مبتكرة».

وقال إن ثاني هذه المستويات هو «اعلامي تقني يشتمل على تطوير وتصميم منظومة اعلامية والكترونية تلبي متطلبات الفكر الوسطي المعتدل، وثالثها الأمن المجتمعي وهو المعني بتعزيزه بأساليب متطورة ومبتكرة».

وجدد الجارالله تأكيد موقف دولة الكويت «الصلب المبدئي والثابت» المناهض للإرهاب بكل أشكاله وصوره والداعم لكل الجهود الدولية الرامية لوأده والقضاء عليه. وبسؤاله عن وسائل مراقبة وسائل الاتصال الاجتماعي الخاصة بـ»داعش»، قال «لاشك أنه يوجد تنسيق ومراكز للسيطرة على إمكانات التنظيم عبر برامج التواصل الاجتماعي، والحد من قدراته». من جانبه، شدد مساعد وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية للشؤون الدبلوماسية والشؤون العامة ريتشارد ستينغل» في كلمة مماثلة» على ضرورة وضع المجتمع الدولي حدا لرسالة «داعش» الإرهابية سواء على صعيد الحملات العسكرية التي «نحقق فيها تقدما أو في الجانب التقني والإلكتروني».

وثمّن جهود مركز «صواب»، التي أطلقت بمبادرة اماراتية وأميركية وبريطانية مشتركة، مشيرا إلى أنهم وجهوا جهودهم نحو التصدي للحملات المتطرفة على مواقع التواصل الاجتماعي.

من جهته، قال مدير إدارة تخطيط السياسات بوزارة الخارجية الإماراتية محمد ابوالشهاب في كلمته، إن «بلاده عملت على انشاء عدة مراكز في كل من الإمارات، وأميركا، والمملكة المتحدة، في اطار الحرب على الإرهاب، الأمر الذي ساعد على دحض حملات التجنيد والدعاية الإرهابية لـ(داعش)». وشدد أبوشهاب على ضرورة الاستعداد والجاهزية التامة «لتنويع وجودنا على شبكة الإنترنت، فمن الممكن ان يستخدم (داعش) سبلا اخرى للتأثير وتوجيه دعايته الإرهابية»، مؤكداً وجود تنسيق مع عدة مراكز وأصوات قادرة على محاربة هذه التنظيمات المتطرفة في المؤسسات الدينية العربية والإسلامية.

المشاورات اليمنية

وقال الجارالله في تصريح عقب الاجتماع  إن هناك «أجواء تفاؤلية» تسود مشاورات السلام اليمنية التي تستضيفها الكويت منذ الخميس الماضي برعاية الأمم المتحدة.

وأكد أن هناك «إصرارا من الاشقاء اليمنيين على ألا يخرجوا من مشاورات الكويت إلا بالنجاح».

وقال رداً على وجود تباين في وجهات النظر بين الأطراف اليمنية، وعما اذا كانت هناك مساع كويتية لرأب الصدع، إنه «من الطبيعي جدا أن يكون هناك اختلاف وتباين في وجهات النظر حول بنود جدول الأعمال، ومن غير المتوقع في ضوء الحرب والصراع المستمر منذ اكثر من عام ان يتوصل الفرقاء اليمنيون إلى توافق أو حل خلال يوم أو يومين أو ثلاثة». وأضاف أن الكويت ترحب وتتشرف باستضافة هذه المشاورات، للمساهمة في انقاذ الشعب اليمني من المأساة التي يعيشها واستمرار نزيف الدم ودمار اليمن الشقيق، مؤكدا أن «الكويت دولة مستضيفة وحاضنة لهذه المشاورات، ولم ولن ندخل في تفاصيل الاجتماع وجدول اعماله».

وذكر في السياق ذاته، ان مبعوث الأمم المتحدة لليمن اسماعيل ولد الشيخ احمد هو من يتولى هذه المسؤولية، «والكويت تثق وتدعم دوره الإيجابي والمهم جدا في التوفيق بين الاطراف اليمنية»، معرباً عن سعادته بالتقاء الأشقاء اليمنيين على ارض الكويت، التي لديها تجارب ناجحة في هذا المجال.

وعن المدة التي قد تستغرقها المشاورات اليمنية في الكويت قال الجارالله «ليس لديّ جدول زمني لها، ولكن اتمنى لهم النجاح والتوفيق، ومرة أخرى نشعر بتفاؤل تام بأجواء الاجتماعات».

back to top