عرض برنامج {أنا مصر} مع المذيعة أماني خياط تقريراً حول فيلم {اشتباك} ومخرجه، احتوى على كثير من المغالطات والتشهير والاتهامات، ما أغضب كثيرين ودفع نقابة السينمائيين وجبهة الإبداع واتحاد النقابات الفنية في مصر إلى إصدار بيان رفض، كذلك رفعوا دعوى قضائية ضد المذيعة ومُعد التقرير والقائمين على البرنامج بتهمه السب والقذف بحق أحد أعضاء النقابة من دون سند أو دليل.في هذا السياق، أكّد المنتج محمد العدل أن جبهة الإبداع ونقابة السينمائيين رفعتا دعوى قضائية ضد القائمين على البرنامج بسبب ما تضمنه التقرير من سب وقذف واتهامات بحق محمد دياب مخرج {اشتباك}، وأضاف أن الهجوم لا مبرر له إلا محاولة العودة إلى الأضواء من خلال استعراض إعلامي بعدما فقدت المحطة شعبيتها. وأشار إلى أن ذلك يندرج في إطار تقييد الحريات ومحاربة أي فكر مختلف، وهو ما لا يمكن السكوت عنه، وقال: {لن نسمح بأي منع أو تقييد لحرية أي مبدع، وعلى كل من له رأي مخالف مشاهدة العمل أولاً ثم الاختلاف معه من دون اتهامات أو تخوين}. وعن تأثير الهجوم على فرص عرض الفيلم في مصر ونجاحه، أكّد العدل أن المتهجمين قدموا من دون عمد دعاية مجانية لصالح العمل، الذي يجب أن نسعد به وبما صنعه في مهرجان {كان}.
رئيس اتحاد النقابات الفنية المخرج عمر عبد العزيز أكّد أن الاتحاد متضامن مع محمد دياب ضد أي هجوم أو تطاول، وأنه مع الاحتكام للقضاء بعد ما وصلنا إليه من اتهامات وتشوية لأي فكر مختلف، وقال: {جاء في التقرير أن دياب تعمّد في أفلامه كافة الإساءة إلى مصر والمجتمع المصري، في حين أن في مسيرته كلها فيلمين فقط. كذلك استنكر التقرير عمل دياب بالإخراج وهو خريج تجارة وغير دارس للسينما، فيما ثمة مخرجون كبار (كمال الشيخ وسعيد مرزوق وغيرهما) ليسوا من خريجي معهد السينما}.وأضاف عمر: {هاجموا الفيلم قبل مشاهدته. وحتى إن شاهدوه واختلفوا معه عليهم أن ينتقدوه من دون تخوين أو تجريح. و{اشتباك} تم تصويره في مصر بعد موافقة الرقابة واستعان المخرج بعربة الترحيلات من وزارة الداخلية، وحصل على التصاريح اللازمة كافة للتصوير}، مندداً باستخدام سمعة مصر كـ{فزاعة} ضد كل من يُقدم فناً حقيقياً وفكراً مختلفاً، أو ينتقد الأوضاع الراهنة في مصر، وهو أمر محزن ولا يمكن السكوت عنه.الإبداع الحقيقيترى الفنانة حنان مطاوع أنه وفق منطق القائمين على برنامج {أنا مصر} يُصبح كل المبدعين متآمرين على الوطن، مثل صلاح أبو سيف وخان ويوسف شاهين. وأضافت أنه يشرفها وجود مُبدع مثل محمد دياب قدم فيلم {678} الذي تعرض لظاهرة التحرش، ثم {اشتباك} الذي أشاد به العالم وأكبر مهرجان سينمائي. وأكدت أن الإبداع الحقيقي هو ما يبقى في تاريخ الأمة، وبعد سنوات سنشاهد {اشتباك} و{678} والأعمال الفنية الراقية وننسى كل اعتراض عليها.أما المخرج أحمد ماهر فيري أن هذا البرنامج والقائمين عليه لا يستحقون الاهتمام لأن التلفزيون المصري بلا جمهور ولا متابعين، وأضاف أن الهجوم سببه حالة انفلات إعلامي قائمة منذ فترة وتقاعس الجميع في مواجهتها، وما فعلته أماني الخياط لم يكن الحالة الأولى ولن تكون الأخيرة وستمرّ كما مرّت حالات سابقة، للأسف.بدورها ترى الناقدة ماجدة خير الله أن التقرير ضد الفيلم أمر سيئ ولا يمكن أن يمر من دون حساب، مضيفة أن {اشتباك} مرّ على الرقابة وحصل على التصاريح اللازمة له من الداخلية وغيرها بعد عرض السيناريو عليها، من ثم لا مبرر للهجوم والتشويه الفاجر.وأشارت إلى أن أحداً لم يُشاهد الفيلم لنتأكد مما أشيع عنه، وأن الجمهور أصبح أكثر وعياً ويعلم جيداً أن دور الفنان النقد وعرض السلبيات أملاً في الحل والوصول إلى مجتمع أفضل، كذلك يدرك ما يحويه الإعلام من سلبيات وقلب للحقائق، مؤكدة أن الهجوم لن يُؤثر في فرص نجاح الفيلم واستقبال الجمهور له.في السياق نفسه، أكدت الناقدة علا الشافعي أن لجوء الجبهة والنقابة إلى القضاء خطوة جيدة كي لا يتكرر مثل هذا الهجوم، موضحة أن {التقرير في هجومه افتقد إلى المهنية وأقل ما يوصف به أنه تحريضي إرهابي يتضمن مغالطات كثيرة، من بينها إنكار أن في مصر ظاهرة تحرش جنسي والتي تناولها دياب في فيلم {678}، كذلك الهجوم على فيلم {الجزيرة} على أنه ضد الداخلية، وكأن قضية عز حنفي وهم ولا وجود لها. كذلك هاجم التقرير يوسف شاهين ويسري نصر الله بحجة أن لهما علاقات دولية وحصلا على تمويل أجنبي لأعمالهما وكأن الإنتاج المشترك دليل خيانة وعِمالة، أو أن حضور المهرجانات الكبرى دليل تآمر، ذلك فيما يحتفي العالم بالفيلم ويُشيد به كبار السينمائيين في العالم ويُقال عنه: ثمة أفلام تصنع تاريخاً ومنها اشتباك}. وأشارت إلى أن الفيلم حالة إنسانية تتحدث عن التعايش السلمي وقبول الآخر من دون عرض وجهات نظر أحادية.
توابل - سيما
جبهة الإبداع ونقابة السينمائيين تقاضي التلفزيون المصري
27-05-2016