خدمتنا الصحية جيدة... ولكن (1)
بدايةً أقدم خالص العزاء للكويت ولأسرة المغفور له بإذن الله عضو مجلس الأمة الأسبق السيد حمد الجوعان الذي أعطى الأسوة الحسنة للرجال المخلصين لوطنهم ومبادئهم، وأسأل الله العظيم أن يتغمده بواسع رحمته، ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان، وأن يعوض الكويت بأمثال حمد الجوعان، رحمه الله، ولله الحمد، فالكويت غنية بأبنائها المخلصين. وبالعودة إلى العنوان، فإن ما يقدم من خدمات صحية يفوق كماً ونوعاً دولاً مجاورة كثيرة، ولن أغالي إذا قلت إنها تفوق بعض الدول المتقدمة، ولكن هناك معضلة تنظيمية تكاد تكون عصية على الحل، وهي وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وعموماً فذلك ليس حكراً علينا فقط، بل لا تكاد تخلو دولة منها، وإن كان هناك تفاوت، ولكن هل علينا التسليم بذلك ووضع اليد على الخد؟
بالتأكيد هذا منطق الضعفاء، وكما يقول رسولنا الكريم، صلى الله عليه وسلم، «سددوا وقاربوا»، فإذا كانت هناك إدارات أو قرارات ثبت فشلها فلابد من إجراء التغييرات اللازمة، ومنها قرار عدم إيفاد المرضى للعلاج الطبيعي بالخارج، وأنا مع هذا القرار وأدعمه، لو كانت مراكز العلاج الطبيعي متوافرة في البلد أو أنه يقدم بكفاءة، ولكن هل لمجرد أن غالبية من يبتعثون لا يستحقون يتم إيقاف علاج الجميع... أي منطق هذا؟ والسؤال: ما ذنب المستحقين الذين لا يجدون مواعيد قريبة للمراجعة، ثم بعد طول انتظار يتكرم عليهم بجلسات لا تغني ولا تسمن من جوع؟ وما ذنب مرضى الشلل الدماغي والمحتاجين لعلاج طبيعي مكثف؟ وما ذنب من يحتاج إلى جلسات النطق والعلاج بالعمل؟ لماذا لا تنشئ «الصحة» مراكز علاج طبيعي في بعض المناطق على شواطئ الكويت أو تشجيع المراكز العالمية لافتتاح أفرع لها، لتحقيق أكثر من فائدة؟ ومن جانب آخر، هناك أكثر من مقترح ومشروع لإسناد الإدارة الطبية لبعض المستشفيات لإدارات أجنبية ذات سمعة عالمية.وأعتقد، كآخرين، أن مشكلة خدماتنا الصحية ليست في الإمكانات أو الخبرات بقدر ما هي في إدارة هذه الإمكانات، فالإدارة خبرة وعلم وفن... والحافظ الله يا كويت.