High Light: قلب العرب الضائع
بعد ثلاثة أيام قضيتها في مصر لفت انتباهي أغنية تكاد تسمعها، في كل مكان وزاوية هناك؛ فاستوقفتني لكتابة هذا المقال، لأقدم تحليلاً حول قضية تخدير الشعوب بهدف السيطرة عليها.كلمات الأغنية تقول: (آه لو لعبت يا زهر وتبدلت الأحوال، وركبت أول موجه في سكة الأموال) (أحمد شيبه من فيلم «أوشن 14»).
الحبكة الفنية هي هي لم تتغير، والفكرة تتمحور حول تطبيع الشعوب والسيطرة على المواطن «الغلبان»، عبر مخاطبة الشخصية المصرية الأصيلة التي أهم سماتها الصبر والطيبة والشهامة، وتأكيد فكرة أن الفرصة قادمة، و»راح تعدي على أول موجة بسكة الأموال»، فقط العملية تحتاج إلى صبر، والسنون تمر ولم يتغير شيء، والأحوال من سيئ إلى أسوأ.التغيير يحتاج خطة مدروسة لا أغنية سطحية، وأهم ما يميز هذه الخطة أن تكون ذات أهداف إجرائية، قابلة للتطبيق، خصوصاً إذا كان الأمر يتعلق بالأموال، وتحسين الدخل، والفرصة لا تأتي إلينا بل نحن من يصنعها، وأهم ما يميز الفكرة التي تمثل فرصة هو أن تكون أصيلة، ابتكارية، وأول درس من دروس الابتكار هو إيجاد علاقات تؤلف الأشتات، كالعلاقة بين طبق السلطة والمدرسة، وبين المرأة والبحر، والرؤية الاقتصادية للنجاح تقول: «إذا كنت لا تستطيع الوصول للفكرة الابتكارية فضع نفسك مع أول عشرة مقلدين لها».وعود على بدء، توجد وسائل إعلام عربية محترمة لديها إحساس بالمسؤولية جلها غير رسمي، وعلى النقيض توجد وسائل رسمية تمثل أذرعاً للسلطة، مهمتها المحافظة على مكانة السلطة في وجدان الشعب، لذا عانى المواطن العربي عموماً، والكويتي خصوصا، هذا الجو الذي هيمن على الفضاء العربي كله، ما من شأنه أن يؤدي إلى انحطاط الذوق، وعاش المواطن في فلك هذا المزاج الإعلامي، والأمر يزداد خطورة والإعلام شبه غائب ومستسلم للهيمنة العالمية لثورة الاتصالات، وما نتج عنها من عصر رقمي، لأن ما يسمى بالثقافة الكونية جعل المواطنين العربي والكويتي في اغتراب تام، نتيجة للصراع القيمي لديهما بين ما تبثه تلك الثقافة من جهة، وموروثه القيمي من جهة أخرى... ودمتم بخير.