على الرغم من تأكيدات الحكومة العراقية وواشنطن أن ميليشيات "الحشد الشيعي" لن تدخل مدينة الفلوجة القريبة من بغداد والواقعة إدارياً في محافظة الأنبار، وستساهم فقط في حصار المدينة، أبقى الحشد الباب مفتوحا أمام تدخله.

وفي حين أكد السكرتير الإعلامي بوزارة الدفاع الأميركية بيتر كوك أن "الميليشيات الشيعية التي تقاتل إلى جانب القوات العراقية في معركة استعادة الفلوجة ستبقى خارج المدينة"، أشار الأمين العام لـ"الحشد الشعبي" زعيم "منظمة بدر" هادي العامري المقرب من إيران أمس، إلى أن قوات "الحشد" لن تدخل المدينة السنية، "إلا إذا فشل هجوم الجيش".

Ad

وقال العامري، إن المعركة النهائية لاستعادة مدينة الفلوجة ستبدأ خلال أيام لا أسابيع، مضيفاً أن المرحلة الأولى التي بدأت يوم الاثنين الماضي، أوشكت أن تنتهي مع استكمال التطويق الكامل للمدينة.

ودعا القيادي الشيعي شيوخ العشائر العربية السنية في مناطق الرمادي والفلوجة وحديثة الى "التعاون مع القوات الأمنية لحماية كل مكونات المجتمع العراقي ومحاربة الفكر الإرهابي".

في السياق، وبالتزامن مع تحقيق القوات المهاجمة للفلوجة تقدماً ميدانيا ملحوظاً، أكد قائد عمليات تحرير الفلوجة في محافظة الأنبار الفريق عبدالوهاب الساعدي أمس، أن قوات من أفواج شرطة الأنبار ومقاتلي العشائر سيشاركون بالدخول الى الفلوجة، إلى جانب القوات الأمنية الأخرى.

وقال الساعدي إن "داعش فقد قدرته على الهجوم والدفاع ومقاومته تقتصر على السيارات المفخخة والانتحاريين والقناصين في محيط الفلوجة الشمالي والشرقي".

إلى ذلك، شددت المرجعية الشيعية العليا أمس على "أهمية حماية المدنيين أثناء المعارك، وانقاذ إنسان بريء مما يحيط به من المخاطر أهم وأعظم من استهداف العدو".

في غضون ذلك، قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أمس، إن أكثر من 4200 عراقي فروا من الموصل إلى سورية في مايو الجاري، مضيفة أنها تتأهب لأن يصل عدد الوافدين من المدينة التي يسيطر عليها "داعش" إلى 50 ألفا.

على صعيد آخر، أغلقت الأجهزة الأمنية العراقية أمس، جميع جسور وساحات وغالبية شوارع العاصمة العراقية بغداد بالحواجز، وذلك رغم اعلان التيار الصدري تأجيل تظاهراته تحت الضغط.

وكان رئيس الحكومة حيدر العبادي تحدث عن نية الصدريين القيام بـ"تصعيد خطير" دون أن يسميهم في أقوى هجوم ضدهم حتى الآن، وكلف وزارة الداخلية بحماية العاصمة.

في السياق، حذر النائب عن كتلة الأحرار التابعة للتيار الصدري مازن المازني أمس، من دخول المتظاهرين الى البرلمان مرة أخرى في حال عدم الإسراع في تطبيق الإصلاحات، مشيرا الى أن سياسية "الترضية" من رئاسة البرلمان وبعض رؤساء الكتل في سبيل عقد الجلسة "معقدة وطويلة الأمد ولن تحل الأزمة الراهنة".

في سياق آخر، قال مكتب رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي عمار الحكيم في بيان أمس، إن "الأخير استقبل السفير السعودي لدى بغداد ثامر السبهان، ودعا خلال اللقاء الى استثمار المشتركات بين العراق والسعودية، بما يخدم البلدين الشقيقين ويصب في مصالحهما"، مبينا أن "العراق ينوب عن المنطقة والعالم في مقارعة الإرهاب وهو يواجهه في الميدان".

وأشاد الحكيم بـ"دور القوات الأمنية العراقية والحشد الشعبي والعشائر العراقية في مقاتلة أبشع عصابة دموية عرفها التاريخ"، مرحبا "بافتتاح السفارة السعودية في العراق، كونها خطوة لفتح آفاق التعاون الوثيق بين العراق والمملكة العربية السعودية، لما تمثله من دور عربي وإسلامي مهم في ظروف عصيبة يمر بها الشرق الأوسط".

من جهته، أكد السبهان "أهمية العلاقة بين العراق والسعودية باعتبارهما بلدين يربطهما الإسلام وعلاقات عشائرية وطيدة"، مؤكدا "دعم المملكة لجميع العراقيين لمحاربة داعش والقضاء عليه".