المتحدث باسم «الخارجية» المصرية أحمد أبوزيد لـ الجريدة•: التقارب مع إيران مستبعد... ولا وساطة مع قطر وتركيا

• تحميل مصر مسؤولية تحطم الطائرة غير مقبول
• «حلايب وشلاتين» مصرية وترسيم الحدود مع السعودية شفاف
• قضية ريجيني تحتاج إلى الثقة والصبر
• «سد النهضة» صار واقعاً والاتفاق الثلاثي بشأنه إنجاز

نشر في 28-05-2016
آخر تحديث 28-05-2016 | 00:03
No Image Caption
أشاد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، المستشار أحمد أبوزيد، بمواقف الكويت الداعمة لوحدة واستقرار مصر، مؤكدا عمق العلاقات التاريخية التي تربط بين البلدين على المستويين الرسمي والشعبي.
ورفض أبوزيد في مقابلة مع «الجريدة»، الانتقادات الموجهة لمصر بشأن الشفافية في التعامل مع قضية ترسيم الحدود البحرية مع السعودية، نافياً وجود أي وساطة للمصالحة مع قطر وتركيا، مستبعداً حدوث أي تقارب مع إيران، وكشف عن دور مصر في الأزمة الليبية، وموقفها من الوضع في سورية، والعديد من الملفات الشائكة، وإلى نص الحوار:
• ما تقييمك للتعاون المشترك بين مصر والكويت؟

- علاقات وثيقة وتاريخية على المستويات الرسمية والشعبية، والكويت هي دائماً الشقيقة الداعمة لوحدة مصر واستقرارها، كما أن مصر تمد يدها دائماً للأشقاء الكويتيين، والمشاركة في حرب تحرير الكويت خير دليل على ذلك، وهناك تعاون بين البلدين في جميع المجالات.

تحطم الطائرة المصرية

• كيف تتعاملون مع محاولات الإعلام الغربي تحميل مصر مسؤولية حادثة تحطم الطائرة المصرية في 19 الجاري؟

- عمليات البحث مازالت جارية عن الصندوقين الأسودين للطائرة، وكل ما يتم تداوله حالياً في وسائل الإعلام المحلية والغربية افتراضات وتكهنات.

والملاحظ أن بعض وسائل الإعلام الغربية حاولت ترجيح سيناريو معين، وهذا أمر غير مقبول، لأنه يؤدي إلى تضليل الرأي العام، ونحن نتعامل مع هذه الأزمة بمنتهى الشفافية، وسنعلن أسباب الحادث فور التوصل إلى نتائج التحقيقات.

• ما الفرضيات المحتملة بالنسبة للحادث، ومدى تعاون الجانبين الفرنسي واليوناني مع مصر؟

- كل السيناريوهات مطروحة، ولا أستبعد لأي فرضية، بما فيها العمل الإرهابي، وهناك تعاون ومشاركة في البحث عن أشلاء الضحايا والتحقيقات من اليونان وفرنسا وأميركا.

• ما مدى تأثير أزمة سقوط الطائرة الروسية في شرم الشيخ أواخر أكتوبر الماضي على العلاقات بين البلدين؟

- العلاقات المصرية - الروسية خاصة جداً، وهناك حرص من البلدين على عدم تأثير هذه الأزمة على العلاقات المشتركة، ونأمل طي هذه الصفحة الأليمة سريعاً، وعودة السائحين الروس إلى مصر قريباً.

التقارب مع إيران

• برأيك، هل يمكن حدوث تقارب مع إيران خلال الفترة المقبلة؟

- ليست هناك مؤشرات لأي تقارب في الوقت الراهن، طالما استمرت إيران في التدخل في الشأن الداخلي لمصر والدول العربية، وإذا حدث تغيير في النهج الإيراني، فحينها يمكن أن يحدث تجاوب من جانب مصر.

• ما مدى صحة وجود وساطة سعودية للمصالحة بين مصر وكل من قطر وتركيا؟

- هذا الكلام ليس له أي أساس من الصحة، ولا توجد وساطة من السعودية أو أي دولة أخرى.

• كيف ترد على الاتهامات الموجهة لكم، بعدم الشفافية في طرح تفاصيل اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع السعودية؟

- لجنة ترسيم الحدود المصرية - السعودية تعمل منذ عدة سنوات، وهناك لجنة وطنية مشكَّلة من عدة جهات، ومسار ترسيم الحدود يأخذ وقتاً طويلاً، وحينما أُعلن أخيرا عن إنشاء مجلس التنسيق المصري - السعودي، تم الإعلان عن أن اتفاقية ترسيم الحدود البحرية ستكون أحد مهام هذا المجلس، وهذا كان معلناً أمام الجميع، وبعد ذلك يأتي دور الرأي العام، من خلال طرح القضية أمام البرلمان، وحتى الآن لم تطرح الحكومة الاتفاقية على البرلمان، لكن يمكن أن يتم ذلك خلال المرحلة المقبلة، وحرصنا على كشف جميع الوثائق التي تثبت ملكية السعودية لجزيرتي تيران وصنافير أمام الرأي العام، رغم أن بعضها ذات طابع سري.

• هل يمكن خضوع هذه الاتفاقية لاستفتاء شعبي؟

- هناك عدة دعاوى مرفوعة أمام القضاء الإداري، وإذا أقر القضاء ذلك فليكن، لكن تقديرنا كسلطة تنفيذية أن الاتفاقية تحتاج فقط إلى التصديق عليها من البرلمان.

«حلايب وشلاتين»

• هل يمكن قبول مصر بالتحكيم الدولي مع السودان في قضية حلايب وشلاتين؟

- العلاقات المصرية - السودانية تاريخية وقوية جداً، وهناك تواصل دائم على مستوى القيادة السياسية بين البلدين، وبالتالي يجب عدم اختزال العلاقة في قضية خلافية تتم إثارتها بين الحين والآخر، وحلايب وشلاتين أراضٍ مصرية، وتخضع للسيادة المصرية، وليس هناك أي مجال للحديث عن أي بدائل أخرى.

• يرى البعض أن هناك غموضاً في الموقف المصري بشأن الأزمة السورية، فما ردك؟

- الموقف المصري واضح منذ البداية، وهناك العديد من الدول غيَّرت موقفها، وموقف مصر لم يتغير، لأنه قائم على أسس ثابتة، وهي وضع حد لمعاناة الشعب السوري، والسعي إلى حل سياسي للأزمة للمحافظة على مقومات الدولة السورية، ووضع مكافحة الإرهاب في سورية كأولوية، وتوفير دعم إنساني للشعب السوري بعد وقف إطلاق النار، وبناءً على ذلك أيدت مصر وثيقة جنيف، وقرارات مجلس الأمن الداعمة لها، واحتضت مؤتمر المعارضة السورية، لأنها معارضة وطنية.

• ما أبرز نتائج زيارة وزير الخارجية سامح شكري الأسبوع الماضي إلى نيويورك، وعرض ملف مكافحة الإرهاب أمام الأمم المتحدة؟

- مصر لديها رؤية واضحة تجاه ملف مكافحة الإرهاب، أولها أن الإرهاب لا يميز بين حدود دولة وأخرى، أو جنسية وأخرى، فالإرهاب يهدد جميع المجتمعات.

وثانياً، التنظيمات الإرهابية تنهل من روافد فكرية واحدة، وهي الأيديولوجيات المتطرفة. ثالثا، لا يمكن معالجة ظاهرة الإرهاب معالجة أحادية الجانب، بتعزيز الإجراءات الأمنية فقط، لكن بمكافحة الفكر المتطرف، وتجفيف منابع تمويل الإرهاب، والسيطرة على قدرة العناصر الإرهابية تجنيد الشباب والسيطرة على الحدود، لمنع تهريب السلاح، وهذه الرؤية الشاملة هي التي دفعت مصر إلى السعي لرئاسة لجنة مكافحة الإرهاب الدولي والاستفادة من رئاستها لمجلس الأمن خلال الشهر الجاري، لطرح هذه المبادرة لعقد جلسة لمجلس الأمن لمناقشة مكافحة الفكر المتطرف، وهي المبادرة الأولى من نوعها، حيث إن مجلس الأمن يتعامل مع قضايا الإرهاب من منظور عملياتي، وليس فكرياً.

• لماذا زار وزير الخارجية الأميركي مصر مرتين خلال أقل من شهر؟

- التفاعل المصري - الأميركي مستمر، واستراتيجية العلاقة لا جدال فيها، وهناك الكثير من الموضوعات التي تحتاج إلى نقاش بين البلدين، ومن بينها القضايا الإقليمية الراهنة، ومصر دولة محورية في الإقليم، كما أن الولايات المتحدة لها مصالح في المنطقة، وبالتالي من الطبيعي أن يحدث تكثيف في المشاورات، وفي الوقت نفسه العلاقات الثنائية تحتاج إلى تنشيط، وخاصة في المجال الاقتصادي، ولا يمكن أن ننكر وجود قضايا خلافية، لكنها تخضع إلى مناقشات بين الشركاء.

• هل يعني تصريح وزير الخارجية المصري بأن سد النهضة الإثيوبي سيشيد في كل الأحوال استسلاماً للأمر الواقع؟

- هناك اتفاق إطاري موقَّع بين مصر وإثيوبيا والسودان، ويمثل إنجازاً مهماً، لأنه وضع إطاراً حاكماً للعلاقة بين الدول الثلاث بشأن بناء سد النهضة وتشغيله، وبالتالي حينما يتحدث وزير الخارجية عن أن السد سيُبنى، فهو يتحدث من منطلق هذا الواقع، الذي يضمن عدم الإضرار بمصالح مصر.

• هل تعرضت مصر إلى ضغوط أوروبية في ملف مقتل الباحث الإيطالي ريجيني؟

- أتصور أننا حالياً في مرحلة جيدة من التفاهم مع الجانب الإيطالي، وهناك تبادل للمعلومات بشأن تطورات القضية، وبعض وسائل الإعلام الغربية حاولت الترويج لعدم وجود شفافية، لكن مسار التحقيقات في القضية يستغرق وقتاً، فمثلاً قضية اغتيال النائب العام السابق المستشار هشام بركات أخذت التحقيقات فيها قرابة العام، وبالتالي يجب أن يكون هناك شيء من الثقة والصبر للوصول إلى الحقيقة، وهناك إدراك من الجانبين المصري والإيطالي لأهمية العلاقات المشتركة، ولا يوجد أي مجال لممارسة ضغوط على مصر.

back to top