الأبوة والأمومة والمدرسة

Ad

نحترم الأهل والمربّين ونقدّرهم. هم يعملون بشقاء ولا يحصلون سوى على قليل من التعويض مقابل تعبهم. لا بدّ لنا من أن نربّي أولادنا ليصبحوا نشطين في المجتمع، ولكن يرتكز هذا العمل على تطوير شخصيّة الولد وتحويلها مما ستصبح عليه في طبيعة الحال إلى الشخصية التي ستنجح في البيئة {الواقعية}. حتى إننا تعلّمنا أن مهما نفعل، ليس كافياً.

ونعلّم أولادنا أن يلتزموا بقيمنا ويتقيّدوا بها، فنشيد بهم حين يطيعون الأوامر ونعطيهم الملاحظات حين لا يفعلون. تتصرّف الشريحة الأكبر منّا على هذا النحو بدافع الحب، فنأمل أن يكون أولادنا متأقلمين مع البيئة التي يعيشون فيها وسعيدين. ولكن في الواقع، نخبرهم من خلال تعديل سلوكياتهم أن ما يفعلونه ليس بكافٍ. حتى مع قول عبارات مثل {المشكلة ليست بك، إنما بتصرّفاتك}، ما يعني أنهم قد ارتكبوا خطأً. ندرّب أولادنا على الطاعة وعلى تقدير الآخرين أكثر من أنفسهم.

الحلّ: إبدأ بعيش حياتك لأجل نفسك فحسب. إن كنت قد تخطّيت عمر الـ 25 ولا تزال تتبع الحلم الذي رسمه لك والداك أو أحد أساتذتك، فلا بدّ لك من أن تحصل على الإرشاد أو العلاج اللازمين. أما بالنسبة إلى عائلتك وأصدقائك وزملائك، فأمض الوقت مع الأشخاص الذين يقدّمون لك الدعم ويمدّونك بالطاقة الإيجابية وترتاح برفقتهم. ستعلم أنك تبلي جيداً حين تخسر بعض العلاقات التي لم تكن تريدها أصلاً.

الإعلام ومواقع التواصل

قرأنا معلومات كثيرة عن سلطة وسائل الإعلام التي تجعلنا نكره أنفسنا. إذاً، لماذا نتطرّق إلى هذا الموضوع من جديد؟ قليلون هم الأشخاص الشجعان الذين يعطون رأيهم بكل صراحة ويحرزون تقدماً في مسألة حبّ الذات وصورة الجسد. ولكن نحن كأفراد، لا نزال غير قادرين على إدراك هذه الفكرة. فحبّ الذات هو المشكلة الأساسية التي يعانيها جميع مرضاي. نعم، جميعهم!

حتى ولو أنعم الله علينا بوالدين رائعين وأساتذة كفوئين وأصدقاء حقيقيين، لا نزال ننمو في مجتمع يرغب في الأحدث والأسرع والأصغر والأغنى. في مرحلة نموّنا، تصبح بيئتنا أكثر غموضاً وغدراً. وقد تتعزّز الروح التنافسية في علاقتك مع زميلك في العمل أو قد يخالجك شعور بالغيرة حين ترى الصور التي ينشرها أصدقاؤك على فيسبوك.

هل تريد دليلاً على ذلك؟ أظهرت دراسة أجرتها جامعة ميشيغان أن: أنت + فيسبوك = عدم رضا عن نفسك.

وأظهرت مجموعة كبيرة من الأدلة أن وسائل الإعلام تعلّمك أن تكون غير راضٍ عن نفسك إلى حين تشتري المنتج الذي يحاولون بيعه. ترى يومياً كمّاً كبيراً من إعلانات تحاول إقناعك بأنك لا تتمتّع بما يكفي من المواصفات أو أنك لست مواكباً للعصر إلى حين تشتري منتجهم أو خدمتهم.

اعتدنا على التفكير أن من المفترض أن يكون شخصنا مرآة لما نراه، رغم أننا نعلم أن معظمنا ليس كذلك. لذا استخدموا وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي أخلاقياً مع احترام رعايتنا الذاتية.

حديث النفس السلبي

يجنّبك حديث النفس السلبي والحدود الضعيفة المواجهة. على سبيل المثال، قد توافق على شيء لم تكن ترغب في القيام به، ثم تنعت نفسك بالغبي أو الضعيف بسبب موافقتك على ذلك الأمر. أو قد تبقى في وظيفة سيئة أو تستمرّ في علاقة غير سعيدة لأنك تظنّ أنك لا تستحقّ الأفضل.

الحل: فكّر في أي رسالة سلبيّة لا تزال ترافقك من مرحلة الطفولة ({أنا لست [إملأ الفراغ] كفاية})، أو ({أنا [إملأ الفراغ] دائماً/ أبداً}). ورغم أن الفكرة تبدو واضحة كالشمس، فإن حديث النفس السلبي أمر مستتر. مارسته في معظم أيام حياتك، لذا قد يكون جزءاً من الضوضاء الخلفيّة في عقلك.

قد لا يكون وضع الحدود سهلاً، ولكنك جدير بذلك ولا بدّ من أنك قادر على تحقيقه. من أفضل الطرائق للبدء بوضع الحدود في حياتك تحديد الأمور التي تثير غضبك واهتياجك. ننصحكم بتدوين العناوين الكبيرة. فحالما تحددون المشكلة، يصبح بإمكانكم وضع الحدود أينما تريدون.