«انت وين وكريستين وين»
![حسن العيسى](https://www.aljarida.com/uploads/authors/25_1682522445.jpg)
ماذا تقول الآن، جمعية المحامين التي يفترض أن تكون دون غيرها المبادرة للدفاع عن حقوق الإنسان وكرامات البشر وأن تكون في الطليعة بدعم حرية التعبير بعد أن بصمت بالعشرة على مشروع الوزير، وصدرت بيانها الهزيل والمضحك وشر البلية ما يضحك، ونادت بقصر النقاش في قبة البرلمان دون الصحافة، وكأنها تقول الحكومة وبرلمانها "أبخص" في القضايا العامة! وزير العدل يذكرنا بالسوابق التاريخية لمجلس الدولة بمصر وفرنسا، ولا نختلف هنا، ربما، على ضرورة مجلس الدولة حين يستشار ويشارك مجلس القضاء الكويتي في أمر يخصه دون غيره، مع أن القياس مع التجربة المصرية مختلف باختصاصات مجلس الدولة المصري، وتاريخ الأخير الذي راوح ما بين شج رأس العلامة عبدالرزاق السنهوري حين كان رئيساً لمجلس الدولة وحكم بغير رغبة السلطة بالسنوات الأولى لثورة 23 يوليو، وبين مراحل تاريخية متغيرة قيد بها سلطان ذلك المجلس القضائي بالاستبداد السياسي للسلطة الحاكمة دون نسيان تاريخ مذبحة القضاء عام 69، هذا أمر مختلف تماماً، لكن المثير الآن، هو تذكيرنا بتجربة مجلس الدولة الفرنسي!قف قليلاً، يا معالي الوزير وتذكر أن وزيرة العدل الفرنسية السابقة كريستين توبيرا قدمت استقالتها من الوزارة في يناير الماضي حين طرحت الدولة مشروع قانون يقضي بسحب الجنسية الفرنسية عن أصحاب الجنسية المزدوجين، بعد أن يثبت إدانتهم بحكم قضائي نهائي بجرائم الإرهاب ضد الدولة، أكرر "حكم قضائي نهائي عن مزدوجي الجنسية"، استقالت "كريستين لما اعتقدته أن ذلك المشروع يعد افتئاتاً على حقوق الإنسان... فأين أنت ومشروعك الذي يغل يد القضاء في مسائل الجنسية ويبارك الهيمنة المطلقة لحكومة البخاصة" بقضايا الجنسية! أين نحن من فرنسا؟ و"أنت وين وكريستين وين" ارتاح الله يخليك...!