سكان قرية في البوسنة يطبقون الشريعة بأنفسهم.. ومتهمون بدعم «داعش»

حجيتش: لا مثليين فيها في قريتنا ولم نشهد أي جريمة منذ خمس سنوات

نشر في 29-05-2016 | 11:40
آخر تحديث 29-05-2016 | 11:40
مدخل القرية
مدخل القرية
في نهاية طريق جبلي متعرج في البوسنة، تعمل منقبتان في أرض زراعية بينما يقوم رجال بترميم منزل في أوسفي القرية التي يقطنها قرويون سلفيون سافر عدد منهم إلى سورية والعراق.

وقال عزت حجيتش (50 عاماً) مازحاً وهو يفتح قن الدجاج لجمع البيض مصدر رزقه «بهذه نقوم بتمويل الإرهاب».

وقد أسس هذا العازف السابق في فرقة للروك، بلحيته الرمادية وابتسامته ونظرته الثاقبة، في العقد الأول من الألفية هذه الجماعة «السلفية» إحدى المجموعات التي ترفض وصاية الهيئات الإسلامية الرسمية.

وفي وقت الأذان، تقف سيارات لانزال رجال وصبية أمام المنزل الذي يستخدم كمسجد بينما يصل آخرون سيراً على الأقدام، ويقطع حجيتش اللقاء ليؤم المصلين.

وقال الأستاذ الجامعي فلادي ازينوفيتش الخبير في شوؤن التيار الإسلامي المتطرف في البوسنة أن حكما بدفع غرامة صدر على هذا الإمام الذي لم يعينه مفتي البوسنة.

وينقل جرار قديم رجلين مبتسمين يرافقهما ابناؤهما بينما تقوم نسوة مغطيات بالكامل بنزهة للصغار وتجري أخريات إلى الحقل لتجنب أعين الزوار.

وبما أن الإدارة ترفض فتح مدرسة في اوسفي، تنقل حافلة كل يوم الأطفال على ماغالاي (شمال) في نهاية الطريق، كما يقول حجيتش.

وهذه الجماعة التي تعيش في موقع مطل على وادٍ، تبدو وكأنها مجموعة قروية أصولية تعيش من عملها ومعزولة عن العالم.

معسكرات

ولا أثر لأي معسكر للتدريب تحدثت عنه وسائل الإعلام، ونفى هذه المعلومات أيضاً قائد شرطة الكيان الكرواتي المسلم في البوسنة دراغان لوجاتش، قائلاً «لا معسكرات عسكرية» في البوسنة و«لا تدريبات ولا مدربين»، كما نفى مصدر دبلوماسي غربي وجود مثل هذه المعسكرات.

وقال المركز الفكري «المبادرة الأطلسية» (اتلانتيك اينشيتيف) الذي يتخذ من ساراييفو مقراً له في 2015 أن «عدداً كبيراً» من الجهاديين البوسنيين عاشوا في وقت ما في هذه المجموعات السلفية مثل تلك الواقعة في غورنيا ماوكا واوسفي ودوبنيتسا، أو زاروها.

وصرّح عزت حجيتش أن «عائلتين كبيرتين واحدة تضم أحد عشر شخصاً والثانية ستة أفراد رحلتا، قامتا بتكفيري وهددتا بقتلي في رسالة على (التطبيق الهاتفي) فايبر وموقع فيسبوك» للتواصل الاجتماعي.

وأكد أنه «منع تسعين بالمئة» من أعضاء مجموعته من الرحيل وكان «أول من دان تنظيم داعش».

وتابع أن «هؤلاء يشبهونني شكلاً لكنهم يتصرفون مثل الوحوش»، وروى قصة خلافه مع جاره الذي رفع علم تنظيم داعش، وفي وقت لاحق وفي مقهى في ماغلاي يرتاده السلفيون، تبادل الرجلان النظرات.

جدل

وأكد فلادو ازينوفيتش أن اوسفي «كانت موضع جدل لأنها دانت تنظيم داعش، لكن الناس لم يدركوا أن ذلك جرى لأنهم يدعمون جبهة النصرة».

وقال عزت حجيتش «في بداية عمليات السفر لم يكن تنظيم داعش موجوداً وكان الناس يريدون مساعدة الشعب السوري».

وينبذ حجيتش العنف لكن إسلامه مخالف للنزعة الليبرالية للغالبية الساحقة من البوسنيين، ويؤكد هذا المقاتل السابق في حرب البوسنة (1992-1995) أن تحديد ما إذا كان يجب قطع يد السارق «مسألة معقدة».

أما الجلد بسبب الزنى فلا يمكن الأمر به ما لم يكن هناك «أربعة شهود»، وقال «ليس ثلاثة ولا اثنان ولا واحد.. أربعة شهود».

وأوضح انه رجوعه إلى الدين في 1998 بعد سنوات من شرب الكحول وعزف الروك لم يتم تحت تأثير المجاهدين الأفغان أو العرب.

وفي اوسفي، وفي بيوت هجرها سكانها الصرب، انضم إليه آخرون يتحدرون من مدينة سريبرينيتسا حيث قتل ثمانية آلاف رجل وفتى مسلم في 1995.

وقد عاشوا لسنوات بلا ضجة لكن النزاع السوري شكّل ضغطاً عليهم، ومع ذلك يقول حجيتش إنهم لا يفعلون شيئاً سوى العيش بسلام وفق «الشريعة» في قرية «لا مثليين فيها ولم تشهد أي جريمة منذ خمس سنوات».

ويضيف «هنا في اوسفي نحاول العيش وفق أحكام الدين».

back to top