حقق جيل غاريث بيل وارون رامسي ما فشل في تحقيقه أبرز نجوم الكرة الويلزية في العقود الأربعة الأخيرة بدءاً من ايان راش وكيفن ساوثول مروراً بمارك هيوز وصولاً إلى راين غيغز ببلوغه نهائيات إحدى البطولات الكبيرة للمرة الأولى منذ مشاركته الوحيدة في كأس العالم في السويد عام 1958.

Ad

وإذا كان الشعب الويلزي احتفل حتى صباح اليوم التالي بهذا التأهل، فإنه يمني النفس أيضاً بتحقيق المفاجأة في النهائيات.

في ذلك العام قادها نجمها جون تشارلز الذي خاض تجربة اللعب في صفوف يوفنتوس وروما الإيطاليين في الخمسينات والستينات من القرن الماضي إلى الدور ربع النهائي حيث خرج على يد البرازيل التي توجت بطلة لاحقاً بقيادة الأسطورة بيليه.

وللإشارة، فإن المنتخب الويلزي بلغ دور الثمانية من كأس أوروبا عام 1976 لكن النهائيات كانت تقام بمشاركة أربعة منتخبات فقط وتحتسب المشاركة رسمياً في حال بلوغ دور الأربعة.

لكن نجم ريال مدريد غاريث بيل نجح في قيادتها إلى النهائيات بعد طول غياب بفضل أهدافه السبعة من أصل 11 لفريقه في التصفيات بينها ثلاثة أهداف حسمت النتيجة في مصلحة فريقه ومنحته بطاقة التأهل.

وبالإضافة إلى بيل، هناك لاعب وسط أرسنال ارون رامسي وقطب دفاع سوانسي اشلي وليامس ولاعب وسط ليفربول جو الن الذي قال عنه مدربه كريس كولمان بأنه يتمنى أن يكون لديه اثنين منه.

وتكمن قوة الفريق بأنه كتلة متماسكة تلعب مع بعضها البعض من فترة طويلة وهم يرفعون شعار «معاً نحن أقوى».

ويتمتع الفريق بدفاع صلب لم يدخل مرماه سوى أربعة أهداف في التصفيات ونجح في انتزاع أربع نقاط من بلجيكا أحد أفضل المنتخبات في التصنيف العالمي مؤخراً، وحدها منتخبات انجلترا، اسبانيا ورومانيا تلقت أهدافاً أقل في التصفيات الأوروبية.

لكن المشكلة الوحيدة هي الاعتماد الكلي على بيل في حين يفتقد الفريق إلى رأس حربة صريح يستطيع التعويض في حال عدم توفيق بايل أو خضوعه لحراسة مشددة باستثناء سام فوكس الذي سجل 16 هدفاً لفريق بيرنلي الذي توج ببطولة الدرجة الأولى الانجليزية وصعد إلى الممتازة في نهاية الموسم الحالي.

ويستطيع بيل أن يُغيّر مجرى المباراة بأي لحظة، فبالإضافة إلى سرعته يجيد تسديدات الركلات الثابتة والرأسية وهما سلاحان هامان في بطولة كبيرة.

وأغلب الظن بأن المدرب سينتهج خطة دفاعية محكمة مع الاعتماد على الهجمات المرتدة مستغلاً السرعة الصاروخية لبيل.

وكان كولمان استلم الفريق وسط مأساة انتحار أقرب صديق له غاري سبيد الذي كان مدرباً لمنتخب بلاده في يناير عام 2012.

ويقول بيل عن تأهل فريقه إلى النهائيات للمرة الأولى منذ فترة طويلة «لقد حققنا حلم شعب بأكمله، لقد انتظر الشعب الويلزي هذه اللحظة لفترة طويلة وكان قاب قوسين أو أدنى في السابق من دون أن يتحقق التأهل».

وأضاف «نريد أن نفاجىء كثيرين، لدينا نواة جيدة أفرادها لم يتخطوا منتصف العشرينات وبالتالي فإن المستقبل مشرق للكرة الويلزية».

وتابع «روح التضامن عالية جداً والجميع يبذل تضحيات من أجل الآخر وهذا مفتاح نجاحنا».

وحلت ويلز ثانية في المجموعة الثانية بفارق نقطتين عن بلجيكا المتصدرة في مجموعة ضمت منتخبات اسرائيل، البوسنة واندورا أيضاً.

وتعتبر فرص ويلز وروسيا وسلوفاكيا متساوية في انتزاع البطاقة الثانية في هذه المجموعة إذا ما اعتبرنا بأن المنتخب الانجليزي هو المرشح الأبرز فيها.

وتستهل ويلز مشوارها بلقاء سلوفاكيا في 11 يونيو، ثم تخوض موقعة معركة بريطانيا في 16 منه وتختتم دور المجموعات في 20 منه.