اجتاز استحقاق الانتخابات البلدية والاختيارية مع نهاية يوم أمس بنجاح كل الشكوك الواسعة التي ظلت تطارده. ولم يختلف المشهد الانتخابي في الشمال عن كل المحافظات الاخرى في الجولات الثلاث السابقة، ولو أن خصوصية العوامل الشمالية تتخذ بعدها وفق كل منطقة. ومع بدء صدور النتائج يستكمل الرسم البياني للخريطة السياسية في عدد من المدن والبلدات بعد اتضاح الأحجام الشعبية لكل تحالف أو شخص.

وارتفع مستوى الحرارة الانتخابية بقوة في طرابلس امتدادا الى القبيات في عكار، مرورا بتنورين في جرد البترون، وجرت هناك مواجهات حادة بلغت حدود الاستفتاء على زعامات او تحجيم زعامات. وينطبق هذا المقياس على معركة طرابلس التي تضم تيار "المستقبل" ورئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي والنائب محمد الصفدي والوزير السابق فيصل كرامي، وهو الائتلاف الذي ذهب وزير العدل المستقيل اشرف ريفي الى أقصى الحدود في مواجهته وتحديه. وأما في القبيات وتنّورين فتواجه طرفي تفاهم معراب "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية " مع زعامات وقوى أخرى سياسية وحزبية ومحلية. ولم يسجل أمس أي اصطدام بارز بين الأطراف المعنية بالانتخابات، باستثناء بعض الإشكالات المتفرقة، التي لم تؤثر على سير العملية الانتخابية.

Ad

ولم يحرك اﻻستحقاق اﻻنتخابي الهدوء الذي تتصفت به طرابلس في ايام العطل، إذ لا يبدو أن هناك قابلية عند المواطنين للنزول وممارسة حقهم اﻻنتخابي عكس القبيات وتورين. وأجمع المتابعون على مجريات عمليات اﻻقتراع الحاصلة في عاصمة الشمال على أنه ما برز حتى الآن هو الحضور الكثيف للماكينات اﻻنتخابية، وهذا ما يترجم بزحمة مندوبي اللوائح المتنافسة بغض النظر عن حجم كل ماكينة ووزنها.

وقال ميقاتي بعد الإدلاء بصوته: "أنتهز هذه المناسبة اليوم لأسجّل إنجازا كبيرا للحكومة اللبنانية بشخص رئيسها ووزير الداخلية والوزراء ككل من خلال الاصرار على اجراء الانتخابات البلدية والاختيارية. ونذكر جميعا أنه قبل أقل من شهر كان الجميع يشكك بإجراء هذه الانتخابات ولكنها حصلت، وهذا انجاز لتعزيز الديمقراطية". وأضاف: "الإجتماع الذي حصل بيني وبين الرئيس سعد الحريري تم خلاله طيّ صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة، يتم بناؤها أكثر فأكثر بالثقة المتبادلة، وأنا متأكد أنه بمقدار حرصي، فالرئيس الحريري أيضا حريص على وحدة الصف على الصعيد الوطني وأيضا على الصعيد السني".

وقال الوزير السابق كرامي "نحن اليوم في عرس ديمقراطي، ونعبر عن أنفسنا بصناديق الاقتراع وليس بالرصاص، كما كان حاصلا من سنوات، ولذلك نشعر بسعادة كبيرة بمجرد حصول هذا الاستحقاق الانتخابي".

وأضاف: "لا بأس من وجود آراء مختلفة في المدينة، ونحن نرى أنه في لائحتنا الكثير من الكفاءات التي نقتنع بها، ولائحتنا (التوافقية لطرابلس) تضم أكثر من 80% من التكنوقراط، تستطيع أن تخدم المشاريع الانمائية لمدينة طرابلس، وتؤمن تمثيل كل المكونات الاجتماعية للمدينة خصوصا المسيحيين والعلويين".

وأضاف: "تجمعنا مصلحة طرابلس. في الـ2010 كانت لائحة توافقية كلها محاصصة، ولهذا السبب فشلت. واليوم أؤكد لجميع الناخبين ان نسبة 80 في المئة من اللائحة لا تنتمي الى أي من السياسيين، وكان اختيار أكثرية الاعضاء من السيد عمر حلاب أو د. عويضة".

من جهته، اقترع الوزير الصفدي في طرابلس، وقال على الأثر: "لن ندخل في معركة أحجام وغير ذلك، وكنا نتمنى أن يكون الوزير أشرف ريفي في اللائحة التوافقية، لكن لكل رأيه وظروفه".

المشنوق

من ناحيته، شك وزير العدل المستقيل أشرف ريفي بحيادية وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي ينتمي الى تيار المستقبل قائلا: "ننتظر نتائج انتخابات مدينة طرابلس لنتأكد من حيادية وزارة الداخلية، ولكن للأمانة أستبعد ان يحصل ذلك".

وكان المشنوق زار دارة نائب رئيس الحكومة السابق عصام فارس في بلدة بينو العكارية.

وجرى اتصال هاتفي بين المشنوق وفارس الموجود في فرنسا، فأثنى الاخير على "مواقف المشنوق والإنجازات التي حققها في وزارة الداخلية، ومن بينها نجاح الاستحقاق الانتخابي".

وردا على سؤال، أكد المشنوق أن "انخفاض نسبة الإقبال على التصويت في طرابلس ليست مستغربة"، مضيفاً أن "نسبة الحوادث محدودة وتحت السيطرة، وكل المشاكل عولجت فورا".

لقطات

سجال بين فرنجية وباسيل

اندلع سجال حام بين رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية ورئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، كشف مستوى سوء العلاقة لبين الطرفين.

وردا على قول باسيل إن «التيار» لا يشعر بوجود «المردة» في البترون، قال فرنجية بعد إدلائه بصوته في زغرتا: «حزب القوات، رغم الخصومة معهم، موجود في زغرتا أكثر بعشرين مرة من وجود التيار الوطني الحر»، وأضاف تعليقاً على باسيل: «هو لا يحس بوجود العماد ميشال عون أصلا، لذلك لن يحس بوجود تيار المردة في البترون».

وخرج باسيل ليرد على الرد قائلا: «لم أقل إننا لا نشعر بوجود المردة، بل إننا لا نشعر بالمنافسة معهم»، مضيفا: «المشكلة تكمن مع فرنجية أنه يبني على أخبار خاطئة».

ستريدا تهدي إلى «الحكيم» وردة

اقترعت عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائبة ستريدا جعجع في بشري، مؤكدة لزوجها رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الملقب بـ «الحكيم» أن «بشري ستقدم لك وردة بصوتها».

وأضافت: «ما يحدث اليوم هو أن نسبة التصويت أتت عالية، لأن أهالي بشري شعروا بالمنافسة، واليوم حاول البعض أن يوهم بأن هناك لائحتين للقوات، ولكنني أقول إن اللائحة المنافسة تضم 10 أشخاص موالين لجبران طوق وللشيخ عيسى الخوري».

مكاري يتوقع طلاقاً بين الحريري وريفي

قال نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري بعد إدلائه بصوته في الكورة أمس «أشعر بأن الطلاق حصل ما بين الرئيس سعد الحريري ووزير العدل أشرف ريفي، ولكن في السياسة هناك دائماً تغيرات ولا شيء يمنع من حصول هذه التغيرات، ولكن اليوم أعتقد أن الطلاق حاصل».