فتوى إفطار طلاب الثانوية تثير جدلاً فقهياً

أثارت دار الإفتاء المصرية حالة من الجدل، بعد إطلاقها فتوى، أمس الأول، تجيز لطلبة الثانوية العامة الإفطار في شهر رمضان، الذي يحل فلكياً قبل يوم واحد من بدء موسم امتحانات الثانوية في السابع من يونيو المقبل، ففي حين اعتبر البعض أن الفتوى تخفف عن الطلاب أثناء استذكار الدروس، وصفها آخرون بأنها «تفرح أهل الفجور».

وفي ظل امتداد ساعات الصيام في رمضان المقبل، إلى نحو 15 ساعة، أصدرت دار الإفتاء فتوى تجيز الإفطار للطلاب، إذا كانوا يتضررون بالصوم فيه أو يغلب على ظنهم ذلك بالرسوب أو ضعف المستوى الدراسي، ولم يكن لهم قدرة على الاستمرار في الدراسة أو المذاكرة أو أداء الامتحان، بحيث لو استمروا صائمين لضعفوا عن مذاكرتهم وأداء امتحاناتهم، وفي هذه الحالة يجوز لهم الإفطار في الأيام التي يحتاجون فيها للمذاكرة أو أداء الامتحانات احتياجاً لابد منه، وعليهم قضاء ما أفطروه بعد رمضان عند زوال العذر.

وشددت الإفتاء على أن هذه الفتوى هي «فتوى ضرورة»، والضرورة تقدر بقدرها، وهذا يعني أن العمل بهذه الفتوى مشروط بشروط لابد من توافرها، وفي حالة عدم توافر هذه الشروط وجب الصوم على الطالب وحرم الإفطار.

أستاذة العقيدة الإسلامية في جامعة الأزهر، وعضو البرلمان، آمنة نصير، قالت إن هناك طلاباً كُثراً يواجهون مشقة في التركيز وتحصيل المعلومات أثناء الصيام، ما يعد بمثابة ضرر على الطالب، والإسلام يُجيز للمسلم أن يُفطر إذا كان متضرراً من الصوم على أن يُعوِّض الأيام، التي أفطرها عقب شهر رمضان أو أن يقوم بإطعام المساكين.وتابعت نصير في تصريحات لـ«الجريدة»: «هذه الفتوى تخفف عن الطلاب، والإسلام دين يُسر وليس عُسراً، فلا ينبغي أن نثقل على الطلاب، وعلينا أن نساندهم لتحصيل أعلى الدرجات، التي تساعدهم على بناء مستقبلهم ومستقبل البلاد».

على النقيض، عارض الفتوى رئيس الدعوة السلفية في محافظة الجيزة، محمد الكردي، وقال، إنها «تُفرح أهل الفجور»، مضيفاً لـ«الجريدة»: «أهل الدين لا ينتظرون مثل هذه الفتاوى، لأن الصوم أحد أركان طاعة الله»، موضحاً أن دار الإفتاء كان عليها مطالبة الدولة بتأجيل الامتحانات إلى ما بعد رمضان بدلاً من إصدار فتوى تُجيز الإفطار، فلا سند في القرآن أو الحديث يسمح بإصدار فتوى الإفطار للطلاب، معتبراً أن إجازة الإفطار تزيد حالات الغش في الامتحانات.