تتطلع روسيا خلال مشاركتها في كأس اوروبا 2016 لكرة القدم في فرنسا الى تعويض اخر خيبتين لها في بطولة كبرى، بعد خروجها من الدور الاول للبطولة القارية قبل اربع سنوات، ومن دور المجموعات في مونديال البرازيل 2014.

وكان المنتخب الروسي قد سقط امام اليونان في مباراته الحاسمة عام 2012 في البطولة التي اقيمت في اوكرانيا وبولندا، وودع البطولة مبكرا باشراف المدرب الهولندي ديك ادفوكات، قبل ان يخرج خالي الوفاض ايضا من الدور ذاته في مونديال البرازيل 2014 بإشراف المدرب الايطالي فابيو كابيلو، علما بانه غاب عن مونديال جنوب افريقيا 2010 ايضا.

Ad

وستكون البطولة القارية المقبلة آخر تجربة فعلية لروسيا قبل استضافة مونديال 2018، ولا شك في انها تسعى لتحقيق افضل من النتيجتين الاخيرتين لها، وإن كان سجلها ليس ناصعا فيها بعد خروجها من الدور الاول اعوام 1992 و1996 و2004 علما بانها احرزت اللقب عام 1960 تحت اسم الاتحاد السوفياتي بقيادة الحارس الاسطورة ليف ياشين والمهاجم الشهير ايغور نيتو.

وبعد اعتمادها على المدرسة الاجنبية، قرر الاتحاد المحلي ان يوكل مهمة تدريب المنتخب الوطني الى ليونيد سلوتسكي احد ابرز المدربين المحليين والذي اضطر الى ايقاف مسيرته كحارس مرمى في سن التاسعة عشرة لإصابة في ركبته عندما حاول إنقاذ قط عالق على شجرة.

بداية مهمة سلوتسكي

وتسلم سلوتسكي تدريب المنتخب خلفا لكابيلو في منتصف التصفيات، وحقق باشرافه اربعة انتصارات متتالية بعدها مباشرة لينتزع مقعده في العرس القاري.

ويستطيع سلوتسكي الاعتماد على مهاجم زينيت سان بطرسبورغ ارتيم دزيوبا الذي تألق بشكل لافت هذا الموسم ومحليا وفي مسابقة دوري ابطال اوروبا وكان هداف منتخب بلاده في التصفيات برصيد 8 اهداف، وهو يلقى الدعم على الجناحين من رومان شيروكوف والكسندر كوكورين.

أما نقطة الضعف الوحيدة في الفريق فقد تكون خط الدفاع الذي شاخ افراده وعلى رأسهم سيرغي اينياشفيتش (37 عاما) صاحب الرقم القياسي في عدد المباريات الدولية لبلاده (114) وفاسيلي برزوتسكي (32 عاما).

واعتبر دزيوبا انه جاهز لخوض اول بطولة كبرى له، قائلا في هذا الصدد: "عانيت كثيرا بسبب غيابي عن كأس اوروبا 2012 وعن مونديال البرازيل بعدها بسنتين، لكنني في كامل جاهزيتي الان، وأريد ان اساعد فريقي على الذهاب بعيدا في البطولة".

وأضاف: "اريد ان اثبت نفسي بانني من مهاجمي النخبة في اوروبا، المجموعة التي وقعنا فيها ليست الاصعب لكنها ليست الاسهل ايضا. سنواجه الاسلوب البريطاني المتمثل بمنتخبي انكلترا وويلز، في حين نعرف جيدا اسلوب لعب سلوفاكيا".

لاعبو الأندية المحلية

ويملك المنتخب الروسي ميزة ان معظم لاعبيه يدافعون عن ألوان اندية محلية وبالتالي قد تصب هذه النقطة في مصلحته.

لكن فريق القياصرة تعرض لضربة قوية بإصابة صانع العابه ونادي سسكا موسكو الن دزاغوييف، الذي تعرض لكسر في ساقه قبل ايام، خصوصا أنه القلب النابض للفريق، وسيكون من الصعب على المدرب ايجاد بديل جاهز مكانه.

وتأهل المنتخب الروسي بحلوله ثانيا في المجموعة السابعة بفارق 8 نقاط عن النمسا المتصدرة، ومتقدما على السويد التي اضطرت الى خوض الملحق.

وتستهل روسيا مشوارها ضد انكلترا في 13 يونيو، ثم تقابل سلوفاكيا في 15 منه واخيرا ويلز في 20 منه.

أكينفييف أيقونة «الدب الروسي»

يبقى حارس مرمى منتخب روسيا لكرة القدم ايغور اكينفييف ايقونة لأنصار بلاده على الرغم من الخطأ الفادح الذي ارتكبه خلال نهائيات كأس العالم الاخيرة في البرازيل 2014.

فخلال مباراة منتخب بلاده الافتتاحية في العرس الكروي العالمي قبل سنتين وفي الدقيقة 70 اطلق الكوري الجنوبي لي كون هو كرة عادية باتجاه المرمى الروسي بدا التصدي لها سهلا للغاية لكن الكرة افلتت من بين يدي اكينفييف وتهادت داخل الشباك.

ساهم هذا الخطأ في وضع روسيا بموقف حرج بعد مباراتها الاولى، إذ اكتفت بتعادلين وخسارة، لتخرج من الدور الاول بقيادة المدرب الايطالي فابيو كابيلو.

ولد اكينفييف في ضواحي موسكو عام 1986، وكان في الرابعة من عمره عندما لفت انظار مدربي الفئات العمرية في نادي سسكا موسكو.

وساهم عام 2002 في قيادة فريق الشباب الى احراز لقب الدوري المحلي وسرعان ما رقي الى الفريق الاول وخاض 13 مباراة اساسيا خلال احراز فريقه اول لقب للدوري المحلي منذ انهيار الاتحاد السوفياتي.

ساعد تألقه على استدعائه الى صفوف المنتخب الاول بقيادة المدرب جورجي يارتسيف، ليصبح بالتالي اصغر حارس مرمى يستدعى الى صفوف المنتخب الاول وهو في الثامنة عشرة من عمره للمباراة الودية ضد النرويج عام 2004.

منتخب روسيا في سطور

- تشارك روسيا في كأس اوروبا 2016 لكرة القدم، التي تستضيفها فرنسا من 10 يونيو الى 10 يوليو، للمرة الحادية عشرة.

- شاركت في النهائيات 10 مرات (7 منها باسم الاتحاد السوفياتي)

- شاركت 10 مرات وأحرزت اللقب تحت راية الاتحاد السوفياتي عام 1960، وحلت وصيفة 3 مرات اعوام 1964 و1972 و1988، وبلغت نصف النهائي تحت راية روسيا في 2008

- احرزت الذهبية عامي 1956 و1988 باسم الاتحاد السوفياتي

المعركة الأخيرة للمنقذ سلوتسكي

بعدما اضطر الى الاعتزال في سن مبكرة اثر سقوطه عن شجرة لدى محاولته انقاذ قط، بات ليونيد سلوتسكي المنقذ للمنتخب الروسي بعدما قاده في منتصف التصفيات عندما كان في وضعية معقدة قبل ان يحقق اربعة انتصارات متتالية باشرافه ليضمن مقعده بين النخبة القارية.

كان المنتخب الروسي باشراف مدربه السابق الايطالي فابيو كابيلو قد فاز في اثنتين من مبارياته الست الاولى في التصفيات وحصد 8 نقاط من اصل 16 ممكنة، قبل ان يتسلم سلوتسكي مهمة الاشراف عليه ويقوده الى اربعة انتصارات متتالية. لكن التشاؤم لا يزال سيد الموقف في روسيا، إذ وجهت الى المدرب انتقادات كثيرة، من بينها انه لم يمارس كرة القدم على اعلى المستويات.

وكان سلوتسكي المولود عام 1971 في فولغوغراد (كانت تعرف بستالينغراد حينها) يريد ان يصبح لاعب كرة قدم محترفا، لكن حلمه اندثر عندما كان في التاسعة عشرة من عمره بسبب هر جارته الذي علق في شجرة، وعندما حاول ليونيد انقاذه وقع من اعلى الشجرة وكسرت ركبته.

ثم حصل سلوتسكي على اجازة في التدريب، وبدأ الاشراف على فرق للشبان باسلوب حديدي لا يزال يعتمده حتى الان، ويقول: "اضع الكثير من الضغوطات على اللاعبين. هناك قوانين صارمة ويجب ان يستيقظوا، ويأكلوا، ويناموا في اوقات محددة".

وتلعب روسيا في المجموعة الثانية الى جانب منتخبات انكلترا وويلز وسلوفاكيا.

وعمل سلوتسكي اولا في الدرجات الدنيا في روسيا، قبل ان يقود سسكا موسكو الى اللقب المحلي مرتين متتاليتين، علما بانه لا يزال يشرف على تدريبه في الوقت ذاته مع المنتخب.

ربما تحقيق نتيجة كبيرة في نهائيات فرنسا ستزيل الشكوك حول قدرات هذا المدرب الصامت على مقاعد اللاعبين الاحتياطيين.