اقتحمت القوات العراقية الأثنين مدينة الفلوجة من ثلاثة محاور ما يشكل بداية لمرحلة جديدة من عملية استعادة السيطرة على المدينة التي تعد أحد معقلي تنظيم «داعش» الرئيسيين في العراق، حسبما أعلن قادة عسكريون.

Ad

وشاركت في عمليات الاقتحام التي انطلقت فجر اليوم قوات مكافحة الإرهاب أكثر القوات العراقية تدريباً وخبرة قتالية.

وقال قائد عمليات تحرير الفلوجة الفريق الركن عبدالوهاب الساعدي لوكالة فرانس برس أن «قوات جهاز مكافحة الإرهاب والجيش والشرطة بدأت عند الساعة الرابعة (2,00 ت غ) بغطاء من طيران التحالف الدولي، اقتحام مدينة الفلوجة من ثلاثة محاور».

وأشار إلى وجود مقاومة من التنظيم الإرهابي.

وأكد صباح النعمان المتحدث باسم قوات مكافحة الإرهاب لفرانس برس انطلاق العملية، وقال «بدأنا عملياتنا في ساعة مبكرة من صباح اليوم لاقتحام الفلوجة».

وسيؤدي اشراك قوات مكافحة الإرهاب في هذه المرحلة من العملية، على الأرجح إلى وقوع معارك شوارع داخل المدينة التي شهدت قتالاً شرساً ضد القوات الأميركية في 2004، وصف بالأعنف منذ حرب فيتنام.

وكانت عملية استعادة الفلوجة التي بدأت قبل أسبوع بدعم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، ركزت في البدء على استعادة السيطرة على القرى والبلدات المحيطة بالمدينة التي تبعد خمسين كيلومتراً إلى الغرب من بغداد.

وقبل بدء العملية العسكرية، تمكنت بضع مئات فقط من العائلات من الفرار من المدينة التي يقدر عدد السكان العالقين فيها حالياً بنحو خمسين ألف شخص، مما يثير مخاوف من أن يستخدمهم الإرهابيون دروعاً بشرية.

ولم تتمكن سوى العائلات التي تسكن أطراف الفلوجة من الفرار مساء السبت، والتوجه إلى مخيمات اجتمعت فيها أعداد كبيرة أخرى من النازحين.

وقال مدير مجلس اللاجئين النرويجي في العراق ناصر موفلاحي «نتوقع موجات أكبر من النزوح مع تزايد ضراوة القتال»، إن «مواردنا في المخيم مضغوطة جداً وقد لا تكفي لتوفير المياه الصالحة للشرب بما يغطي حاجة الجميع».

ضغوط

تمكن عدد من المدنيين من الفرار سيراً على الأقدام عبر مناطق ريفية خلال ساعات لتجنب مراقبة الإرهابيين، باتجاه مناطق تواجد القوات العراقية التي انتشرت في الأطراف الجنوبية من المدينة.

وقال أحمد صبيح (40 عاماً) الذي وصل إلى مخيم للنازحين يُدار من قبل مجلس اللاجئين النروجي الأحد «قررت مواجهة كل المخاطر، إما أن أنقذ أطفالي أو أموت معهم».

وتعد الفلوجة، ثاني أكبر المدن الرئيسية التي يسيطر عليها تنظيم «داعش» في العراق بعد الموصل.

ويتعرض الإرهابيون لضغوط كبيرة من مقاتلي قوات البشمركة الكردية شرق مدينة الموصل ثاني مدن العراق.

ويقدر عدد مسلحي التنظيم المتطرف الموجودين في الفلوجة حالياً بحوالي ألف عنصر، محاصرين منذ عدة أشهر.

ولا يمكن التكهن بقدرة التنظيم على منع تقدم القوات العراقية لتحرير الفلوجة في غياب أي معلومات عن الموارد التي قد يعتمدون عليها.

ويتوقع المراقبون أن تخوض القوات العراقية واحدة من أصعب المعارك ضد الإرهابيين الذين فقدوا تدريجياً السيطرة على مناطق واسعة خلال العام الماضي.

ويسيطر التنظيم الجهادي حالياً على 14 بالمئة من أراضي العراق، مقابل أربعين بالمئة من هذه الأراضي في 2014، وفق أرقام حكومية.

لكن التنظيم المتطرف الذي أعلن «دولة خلافة» في الأراضي التي سيطر عليها في سورية والعراق، واصل القيام بتفجيرات وهجمات دموية استهدف معظمها مدنيين.

والفلوجة عرفت باسم «مدينة المساجد» وكانت أحد مراكز انطلاق شرارة الثورة على الاستعمار البريطاني عام 1920.

وفي نوفمبر 2004، منيت القوات الأميركية بخسائر فادحة فيها كانت الاسوأ منذ عقود في عملية قُتِلَ خلالها 95 عسكرياً أميركياً خلال مواجهات ضد أحد التنظيمات التي سبقت تنظيم «داعش».