البرلمان الفلبيني يعلن دوتيرتي رئيساً للبلاد
في جلسة خاصة لم يحضرها خلافاً للتقاليد
أعلن برلمان الفلبين الأثنين رودريغو دوتيرتي رئيساً مقبلاً للبلاد بعد فوزه في الانتخابات خلال الشهر الجاري، وذلك في جلسة خاصة لم يحضرها رئيس الدولة المقبل خلافاً لتقاليد البلاد.وأقر البرلمان بمجلسيه (النواب والشيوخ) في مانيلا النتيجة الرسمية للاقتراع الرئاسي الذي جرى في التاسع من مايو وانتهت بفوز دوتيرتي بفارق أكثر من ستة ملايين صوت.
ولم يحضر دوتيرتي (71 عاماً) الذي سيتولى الرئاسة خلفاً للرئيس المنتهية ولايته بينينو اكينو، جلسة البرلمان الرمزية هذه مفضلاً البقاء في مسقط رأسه مدينة دافاو في جنوب البلاد التي أمضى الجزء الأكبر من وقته فيها منذ فوزه في الانتخابات.وأثار رفضه خلافاً للأعراف، حضور هذه الجلسة خيبة أمل عدد من أنصاره لكنه يساهم في تعزيز صورته كسياسي غير تقليدي ومستقل عن النخبة الفلبينية.وكانت سمعته هذه وصراحته وحملته الشعبوية وحلوله التبسيطية للمشاكل من أهم العوامل التي أدت إلى فوزه في الاقتراع.وكان قد صرّح الأسبوع الماضي في مؤتمر صحافي في دافاو التي تبعد نحو 900 كيلومتر إلى الجنوب من مانيلا «لن أحضر جلسة الإعلان، لم أحضر جلسة إعلان من هذا النوع في حياتي».ويؤكد دوتيرتي إنه يُريد البقاء في دافاو حتى بداية ولايته لأنه يشعر فيها بالراحة، وقد عبّر مراراً عن كرهه لمانيلا العاصمة التي وصفها بـ «المدينة الميتة» التي تطفح بأحياء عشوائية.وأعلن أعضاء البرلمان الأثنين أيضاً فوز ليني روبريدو بمنصب نائب الرئيس بعد تقدمها بفارق طفيف على فرديناند ماركوس الابن، نجل الديكتاتور الراحل الذي يحمل الاسم نفسه.وروبريدو التي دخلت معترك السياسة بعد مقتل زوجها وزير الداخلية السابق جيسي روبريدو في حادث تحطم طائرة في 2012، خاضت الانتخابات تحت راية الحزب الليبرالي الذي يقوده الرئيس اكينو، وقد تابعت إعلان النتائج مع عائلتها.وفي مؤشر إلى أهميتها، نُقِلت الجلسة مجلسي البرلمان مباشرة على التلفزيون الحكومي. وفي الفلبين ينتخب الرئيس ونائبه لولاية واحدة مدتها ست سنوات في اقتراعين منفصلين.وحقق رئيس بلدية مدينة دافاو الجنوبية الكبيرة فوزاً ساحقاً في الانتخابات الرئاسية التي جرت في التاسع من مايو وتقدم فيها بفارق أكثر من ستة ملايين صوت على خصومه.وكسب رودريغو دوتيرتي تأييداً بفضل وعوده بايجاد حلول قاسية ولكن سريعة للجريمة والفقر، مقدماً نفسه في الوقت نفسه على أنه الرجل القوي القادر على حل مجموعة من المشاكل الأخرى المتجذرة في المجتمع.مشاوراتبدأ دوتيرتي في دافاو مشاوراته لتشكيل حكومته واستقبال موفدين من حركة التمرد الشيوعية لإطلاق مفاوضات سلام.وكان دوتيرتي رحّب بعودة مؤسس الحزب الشيوعي الفيليبيني خوسيه ماريا سيسون المقيم في المنفى منذ ثلاثة عقود، إلى البلاد، ومشاركته في محادثات سلام.وكان سيسون (77 عاماً) الذي فرّ إلى أوروبا بعيد فشل محادثات السلام في 1987، كتب على صفحته على فيسبوك الأسبوع الماضي أنه يأمل في العودة إلى الفلبين بعد الانتخابات التي فاز فيها دوتيرتي.ويُفترض أن يقسم دوتيرتي الذي وعد بالقضاء على الجريمة خلال ستة أشهر، اليمين في 30 يونيو.وقد وعد رئيس بلدية دافاو منذ عقدين بإعطاء قوات الأمن أوامر بإطلاق النار وأكد أن عشرات الآلاف من المجرمين سيقتلون، ومنذ انتخابه، يشجع بشكل متكرر الشرطة على قتل الذين يشتبه بتورطهم في تهريب المخدرات.كما أكد أنه سيعيد العمل بعقوبة الإعدام، لكن طوال حملته نفى أن يكون له أي علاقة بفرق الموت في دافاو المدينة التي تقع في منطقة مينداناو التي تشهد نزاعاً مسلحاً.وبما إنه وعد بالبقاء حتى بداية ولايته الرئاسية في دافاو حيث يعقد مؤتمرات صحافية في فنادق عدة في منتصف الليل، مما اضطر السياسيين ومسؤولي قطاعات المال إلى التوجه من مانيلا إلى مدينته للقائه.