كشف وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أمس، أن أنقرة قدمت عرضاً لواشنطن للقيام بعملية خاصة مشتركة ضد تنظيم «داعش» في سورية، لكن من دون مشاركة «قوات سورية الديمقراطية» و«وحدات حماية الشعب» الكردية، التي تدعمها واشنطن وتعتبر تركيا قيادتها «إرهابية».وقال أوغلو لمجموعة صغيرة من الصحافيين في أنطاليا: «ما نتحدث بشأنه مع الأميركيين هو إغلاق جيب منبج في أقرب وقت ممكن، وجمع قواتنا الخاصة وقواتهم وفتح جبهة ثانية» في المنطقة الواقعة تحت سيطرة «داعش» بمحافظة حلب، مضيفا: «نقول نعم يجب فتح جبهة جديدة، ولكن ليس بمشاركة حزب الاتحاد الديمقراطي»، الجناح السياسي لوحدات الحماية.
وأكد وزير خارجية تركيا أن معارضين سوريين عرب مسلحين ومدعومين من القوات الخاصة التركية والأميركية ومن دول أخرى حليفة مثل ألمانيا وفرنسا، يمكنهم «بسهولة» التقدم باتجاه مدينة الرقة، معقل «داعش» وعاصمة خلافته.وإذ أسف لعدم وفاء واشنطن بوعدها وتسليم تركيا البطاريات المضادة للصواريخ، وصف أوغلو تعاون الولايات المتحدة مع «الاتحاد الديمقراطي» بأنه «خطوة خاطئة لا تندرج ضمن إطار القيم الإنسانية»، مؤكدا أن هدف الحزب الكردي «الاستيلاء على أكبر قدر ممكن من المساحات في سورية.توسيع العمليات وفي حين بحث وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري مقترحات موسكو لتنفيذ عمليات مشتركة ضد من لا يشملهم اتفاق وقف إطلاق النار ومسألة إغلاق الحدود السورية مع تركيا لمنع «تسلل المتشددين»، وسعت «قوات سورية الديمقراطية»، أمس، نطاق هجومها قرب معقل «داعش» الرئيس في الرقة، مستهدفة منطقة قاعدة الطبقة الجوية، التي انتزعها من النظام في 2014 في ذروة توسعه السريع في العراق وسورية.وفي إطار توسيع العملية، بدأت «سورية الديمقراطية» عمليات عسكرية من محور رابع انطلاقا من شرقي نهر الفرات وتقدمت صوب الطبقة من عين عيسى.هدف صعبوأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الطبقة ستكون هدفا صعبا، لأن التنظيم يخزن كميات كبيرة من الأسلحة فيها، موضحا أنه سيتعين على «سورية الديمقراطية» عبور نهر الفرات للوصول إليها، ما يعقد المهمة.ولمنطقة الطبقة أهمية لأنها تربط مدينة الرقة بمناطق التنظيم قرب حلب. وكانت القوات الحكومية تتقدم باتجاه الطبقة العام الماضي بمساعدة روسية، بعد أن انتزعت مطار كويرس، لكنها توقفت على بعد نحو 60 كم غربي البلدة.ووفق محمد جاسم قائد «لواء شهداء الفرات»، إحدى المجموعات المشاركة في العمليات، فإن المحور الرابع لحملة تحرير شمال الرقة انطلق من شرق الفرات بالقرب من السد الغربي، ويتجه نحو بلدة الطبقة، مؤكدا أنهم أطلقوا هذا المحور بناء على مناشدات أهالي المنطقة تحريرهم من مرتزقة «داعش».«داعش» وأعزازوبعد تمكنه من تثبيت قدمه في المناطق المحاذية للحدود التركية، وتهديد معبر باب السلامة الاستراتيجي بقطعه كل الطرق المؤدية إليه، واصل «داعش» حصاره لمارع وأعزاز، آخر معاقل المعارضة المعتدلة في ريف حلب الشمالي، وفجرت «خلية نائمة» للتنظيم مكونة من ثلاثة مسلحين أمس أحزمة ناسفة قرب «المحكمة الشرعية» وجامع الجندي في مدينة أعزاز.تصعيد بحمصوفي حمص، صعّد نظام الأسد، أمس، في حي الوعر المحاصر هجومه بالأسطوانات المتفجرة، ما أسفر عن مقتل 7 مدنيين، بينهم طفل ورضيع لم يتجاوز شهره الأول وأكثر من 15 إصابة معظمهم أطفال ونساء.وأكد «مركز حمص» الإعلامي أن 11 أسطوانات متفجرة استهدفت الحي وأكثر من 20 قذيفة هاون ومدفعية تترافق مع تمشيط لعربات الشيلكا تستهدف منازل المدنيين داخل الحي، مشيرا إلى أنه تم استهداف سيارة الدفاع المدني أثناء توجهها نحو الانفجار الأول، وتعرض جميع طاقمها للإصابات.وردت المعارضة بقصف الأحياء الموالية بعدد من صواريخ الغراد، كما استهدفت بقذائف الهاون معاقل قوات الأسد في قرية المزرعة.سياسيا، تتجه الهيئة العليا للمفاوضات إلى إعادة جدولة وفدها التفاوضي إلى محادثات جنيف، مع تأكيد استقالة كبيره محمد علوش، احتجاجاً على استمرار المعارك وعدم إحراز أي تقدم في الملف الإنساني وقبلها إبلاغ مبعوث الأمم المتحدة ستيفان ديميستورا مجلس الأمن أنه لا ينوي استئناف المفاوضات قبل ثلاثة أسابيع.وفي بيان على «تويتر»، قال علوش، المنتمي إلى «جيش الإسلام» أبرز الفصائل الموقعة على الهدنة المعلنة في 27 فبراير برعاية روسية أميركية، «لم تكن التجربة التي مرت بها المفاوضات في الجولات الثلاث ناجحة، بسبب تعنت النظام واستمراره في القصف والعدوان على الشعب، وعدم قدرة المجتمع الدولي على تنفيذ قراراته، خاصة في ما يتعلق بالجانب الانساني من فك الحصار وإدخال المساعدات والافراج عن المعتقلين والالتزام بالهدنة».التمثيل العسكريبدوره، أكد رئيس وفد الهيئة أسعد الزعبي أنه لم يتخذ القرار بشكل نهائي بشأن الاستقالة، معتبراً الوفد المفاوض لا يساوي شيئاً من دون التمثيل العسكري.ونفى الزعبي رفع السقف بوجه روسيا وأميركا، مشيراً إلى أنه بينما الروس يقتلون الشعب السوري تعهدت السعودية بتقديم الدعم الكامل له سياسياً وعسكرياً، ولم تتدخل يوماً بقرارات الهيئة العليا ولا حتى باجتماعاتها.ظهور لصحافي ياباني ومقتل أسترالي في «الوحدات»نشرت صورة جديدة للصحافي الياباني جومبي ياسود، الذي فقد العام الماضي في سورية، على الإنترنت وهو يرتدي قميصاً برتقالي اللون، ويحمل ورقة كتب عليها بخط اليد «أرجوكم ساعدوني. إنها الفرصة الأخيرة. جومبي ياسودا». وتأتي الصورة بعد تسجيل فيديو لياسودا مدته دقيقة واحدة وضعه على الإنترنت طارق عبدالحق، الذي أوضح أنه «تسلمه من جماعة النور، وكلف من قبل جبهة النصرة القيام بوساطة للإفراج عنه».وفي أستراليا، أوردت الصحف أمس أن عسكرياً سابقاً في الأربعين يدعى جيمي برايت قضى وهو يقاتل في صفوف «وحدات حماية الشعب» الكردية ضد تنظيم «داعش». ونعت «الوحدات» برايت الى جانب 3 من مقاتليها.حلب... بلا نوافذيفتقد سكان مدينة حلب خصوصيتهم داخل منازلهم، إذ يكاد لا يخلو بيت أو متجر من نوافذ وواجهات بلاستيكية، بعدما أجبر تكرار القصف المواطنين على التخلي عن الزجاج، لئلا يضطرون الى تغييره في كل مرة تسقط قذيفة هنا أو صاروخ هناك.ومنذ عام 2012 لم تهنأ حلب، المقسمة بين أحياء شرقية تحت سيطرة المعارضة وغربية للنظام، بالهدوء، حيث اعتادت على المعارك والقصف المتبادل، حتى ان اتفاق الهدنة الساري في مناطق عدة منذ نهاية 27 فبراير تعرض للخرق والانهيار مرات عدة فيها.وبسبب المعارك والقصف لم يعد سكان مختلف الأحياء يعتمدون على الزجاج مع ارتفاع كلفته وتحوله إلى شظايا بفعل الضغط. وتظهر مقاطع فيديو في الأحياء الشرقية وكذلك الغربية أبنية ومنازل شبه مدمرة ونوافذ وأحياناً واجهات المحال مغطاة بالنيلون أو البلاستيك المقوى.وعدم وجود نوافذ زجاجية يعني أيضاً فقدان الخصوصية، فالنيلون الذي يتطاير مع الهواء يشعر السكان وكأنهم مكشوفون على جيرانهم.ويبلغ سعر لوح الزجاج اليوم في حلب 3300 ليرة سورية (ست دولارات)، مقارنة مع 425 ليرة قبل الحرب، أما سعر متر النايلون فيبلغ 500 ليرة كحد أقصى.
دوليات
أنقرة تعرض على واشنطن اجتياح الرقة مقابل عزل الأكراد
31-05-2016