طفرة جديدة بصناعة الطاقة المتجددة في شتى أنحاء العالم
286 مليار دولار استثمار في مصادر الرياح والشمس بالصين والهند والبرازيل
في السنة الماضية، ولأول مرة، شكلت الطاقة المتجددة أكثرية مصادر توليد الكهرباء المضافة في شتى أنحاء العالم.
في ميدان الطاقة، وطوال عقود طويلة، كان الخبراء يقولون إن الاحتباس الحراري سيمثل مشكلة بيئية يصعب تحديد حجمها وتداعياتها. وتقول افتتاحية نشرتها صحيفة نيويورك تايمز أخيرا إن البعض من قادة العالم، وخاصة في الدول النامية مثل الهند، يقرون صراحة بصعوبة خفض الانبعاثات التي تسبب الاحتباس الحراري، لأنهم في حاجة الى استخدام المواد الرخيصة نسبياً والعالية الكربون، مثل الفحم من أجل ابقاء الطاقة ضمن الحدود المحتملة. ولكن وجهة النظر هذه بدأت تفقد أهميتها في ضوء استمرار الهبوط في تكلفة مصادر الطاقة المتجددة مثل الرياح والشمس.وفي السنة الماضية، ولأول مرة، شكلت الطاقة المتجددة أكثرية مصادر توليد الكهرباء المضافة في شتى أنحاء العالم، بحسب تقرير ميداني صدر حديثا عن منظمة الأمم المتحدة. كما أن أكثر من نصف المبلغ المقدر بنحو 286 مليار دولار والذي استثمر في مصادر الطاقة المتجددة مثل الرياح والشمس حدث في الأسواق الناشئة مثل الصين والهند والبرازيل، وكان ذلك للمرة الأولى أيضا.
وبحسب التقرير الأممي وباستثناء مصانع الطاقة الكهربيمائية الكبيرة كان 10.3 في المئة من كل الطاقة الكهربائية التي تم توليدها عالمياً في السنة الماضية من المصادر المتجددة وهي نسبة تعادل ضعف تلك التي تحققت في عام 2007 على وجه التقريب.الألواح الشمسيةوتجدر الإشارة الى أن متوسط التكلفة العالمية لتوليد الطاقة الكهربائية من الألواح الشمسية هبط بنسبة 61 في المئة خلال الفترة ما بين سنة 2009 وحتى 2015 و14 في المئة بالنسبة الى عنفات الرياح الأرضية. وفي الأجزاء المشمسة من العالم مثل الهند وامارة دبي عرضت الشركات المطورة لمزارع الرياح في الآونة الأخيرة بيع الكهرباء بأقل من نصف متوسط الأسعار العالمية. وفي نوفمبر الماضي توقعت شركة حسابات تدعى كي بي ام جي أن تصل تكلفة الطاقة الشمسية في الهند بحلول عام 2020 الى أقل من 10 في المئة عن الكهرباء المولدة عبر الفحم. وتمضي مقالة «نيويورك تايمز» الى القول إن هذه كلها اشارات واعدة وتشير الى أن الخفض في انبعاثات الكربون يمكن تحقيقه بسرعة أكبر وأرخص مما كان يعتقد على نطاق واسع. كما أن ذلك يوفر الأمل في أن تتمكن الدول من انجاز الأهداف الطموحة التي حددتها في اجتماع باريس في قمة المناخ خلال شهر ديسمبر المنصرم، والتي تمثلت في ابقاء الاحتباس الحراري دون عتبة قد تفضي الى تعريض العالم الى عواقب مدمرة، بما في ذلك ارتفاع مستويات ماء البحر وحالات الجفاف والفيضانات الحادة اضافة الى الانتشار الواسع لنقص الغذاء والمياه والعواصف المدمرة بقدر أكبر.من جهة اخرى، سيؤدي استبدال المصانع التي تعمل بطاقة الفحم أو عدم بناء المزيد منها الى فوائد صحية كبيرة أيضاً وخاصة في المدن الكثيفة التلوث في الصين والهند. وستكون تلك المنافع أكثر أهمية وتأثيراً مع استبدال السيارات العاملة بالبنزين بسيارات كهربائية تعمل بطاقة الرياح والشمس.ولكن الحقيقة هي أنه لا تزال هناك عقبات هائلة أمام الوصول الى مستقبل ينعم الناس فيه بطاقة أكثر نظافة كما تصوره اجتماع باريس، واحدى هذه العقبات تقنية الطابع.تخزين الطاقةلا تزال البطاريات القادرة على تخزين الطاقة بهدف استخدامها عندما لا توجد أشعة شمس أو عدم هبوب الرياح مكلفة جدا، على الرغم من انخفاض تكلفتها في الوقت الراهن. والعقبة الاخرى مالية، وعلى الرغم من الزيادة في الاستثمارات الخاصة بمصادر الطاقة المتجددة فإن الولايات المتحدة وغيرها من الدول الصناعية لم تتقيد بما تعهدت به في مؤتمر كوبنهاغن في سنة 2009 بشأن توفير 100 مليار دولار سنوياً من أجل المساعدة على تنفيذ مشاريع المناخ في الدول الأكثر فقراً. كما أن الدول التي شاركت في مؤتمر باريس استمهلت حتى سنة 2025 لتقديم طرق جديدة للتمويل.وتتمثل العقبة الثالثة في الجوانب السياسية، ومن الواضح أن فرض سعر محدد على الوقود الحفري سيشجع الاستثمار في وقود أكثر نظافة، وقد خفضت ضريبة الكربون الانبعاثات في كولومبيا البريطانية واقترح رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي مضاعفة الضريبة على الفحم، كما وعدت الصين بتطبيق نظام انبعاثات جديد.ويشكل هبوط تكلفة الطاقة المتجددة اضافة جلية، ويتعين أن يدفع احتمال ابقاء الطاقة محتملة التكلفة مع انقاذ كوكب الأرض قادة العالم الى اتخاذ اجراء أكثر جرأة.
متوسط التكلفة العالمية لتوليد الطاقة الكهربائية من الألواح الشمسية هبط بنسبة %61