غداة أحد أكثر الأيام دموية منذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار باليمن في العاشر من أبريل الماضي، التقى مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، أمس، الوفد المشترك لجماعة "أنصار الله" وحزب "المؤتمر الشعبي" لاستكمال بحث القضايا الرئيسية المطروحة على جدول أعمال مشاورات السلام اليمنية المنعقدة حالياً بالكويت، في حين تعقد اليوم جلسة مشتركة يفترض أن تضع اللمسات الأخيرة للبدء في تطبيق اتفاق إطلاق سراح الأسرى لدى طرفي النزاع.وناقش المبعوث خلال اللقاء تصورات ورؤى "أنصار الله" و"المؤتمر الشعبي" بشأن المرحلة المقبلة في اليمن، إضافة إلى الضمانات المطلوبة لتطبيق الاتفاقات واستئناف الحوار السياسي بين الفرقاء اليمنيين وفقا للمرجعيات الدولية. ولاحقاً، التقى الوسيط الأممي وفد الحكومة اليمنية.
ومن المقرر أن تعقد الأطراف اليمنية اليوم جلسة مشتركة بحضور المبعوث الأممي لتقديم كل طرف ملاحظاته بشأن كشوفات الأسرى التي تسلمتها الأمم المتحدة أمس الأول، تمهيدا لإطلاق وتبادل الأسرى لدى الطرفين بالتنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر.وكان ولد الشيخ قد ذكر في بيان، أمس الأول، أن مشاورات السلام اليمنية تسير على الطريق الصحيح، مؤكداً أن المرحلة المقبلة ستكون "حاسمة".وقال إن الأمم المتحدة تعمل على أرضية صلبة لتوافق سياسي شامل تضعه في متناول الأطراف، كاشفا عن اقتراب المشاورات من الاتفاق على مبادئ محددة لاتفاق شامل يرتكز على حل سياسي.تفاصيل القوائموفي وقت تشهد محادثات السلام تقدماً إيجابياً خاصة فيما يتعلق بلجنة المعتقلين والأسرى، كشفت مصادر مقربة من وفدي المشاورات أن الكشوفات، ضمت 6390 اسماً لمعتقلين وأسرى ومخطوفين.وأوضحت مصادر مفاوضة أن وفد الحكومة قدم كشفاً ضم 2630 اسماً، يتقدمهم اسم اللواء محمود الصبيحي وزير الدفاع المعتقل لدى "أنصار الله" منذ الخامس والعشرين من مارس 2015، في حين ضم الكشف المقدم من الوفد المشترك 3760 اسما يتقدمهم العميد أحمد علي صالح نجل الرئيس المخلوع.وأفادت مصادر بالوفد الحكومي أن لجنة المعتقلين والأسرى اجتمعت، مساء أمس، لاستكمال بيانات وكشوفات المعتقلين والأسرى والمختطفين والمخفيين قسرا، والمقدمة من طرفي النزاع، ولمراجعتها تمهيداً لإجراءات تأمين الإفراج عن الدفعة الأولى التي من المتوقع أن يصل عددها إلى نحو ألف شخص قبل حلول رمضان.ويشارك في اجتماعات اللجنة خبراء أمميون بمشاركة من هيئة الصليب الأحمر الدولي لمساعدة طرفي النزاع على وضع آلية تنفيذية فعالة وجدول زمني للإفراج عن جميع المعتقلين.وتأتي هذه التطورات بعد يوم من سقوط 48 قتيلاً في معارك عنيفة بين القوات الحكومية اليمنية المدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية، وعناصر "أنصار الله" وحلفائهم من قوات الرئيس السابق في منطقة عسيلان بمحافظة شبوة جنوب اليمن.اعتذار «مؤتمري»في سياق منفصل، قدم ياسر اليماني القيادي بحزب "المؤتمر"، وأحد المقربين من الرئيس السابق، اعتذارا علنيا، لحزب "التجمع اليمني للإصلاح"، عن كل ما ارتكبه بحق الحزب وأعضائه، طوال الأشهر الفائتة.وقال اليماني، في منشور على "فيسبوك": "أعتذر عن كل ما بدر مني، ماضيا وحاضرا ضد الإخوة في حزب التجمع للإصلاح من القيادة وحتى القواعد".وأضاف القيادي الموالي لصالح "حقيقة لقد ظلموا كثيرا ونهبت حقوقهم وشردت أسرهم وفجرت منازلهم، وأُممت ممتلكاتهم وصودرت مقراتهم وسجن واعتقل إخوانهم وأبناؤهم وامتهنت كرامتهم، وهم الذين كانوا معنا إخوه قاتلنا معا في مواجهه الانفصال وعصابته وأسقطوا معنا كل المؤامرات التي استهدفت اليمن ووحدته".واستطرد اليماني في اعتذاره قائلا: "وعلينا ألا ننكر كل ذلك، مهما كان خلافنا معهم وما حصل لإخوتنا في التجمع من قتل وتنكيل وتشريد وسجون واعتقالات وتأميم لحقوقهم ونهب لممتلكاتهم ودخول إلى منازلهم وغرف نومهم، لم يحصل حتى في عهد الحزب الاشتراكي الذي أمّم وقتل وسحل وحكم بالحديد والنار في عهد التشطير في جنوب اليمن".حمى الضنكإلى ذلك، أعلن مكتب الصحة والسكان التابع للحكومة اليمنية، مدينة بيحان "منطقة منكوبة"؛ وذلك جراء تفشي وباء حمى الضنك فيها بصورة غير مسبوقة، حيث أصبح حجم الكارثة يفوق قدرات الإدارة الصحية بالمحافظة وإمكاناتها. وقال مدير مكتب الصحة، ناصر المرزقي، إن "مديرية بيحان، باتت منكوبة وتعيش كارثة وبائية، في ظل انعدام الإمكانيات اللازمة للتعامل مع حمى الضنك".وأشار المرزقي، إلى أنه تم إرسال فريق طبي إلى بيحان للمساعدة في السيطرة على الوباء، عبر تنفيذ برامج تدريب للعاملين الصحيين والمتطوعين على كيفية معالجة الحالات المرضية، وتوعية المواطنين بكيفية اتباع الطرق الوقائية من المرض، وكشف عن وجود "بؤر خطيرة للوباء في مديريتي نصاب وميفعة، بمحافظة شبوة".الحوثي يدعم «الحشد» في الفلوجةأعلن زعيم حركة "أنصار الله"، عبدالملك الحوثي، دعمه للعمليات العسكرية التي يشنها الجيش العراقي، بدعم من ميليشيات "الحشد الشعبي" لتحرير مدينة الفلوجة الخاضعة لسيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف بـ"داعش" غرب العراق.وقال الحوثي في "تغريدة" على "تويتر"، في رسالة وجهها للعراقيين "الإرهاب الذي تقاتلونه في الفلوجة نحن نقاتله في اليمن منذ أعوام. إلى الحشد الشعبي في العراق أنتم فخرنا". ويواجه "الحشد" المشكل من ميليشيات شيعية، معظمها موال لإيران، اتهامات بممارسة انتهاكات انتقامية بحق السنة.
دوليات
«مشاورات الكويت» تضع اللمسات الأخيرة لـ «إطلاق الأسرى»
31-05-2016