ترانيم أعرابي: عقارب المبادئ
![عبدالرحمن محمد الإبراهيم](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1464721320315559800/1464721330000/1280x960.jpg)
القضية منذ ٢٠١١ وقبل ذلك بأكثر من ٥٠ سنة ليست في هذه الأسباب ولا غيرها، بل في المعارضة ذاتها، لأن مبادئها هشة ولها أكثر من رأس وغير منظمة، فلو تتبعنا مثلا تصريحات الكثير من قادة المعارضة خلال السنوات الخمس القادمة لشعرنا بأنها صراخ في صراخ، ما عدا مسلم البراك أحيانا، وكذلك قراراتهم دائما ما تكون ردة فعل لا الفعل ذاته. الأمر الآخر المهم هو أن السبب الرئيسي في المقاطعة كان التغيير في نظام الانتخابات، ولذلك حتى بعد حكم المحكمة الدستورية بصحة المرسوم تواصلت المقاطعة، بل هاجم المشاركون المستقبليون من شارك في الانتخابات الماضية بحجج اليوم هم ذاتهم يبررونها.قد أفهم أن يخرج أحد قادة كتلة الأغلبية ليصرح للعلن بأن قرار المقاطعة كان خطأ وأن المعطيات تغيرت ونحن نعتذر عن عدم دراسة موضوع المقاطعة بشكل جيد، ولذلك سنشارك لتصحيح الخطأ، وقد يكون مقبولا لو كان في بيانات من قرروا المشاركة أسباب واضحة لهذه المشاركة، لكن أن تصاغ جمل إنشائية من قبيل "من باب استشعارنا للمسؤولية الوطنية" أو "الوطن ومصلحته فوق جميع المصالح" أو ربما "الكويت تستحق الأفضل"، ويريدون إقناع الناس بأن فعلهم صحيح، هذا والله مما لا يفهم.قواعد اللعبة السياسية في الكويت لن تتغير على المدى القريب، وكل هذه التحركات إنما هي تحركات في إطار مصالح ضيقة، لهذا الطرف أو ذاك، وربما موازنات مستقبلية لهذه القطب أو ذاك، ولذلك أدعو نفسي وأدعوكم لعدم المشاركة دون تغيير حقيقي في الحياة السياسية الكويتية من خلال إقرار الأحزاب أو على الأقل وجود نفس حقيقي للإصلاح، ووجود مؤمنين بمبادئ هذا الإصلاح. على الشباب، وأكررها على الشباب، أن يخرجوا من عباءة النواب والمنظرين الذين طال منهم الشيب وأرهقهم، وكذلك ليخرجوا من أفكار تُكرر منذ أكثر من ٣٠ سنة، وعلى الشباب أن يثقفوا أنفسهم ويطوروها ويدخلوا مراحل العمل السياسي بالتدريج، فكم من شاب كان في الجامعة رمزا للعمل النقابي وشاهدناه داخل قاعة البرلمان طفلا صغيرا ينظر إلى من هو أكبر منه سناً عند القرارات العظيمة. على الشباب أن يدركوا أن الإيمان بالمبادئ لا يعني أبدا التغريد بها في "تويتر" أو الصراخ عند ذكرها في الندوات، المبادئ تدخل للعقل فيحللها ثم يؤمن بها، وبعدها يطبقها حتى يثبت له أنها خطأ، لا للمشاركة نعم للمقاطعة حتى تصلح الحال أكثر.شوارد:"إنسان بلا مبادئ كساعة بلا عقارب"لا أعرف قائلها!